لست متشائماً ولكن أنا على يقين راسخ بأن أية لعبة فردية من تلك التي نراهن على حصولها تأشيرة الدخول الى اولمبياد ريو باستحقاق تنافسي او عبر البطاقات الممنوحة من اللجنة الاولمبية الدولية لأجل المشاركة لن يُكتبَ لها النجاح ولن تتمكن من إضافة ميدالية أخرى الى (يتيمة الدهر) المسجلة باسم المرحوم الرباع عبد الواحد عزيز منذ عام 1960 في اولمبياد روما وهذه حقيقة تثبتها الوقائع والمستوى الهابط لألعابنا الفردية على المستوى العالمي يوم يصبح النزال للأقوى والأشد مراساً. وأتحدى من لديه العكس ليثبته بعيدا عن التعكز على بطولات غرب آسيا والبطولات العربية. وان فرغنا من هذه المعادلة المحسوبة فإن المعول في ما تبقى ينصبُّ باتجاه الألعاب الجماعية وكرة القدم تحديداً بمنتخبنا الاولمبي الذي اثبت ان لديه الكثير ليقدمه مستقبلا بعد العروض الرائعة في الدوحة إبان رحلة التأهل الى الاولمبياد، وهنا تسكن العبرات ونبقى أمام السؤال المحتوم: ما هي فرصه في التواجد مع كبار العالم ؟
فالبرازيل على سبيل المثال تريد الذهب الاولمبي تعويضا لما فقدته في بطولة العالم أخيراً بين أرضها وجماهيرها ولديها من عناصر القوة ما يؤهلها لهذا الإنجاز يحدوها تواجد ثلاثة من خيرة نجوم العالم وأولهم لاعب برشلونة نيمار ومثلها تتطلع اربعة فرق أوروبية وأخرى من أفريقيا والأمريكتين إضافة الى الندينِ المتمرسينِ كوريا واليابان. إزاء كل ذلك لابد ان نتساءل عن موقعنا وإمكانية المنافسة لنكمل ما وصلنا اليه بجهد وتميّز عام 2004 وان كان فريقنا الحالي يمتلك ذات المواصفات وربما أكثر ولكن ما ينقصه هي أمور شُخصت تماماً في ست مباريات خاضها في التصفيات وهي ليست بمعقدة او مستعصية عن الحل، وإن تداركناها وعززنا الضعيف منها باستبدال اللاعب غير المناسب بالآخر الكفء فإننا سنحصل على أفضل الفرق الجاهزة خاصة مع تواجد أعداد كبيرة من اللاعبين الجيدين وما يضاف لهم من تشكيلة المنتخب الاول حيث ترنو العيون صوب المحترف في الدوري الانكليزي ياسر قاسم كصانع العاب ومعه لاعب أودنيزي علي عدنان. وان تحدثتُ عن الاثنين فإنهما إضافة كبيرة جدا ستعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم وتمنحنا زخما هائلا نحو الوصول الى أبعد من الدور الاول يضاف الى ذلك كله ان تبكر اللجنة الاولمبية واتحاد الكرة بهمة مشتركة تأمين معسكرات مناسبة ومباريات مع فرق عالمية لها وزنها بما يضيف لمنتخبنا الاولمبي ويكمل جاهزيته نحو الأفضل.
نعم إنها أمنيات يشاطرنا فيها الشارع الرياضي وربما المسؤولون عن المنتخب ايضا ولكنها لن تكون يسيرة كما يتصور البعض مع الأزمة المالية الخانقة وحالة التقشف العامة التي تضرب البلاد ولكن اعتقد جازماً ان ثمة بدائل حقيقية لتغطية الإنفاق ستكون متيسرة لو اجتهد القائمون على المنتخب في توفيرها ولن تؤثر على الميزانية العامة بشيء يُذكر ، فميدالية أولمبية ثانية تستحق العمل بجـدٍ وإصرار.
ما بعد التأهل ميدالية ثانية
[post-views]
نشر في: 8 فبراير, 2016: 09:01 م