TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هذا للشيعة وذاك للسنة

هذا للشيعة وذاك للسنة

نشر في: 6 فبراير, 2016: 09:01 م

كنت مراهنًا، من أنّ السياسيين ومعهم  الحكومة " المبجّلة " لن يهتموا لكل الانتقادات التي  توجّه لهم ، وما زلت أعتقد أنّ سياسيينا يسخرون في دواخلهم مِن كلّ مَن يوجّه لهم انتقاد ، ومتيقّناً أكثر أنهم يسخرون من جهلنا ، لأننا نتحدث عن الصدق والامانة والشرف والنزاهة  والامانة  ، فمثل هذه الكلمات لا مكان لها في قاموس  ساسة يتبجّحون بأنهم قيّضوا عمولات بملايين الدولارات على الهواء مباشرة ،  من دون ان  يرتجف لهم جفن ،لأنهم يعرفون جيداً أن لاأحد سيسألهم  ، كيف ولماذا ولمصلحة مَن ؟ ربحتُ الرهان ، لأنني والحمد لله أعرف ساستنا جيداً ، فهم طوّروا  فنّ الضحك على الناس إلى درجة أنّ السيد صلاح عبد الرزاق القيادي في دولة القانون  ، أخبرنا بصريح العبارة  أنّ " كثيراً من الامور نأخذ بها إذن ، إن كانت جائزة أم غير جائزة ، حرام أم حلال  " ولم يذكر لنا السيد عبد الرزاق من هي الجهة التي يأخذ منها الإذن ، وما هي حدود الحلال والحرام في دولة نُهبت منها في وضح النهار أموالٌ تعادل ميزانيات دول الجوار مجتمعة ،  ولأننا شعب طيب ونشجع الطرفة في بعض الاحيان، فإن لجنة الاوقاف البرلمانية  اخبرتنا بانها تستعد غداً لإطلاق  مشروع التعايش السلمي في العراق . ماذا يعني هذا الخبر في بلد تصرّ فيه الأوقاف على ان تنشطر إلى أقسام وفروع ، و" تتعارك " على الاملاك  من اجل تضخيم الجيوب .
يحبّ ساستنا أن يعملوا بما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة  ومصالح دول الجوار التي يرتبطون بها ، ابتداءً من طهران ومروراً بالرياض وانقرة وأتمنى أن لاتنسوا " الدولة العظمى " قطر  ، وينزعج معالي السياسي  من تدخل الرأي العام في شؤونه  ، يعتقد أنّ السلطة والمسؤولية شأن خاص به وبعائلته حصراً  ، ولا يروق له ما تكتبه الصحافة  . لا فارق في ذلك بين شيعي  ، وزميله السنّي  ، كلاهما يضحك على جمهوره بمصطلحات المظلومية والإقصاء ، خاصة إذا كان  هذا الجمهور مدجّناً بالخوف من الطائفة الأخرى  .
إذن ياسادة لا مفاجأة، ولا ذهول..حين تخرج علينا مرجعية النجف لتنفض يديها من ساسة اليوم  ، لأنها وأعني المرجعية أدركت أن ساستنا يرفعون شعار لا ارى لا اسمع  ،  فالساسة يدركون جيدا ان هذا العصر عصر الفرهود ، لا مكان لصوت الناس وقضاياهم ، العدالة الاجتماعية مجرد لافتات  ترفع في المناسبات . سيكتب قارئ كريم تعليقا ، يطلب مني ان أكف عن الحديث عن الساسة الشيعة ، نعم ياسيدي حان الوقت لنقول للإخوان المسلمين في العراق : كان ينبغي أن يكون موقفك موقفاً وطنياً لا موقف انتهازي  ، لأن ما يجري في العراق  من قبل الطبقة السياسية جريمة جماعية، المجرم  الأكبر فيها هو السكوت عنهاا!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    لو- سمينا جمهرية عبدالكريم قاسم بالجمهورية الاولى والنظام النازى العربى بالجمهرية الثانيه فاسم النظام الحالى هو الجمهوريه الثالثه--------الجمهورية الاولى ابادت العصر الملكى بانقلاب عسكرى ايدته الملايين من شعب العراق بتظاهرات جماهيريه فى كل العراق ولهدا يص

  2. الشمري فاروق

    لا تعجب يا عزيزي مما اخبرك به السيد صلاح عبد الرزاق بأخذه الأذن في كثير من الامور ان كانت جائزه ام غير جائزه..حرام ام حلال...ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ممن يأخذ الاذن.. هل من المرجعيه الرشيده ام من معمم لص من نوعية صلاح نفسه...فان الطيور على اشكالها تق

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram