القارئ العراقي ، المُبتلى بمتابعة الأخبار — المقروءة والمسموعة والمرئية — مجتمعة ومنفردة ، غدا أسير الإشاعات . تقلبه على لظى الأسئلة ، يمنة ويسرة ، لتلقيه محسورا مدحورا على جرف الشك واليقين ، لا يُحسن التمييز : هل كان فريسة حلم كابوس أم تراه شاهد عيان على واقع صارت مرارته طقسا مواتيا للتسليم باختلاط كوابيس الأحلام بالحقائق الملموسة .
تعريف الإشاعة — قاموسيا — إنها قول او فعل ، مقولة او ممارسة ، عشوائية او محسوبة مقاديرها ونتائجها بميزان صائغ ، يطلقها فرد او زمرة ، لغايات وأهداف معينة ومدروسة ( سياسية ، اجتماعية، اقتصادية ، نفسية ، إلخ ) شرط ان يتضمن نسيجها — المحبوك بعناية ودقة — بين طياته المضمرة والظاهرة ، حقائق مُجدولة بأباطيل او أباطيل مجبولة بحقائق، يُصدقها البعض برغم عواهنها غير القابلة للتصديق ، وينكرها ويكذبها البعض على عواهنها المرهونة بالحقائق.
…………
كتب كثيرون ، وأفاضوا ، حول حجب خُطب سماحة السيد السيستاني على ألسنةِ الخطباءِ المعتمدين ، ومسببات الحجب ، لتطالعنا بعض المواقع الألكترونية ، بالأرقام الفلكية حول موارد المرجعية ، لستُ في واردِ إعادة ما نُشر ويُنشر من أرقام ، حسبي العودة للأرشيف الخاص:
خلال إحدى محاضر جلسات مجلس الحكم المنشورة في كثير من الوسائل - آنذاك - أثار السفير البريطاني ببغداد آنذاك ( جيرمي غرينستوك ) حقيقة عابرة فحواها : إن الحوزة الدينية في النجف ، تتسلم إيرادا صافيا يقدر بـ سبعين مليون دولارا شهريا ( بحساب تلكم الأيام )..
والسؤال - اللجوج - الذي يتداوله الخاصة — وبتحفظ شديد — ما مآلُ الأموالِ في الحاضر الراهن وقد تعاظمت أقيامها أضعاف ما كانت عليه إبان السقوط !؟ ما مصادرها الحقيقية؟ مَن المخولُ حصرياً باستلامها نقدا ، صكوكا ، حوالاتٍ مصرفية ، سبائكَ ذهب ؟ أين يتم إيداعها في المصارف المحلية ، في البنوك الأجنبية ، في الأقبية او تحت الوسائد ؟ ما أوجه صرفها ؟ هل تخضع لحسابات مسك الدفاتر؟ هل يتم استثمارها في ما ينفعُ الناسَ؟ ما أرباحُها المتراكمة ؟
مَن له حقُ توجيهِ الأسئلةِ ، والحابلُ مختلطٌ بالنابلِ ، مَن له القدرة ُعلى دحضِ الإشاعاتِ؟!
إشاعات!
[post-views]
نشر في: 10 فبراير, 2016: 09:01 م