TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : حقائق أم تكهنات

كلام ابيض : حقائق أم تكهنات

نشر في: 17 يناير, 2010: 07:22 م

علي القيسيحذرت وزارة التربية من تزايد اعداد الاميين والمتسربين من المدارس. وقدر الدكتور نهاد الجبوري وكيل الوزارة امس الاول عدد الاميين في المستقبل القريب بأنه سيكون نحو خمسة ملايين فرد. واحسب ان الرقم بُني على تكهنات، اذ قد يكون حقيقة هو كذلك او اقل،
 حيث ان مثل هذه الاحصائيات لم تخرج من مراكز بحثية رصينة ،او وفق دراسات معمقة يمكن اعتمادها في معرفة مستقبل الطلبة العلمي على ضوء مخرجات جدية في هذا المجال. لايخفى ان قراءة مستقبل الشعوب والمجتمعات لم تعد تكهنات او تنجيما مبنيا على الاهواء والعواطف. بل لمثل هذا الشأن استحدثت الدول المتحضرة مراكز بحوث ودراسات ستراتيجية عززتها بالعلماء والباحثين والمتخصصين، فضلا عن احدث التقنيات اللازمة، من اجل مخرجات بحثية معتمدة في خططها الخمسية والعشرية، لذا هم يخططون لمعرفة مستقبل الاجيال المقبلة وعلى مدى قرن او اكثر. ومثل هذه المراكز –للاسف – لاوجود لها عندنا او حتى في العالم العربي، وان وجدت فبشكل محدود لايهش ولا ينش. والسبب يعود الى الطبقات الحاكمة في البلدان العربية، التي تعتقد ان مثل هذه المراكز قابلة للاختراق وبالتالي، الجهات المعادية لهذا النظام او ذاك يمكنها سرقة المعلومات المتوفرة والتي تكشف ضعف ووهن هذه الانظمة، التي تغوص في الجهل والتخلف كلما عمرت في احتلال كرسي الحكم. بل كشفت الصحف ووسائل الاعلام المختلفة عن علاقات مريبة تربط كثيرا من الطبقات الحاكمة بالمتنبئين والدجالين، الذي يقرأون طالع هؤلاء الحكام لطمأنتهم، بدلا من ان يلجأ هؤلاء الى مراكز البحوث التي يمكن لمخرجاتها ان تبين مواطن الضعف، ليتم تداركها ومواطن القوة ليتم تعزيزها. لذا فإن ما ذكره وكيل وزارة التربية هو قراءة شخصية لواقع التعليم الذي يشهد تدهورا مريعا، والذي يمكن التنبؤ جراء ذلك بمستقبله المخيب للامال وبالفشل الواضح وضوح الشمس.ولو توفر مركز دراسات ستراتيجية للوزارة، لتبين له ولنا حجم الاميين الحقيقي والاحتياجات اللازمة لانقاذهم مما هم به ، ولحصلنا على اعداد الطلبة الذين اكملوا دراساتهم في المجالات العلمية، وهل البلد بحاجة الى طاقاتهم الحقيقة، ام انهم احتياط لجيش العاطلين، من الذين يفترشون الارصفة في عموم المحافظات؟ الخلاصة: ان التنبؤ بمستقبل الناس والمجتمع، بات علما خصصت له المراكز العلمية القادرة على توفير كل ما من شأنه، ان يجنبهم الفشل والنكوص.. لكن مستقبلنا نحن، مبني على تكهنات قد تصيب هنا او تخطئ هناك ، لأنها مازالت في رجم الغيب!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram