تقول الأخبار إنّ ما سرق من موازنات العراق على مدى عشرة أعوام يفوق موازنات دول الجوار مجتمعه لسنوات ، ودعونا من أرقام الأموال التي خطفت من مساعدات الامم للشعب العراقي " الفقير " ، بالأمس نشر تقرير أعده المدقق الدولي لصندوق تنمية العراق، وفيه نكتشف أنّ في عام واحد وفي وزارة واحدة ، وهي الصحة تمّت " لفلفة " ما يقارب ملياراً ونصف المليار دولار ، والتقرير يكشف لنا أنّ هذه الأموال خُصصت لبناء مستشفيات في كربلاء والمثنى وبغداد وبابل حيث تبين في ما بعد ان نسبة الإنجاز في هذه المستشفيات صفر " كالعادة " ! أين ومتى ستنتهي حملة النهب المنظمة هذه ؟ الشيء الوحيد الذي يدركه العراقيون وليس السياسيين منهم بالضرورة ، هو أنّ عصر النزاهة قد ولّى إلى غير رجعة ، وحل بديلا عنه عصر الامتيازات الطائفية ، بالأمس قرأنا في الأخبار أنّ دولة الإمارات شكّلت وزارة للسعادة ، ومهمة هذه الوزارة كما يقول أصحاب الخبر هو ، العمل على أن تكون برامج الدولة وسياساتها تصبّ في تحقيق سعادة المجتمع .
ولأننا شعب بتعوَذ بالرحمن ، كلما سمع اسم وزارة أو وزير ، وخوفاً من أن تمنح هذه الوزارة في العراق الى السيد محمود الحسن ، وهي برئيي ستكون خطوة تاريخية مباركة لرجل لايزال حتى هذه اللحظة لايفرق بين حديث القانون والعزف على القانون ، الذين يعرفون الرجل جيدا سيقولون، انه سيلقي خطبة في مجلس الوزراء يشرح فيها علامات السعادة التي كانت تظهر على العراقيين وهم يستمعون لخطب السيد نوري المالكي ظهيرة كل أربعاء ، بينما آخرون سيؤكدون ان الرجل سيتحدث عن منافع التكليف الشرعي للمناصب الوزارية ، فالعراقيون يتذكرون كيف خرج عليهم ذات مساء ليقول: "إنه لا يسعى لكرسيّ البرلمان لكنه تكليف وعليه تنفيذه". سيلقي الحسن كلمته"الرشاشة" في مجلس الوزراء ، وأتمنى أن يضمّنها إرشادات عن كيفية توزيع سندات السعادة بشرط ان لاتكون مزورة .
في إحدى محاورات كتاب الجمهورية لإفلاطون ، يلقي سقراط سؤالا على تلامذته : أتعرفون ما السعادة ؟ إنها خير آخر.. وحين يسأله أفلاطون عن الأرض التي تزدهر فيها السعادة ، يقول المعلم : تخضرّ السعادة وتزدهر في ارض تشيع العدالة الاجتماعية
هل تستحق السعادة كل هذه الاهمية لكي تخصص لها الامارات وزارة ؟ سوف يعرف الفرق ساستنا الذين اشتروا الفلل والشقق الفاخرة في دبي وأبو ظبي ، أما العراقيون فلا يهم إن عاشوا السعادة او سمعوا بها ، او حتى إن لم يسمعوا بها ، فهذه الكلمة ليست لأهل ارض الرافدين ، حيث يتوسل اهالي صلاح الدين ومعهم اهالي الانبار ، أن يرضى عنهم ساكنو قصور بغداد ومنطقتها الخضراء ، ويسمحوا لهم بدخول العاصمة !
محمود الحسن وزيراً للسعادة
[post-views]
نشر في: 9 فبراير, 2016: 09:01 م