بعد فوزه بجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2014 عن (الجمال العظيم) تحول مباشرة لإخراج فيلم (شباب) والذي تقف لغته الانكليزية على قدم المساواة مع خصب الصورة. الصحفي في مجلة فرايتي نيك فيفارللي تحدث مع سورنتينو حول الفيلم فكان الحوار التالي:* بالمقار
بعد فوزه بجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2014 عن (الجمال العظيم) تحول مباشرة لإخراج فيلم (شباب) والذي تقف لغته الانكليزية على قدم المساواة مع خصب الصورة. الصحفي في مجلة فرايتي نيك فيفارللي تحدث مع سورنتينو حول الفيلم فكان الحوار التالي:
* بالمقارنة مع فيلم (الجمال العظيم) تبدو العواطف أكثـر بروزا في (شباب).
- نعم هذا صحيح، لم أرغب بعمل فيلم معقد مثل الجمال العظيم، والذي فيه الكثير من الثيم والرموز والتهكم. بدلا من ذلك أردت لـ"شباب" أن يكون فيلماً دافئاً وبموضوعة لم استكشفها من قبل والتي هي: كيف نتصور أنفسنا في المستقبل؟ ، لقد كنت متحمسا لفكرة كيف يتصور عجوزان في الثمانين من عمرهما أنفسهما في المستقبل. ولكن أيضا قصدت أن يكون فيلما دافئا وعذبا، عاطفيا بكل معنى الكلمة.
* عملت مع مدير التصوير السينمائي لوكا بيغاتزي منذ فيلمك الثاني (عواقب الحب)، الى أي حد ساهم بإغناء رؤاك الجمالية؟ وما هو نوع العمل الذي أنجزه في (شباب)؟
- نحن نعمل معا بتناغم ممتاز، لقد صنعنا ستة أفلام والآن نعمل على مسلسل تلفزيوني بعنوان (البابا الشاب)، والذي هو عبارة عن خمسة أفلام في واحد. لدينا خبرات مشتركة. ومع الوقت هو أضاف لي وأنا أضفت له. ننظر الى الاشياء بنفس الطريقة مع اختلافات بسيطة جدا، حتى اننا بالكاد نتحاور حول الإضاءة في مشهد ما. هي فكرة كلانا يعلم أن الآخر يعرفها. ما أعطاني إياه لوكا في البدايات هو جماليات الظلام التي لم أكن على دراية كبيرة بها، وتعلمتها منه أثناء العمل بفيلم (عواقب الحب). ولكن بنفس الوقت، ويالها من مفارقة، هو أصبح أكثر إشراقا وأنا غدوت أكثر ظلمة. في (شباب) الإعداد للفيلم والبيئة كانت مهمة جدا للحصول على وحدة التهيؤ. وهكذا فأننا تركنا الأجواء المحيطة وموسم الربيع يحملانا في الفيلم.
* هل لك ان تحدثنا عن العمل مع مصممة الإنتاج لودفيكا فيراريو؟
- أعرف لودفيكا منذ فترة طويلة. هي معمارية، وهو أمر مفيد جدا بالنسبة لي. لديها أحساس النِسَبْ والهندسة. هناك الكثير من الهندسة في السينما، أبدا لم يتكلم احد عن هذا الموضوع. المعماريون لديهم المعرفة بالهندسة. وعلاوة على ذلك، أذا ما استخدمت مصطلح أزياء قديم، فهي سيدة أنيقة تمتلك فطرة الذائقة الجيدة. وهو أمر يساعدني كثيرا ويعيد ضبط مساري عندما أحيد عنه- أما بسبب التعب أو لأمور أخرى- وأحاول فرض شيء ما ليس صحيحا.
* أيضا أنت تعمل مع نفس المونتير كريستيانو ترافاليولي منذ فيلم (الديفو)، وحسب علمي فالمونتاج يمثل جزءا أساسيا مهما من مشروع الفيلم بالنسبة لك.
- نعم. المرحلة الاولى من المونتاج تمثل لي أمرا بالغ الاهمية. أنا لا أشاهد العمل المنجز كل يوم لأن ذلك يربكني. كما لم أقم مطلقا بإعادة تصوير المشاهد. لم يسبق ان صورت مشهدا أكثر من مرة. قبل عدة سنوات تحدثت مع الاخوين كوين عن الاخراج واللذين قالا لي شيئا أضاء بصيرتي حول الموضوع. لقد اخبراني "ان صناعة فيلم أشبه بمباراة رياضية، لديك عدد محدد من الايام، ومقيد بزمن معين من الوقت، وعملك يجب ان يُنجز خلال هذه الايام ضمن الوقت الضيق المحدد. لايمكنك الغش، وليس امامك فرصة لطلب وقت اضافي". انها قاعدة ذكية جدا. ولذلك عندما أصل لمرحلة المونتاج، فتلك ستكون لحظة عظيمة، لأني سأشاهد جميع المادة المصورة، وبعضها لايمكنني حتى تذكرها بسبب ان تصويرها جرى قبل عدة شهور.
* ما سمعته عنك كمخرج هو معرفتك لما تريد بالضبط، وأنت حقا سريع في اتخاذ القرارات وبمنتج خصب جدا. الشيء المدهش انك لم تدرس السينما أكاديمياً!
- نعم، ولكن بمقابل ذلك كنت اعلم ما أريده بالضبط. ولذلك عندما بدأت زيفت هذا الامر. وبالتحديد بسبب عدم دراستي للسينما أكاديمياً، وهو أمر لم يكن ليُصدق حتى بالنسبة لي شخصيا. لذلك تصورت ان عرض هذا الامر سيجعلني غير جدير بالثقة وسيعمل الجميع على الاستفادة مني وسيضعون أيديهم على أشيائي ثم سيقولون لي: دع احدهم يوجهك بما انك لاتمتلك الخبرة المطلوبة. وهكذا منذ البداية تظاهرت بأني اعلم ما كنت افعله. ثم، وببطء ومن خلال العمل أصبح هذا التظاهر حقيقيا. ولكن لازالت لدي شكوكي، رغم أني لا أُظهرها.
* الديناميكية بين الشخصيات في (شباب) واضحة تماما، وكذلك الامر بالنسبة للشخوص نفسها. ولكن هناك شخصية واحدة، أسطورة كرة القدم دييغو ارماندو مارادونا، لم يستطع معظم النقاد الامريكان تحديدها. في كلمتك بحفل الاوسكار شكرت مارادونا، لابد انه لعب دورا مهما جدا في حياتك.
- بصرف النظر عن كل الاشياء التي ذكرتُها من قبل عن مارادونا، فلقد أنقذ حياتي دون دراية منه. عندما كنت بعمر 16 سنة حين فقدت والديَّ بسبب خلل بنظام التدفئة في منزل بالجبال حيث اعتدت على الذهاب معهم. في عطلة نهاية الاسبوع تلك لم اذهب لأني أردت حضور مباراة فريق نابولي مع أمبولي ومشاهدة مارادونا في الملعب وذلك ما أنقذني. هذا هو السبب الرئيسي. انها حقيقة فالامريكان لايعلمون الكثير عن كرة القدم. وكيلي الامريكي لأعمال الكاستنغ لايعرف من يكون مارادونا.