TOP

جريدة المدى > سينما > بيير باولو بازوليني.. دعوة للتحرر الجنسي

بيير باولو بازوليني.. دعوة للتحرر الجنسي

نشر في: 11 فبراير, 2016: 12:01 ص

المخرج  الايطالي  العالمي  (بيير  باولو  بازوليني)، اتسمت  افلامة  بالشعرية كونه يعتبر السينما اداة  تعبير عن  الواقع والبحث عن  الروح والتحرر من  قيود  العبودية  البرجوازية وسلطة الدين

المخرج  الايطالي  العالمي  (بيير  باولو  بازوليني)، اتسمت  افلامة  بالشعرية كونه يعتبر السينما اداة  تعبير عن  الواقع والبحث عن  الروح والتحرر من  قيود  العبودية  البرجوازية وسلطة الدين.
  في افلامه يعكس واقع  البؤس الذي تعيشة  المرأة  في حقبة  الستينات والسبعينات التي كانت  فترة متميزة  في  تاريخ  البشرية مع قيام  العديد من  الثورات  الاجتماعية  للتحرر  ومنها  ثورة 1968 في  فرنسا.
بازوليني  في  فيلمه  "ماما  روما " عرض  لنا  قصة  امرأة  يقودها  القدر  كي  تكون  عاهرا  ، وعندما  تحاول  التخلص  من  واقعها، بالهروب منه والسفر  الى روما  مع  ابنها  الشاب  يقوم  القواد  بمتابعتها  واعادتها  للعمل  وتهديدها  بفضحها  امام  ابنها. هنا  يحاول بازوليني  ان  يوضح  قسوة  الواقع ونظرته  الحيوانية  تجاه  المرأة  باعتبارها مجرد  متعة  جنسية.  من  خلال  هذا  الفيلم يتعمق  المخرج  في  نفسية  ماما  روما  ليوضح مدى  حبها  وتعلقها  بابنها ومحاولة  البحث  عن  وسائل  لاسعادة . بازوليني  يعرض  قسوة  المجتمع  وانانيته، قسوة نظرته تجاه  المرأة ،  يسخر المخرج  من  القيود  الاجتماعية  مثل  الزواج  ويعتبره ارثا لسطوة  الدين  والنظم  البرجوازيةــ ــ نجد  هذا  واضحا  في  بداية  هذا  الفيلم بمشهد  لحفل  زواج نرى فيه ماما  روما تدخل  الى  قاعة  الحفل ومعها  ثلاثة  خنازير.
في  فيلمه "اوديب  ملكا"   يصور  بازوليني  جزءا  من  سيرته  الذاتية  وكراهيته  لأبيه  ويؤكد على تعلقه  بأمه،  يمنح  الأم  الكثير  من القداسة، الفيلم  ليس  مجرد  استرجاع  لأسطورة  قديمة  بل  قراءة  نفسية متأثرة  بفرويد لشخصية  المخرج  شخصيا،  مصير  اوديب  المفزع دليل  على  انانية  الآلهة  وغرورها تجاه  الانسان  الذي يستطيع  الافلات  من  قبضة هذه  الآلهة وبمقدرته فضح  عجزها ،وكي  تغطي  الآلهة على  عجزها  تقوم بالانتقام  الشنيع  من  الانسان بزجه  الى  دائرة  العذاب والمرض ، فالطاعون كان  وسيلة  للضغط  على  اوديب الذي  استطاع  ان  يعود  للسلطة  التي  حرمها  منها  ابوه  بل والعودة  الى  الام  ليس  كابن  بل  كزوج وحبيب.
في  فيلم  "ميديا"  يصور  المخرج  الكارثة  التي  تنتج  من  العلاقات السوية،  اي  زواج  المرأة  بالرجل وفق طقوس، يراها  هو كارثية، فالبطلة  ميديا  ابنة الآلهة تترك ارضها ودينها  وتتمسك  بحب  جازون، تكون النتيجة  انه  يتخلى  عنها ويذهب  للزواج  باخرى  لذا  تقوم  في  نهاية  الفيلم  بإحراق بيتها واطفالها  انتقاما  من  جشع  الزوج.
في  كل افلامه  يعود بازوليني  للعمق  الانساني  من خلال  الاسطورة  ليثير  قضايا معاصرة وحساسة، رغم  انه  كان  لوطيا ويرى  ان  ممارسة  الجنس  مع  المرأة  او العلاقة  معها  قد  تجلب  التعاسة للطرفين، لكنه ينتصر  للمثلية  الجنسية  باعتبارها  حقا شخصيا، نلاحظ انه يتعمد  تصوير قضيب الرجل ويتحاشى  تصوير عضو المرأة  التناسلي  باعتباره اشبه بمصنع  او اداة  لعمل  اطفال، وحرص على عدم تصوير  مشهد  سحاق بطريقة  مباشرة، فيما نجد العديد من  مشاهد اللواط  في افلامه وتلميحات مباشرة وغير مباشرة، ولا يتحرج  من  الاعلان عن هويته  الجنسية،  لكنه  يحترم  المرأة  كأم  وانسانة  لها  قرارها  في  اختيار  هويتها  الجنسية، ويرسم  مأساتها وألمها  بسبب الرجال اي  بسبب اية علاقة  جنسية مع  الرجال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

ماذا تبقى من القانون الدولي؟

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

ديالى تتجه نحو الطاقة الشمسية لمواجهة "أسوأ أزمة" كهرباء مرتقبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram