دعوة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الموجهة الى القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية لمساعدته على اجراء تغيير وزاري يضمن تحسين الاداء التنفيذي لتجاوز الازمة الاقتصادية باختيار وزراء ماركة "التكنوقراط " من المستبعد ان تتحقق ، لان حلفاء وشركاء العبادي لديهم "آلهة تكنوقراط " يتمتعون بمواصفات تؤهلهم لشغل المناصب وحمل حقائب الوزارات السيادية والخدمية .
رئيس مجلس النواب الاسبق محمود المشهداني قبل اجباره على تقديم الاستقالة من منصبه، كان يخرج عن الاعراف البرلمانية ، بالتعليق على رأي احد الاعضاء بكلمة او عبارة تثير سخرية الآخرين ، الشواهد والوقائع كثيرة ، مازالت محفوظة بالصوت والصورة ، ومنعها انه اطلق في احد الجلسات لقب هبل على نائب يحضر الجلسات بانتظام، يفضل الصمت يبتعد عن وسائل الاعلام ، حصل على مقعده عن طريق القائمة المغلقة لدوره الجهادي في مقارعة النظام الدكتاتوري يوم كان يقيم في الجارة الصديقة العزيزة إيران .
المشهداني غادر البرلمان ليحل بدلاً عنه امين عام الحزب الاسلامي العراقي إياد السامرائي ، أما النائب هبل فاحتفظ بمقعده، وكان أول من بارك استقالة المشهداني، وربما رمى خلفه سبع حجارات ، ولسان حاله يقول حذار من لعنة هبل النائب وليس إله العرب العاربة والمستعربة قبل ظهور الاسلام ، فالرجل معروف بالورع والتقوى ، يزعم انه حامل راية رفع الحيف عن المتضررين العراقيين المظلومين من ممارسات النظام السابق .
في الدورة التشريعية الثانية فشل النائب في الاحتفاظ بمقعده ، لاخفاقه في الحصول على عشرات الاصوات ، بح صوته من اعلانه مواصلة المسيرة للدفاع عن المظلومين ، لكن الناخبين ارتسمت في اذهانهم صورة هبل إله المشركين فادلوا باصواتهم لمرشح آخر يمثلهم في البرلمان سرعان ما تخلى عن وعوده بتعيين ابنائهم في الجيش والشرطة ، فابدوا اسفهم الشديد برفض التصويت لصالح هبل ، لعله يعرف مخافة الله ويكون صادقاً في وعوده .
هبل ابن القائمة المغلقة يشير سجله الشخصي الى انه كان مقيما في إيران سنوات طويلة، بعد الاحتلال الاميركي عاد الى العراق ليشارك مع الاخرين في رسم صورة المستقبل المشرق للعراقيين ليكون نموذجا لشعوب المنطقة لكي تنتفض على انظمتها وتخلع حكامها .
حالف الحظ السيد هبل فاصبح مستشارا في الحكومة السابقة ، كلف بمهمات اقامة علاقات مع شخصيات عشائرية في محافظات الجنوب والوسط بمنحها الاسلحة ومبالغ مالية طائلة لضمان ولائها للقيادة الحكيمة ، مقابل تحشيد الاتباع للادلاء باصواتهم في الانتخابات المحلية والتشريعية لصالح قائمة معينة ، الرجل أنجز مهمته بنجاح على أمل الحصول على حقيبة وزارية لكن خابت آماله بفشل تحقيق الولاية الثالثة ، هذا النموذج وغيره يتصدر المشهد السياسي ، انهم ماركة مسجلة " آلهة تكنوقراط " تزعم امتلاكها الخبرة والقدرة على تطوير الاداء الحكومي لتجاوز جميع المشاكل المستعصية ، كان الاجدر بالعبادي توجيه الدعوة الى اللجان الاقتصادية في الاحزاب المتنفذة بوصفها صاحبة الحل والربط حتى في خلع الالهة لتقدم له قائمة مرشحين تكنوقراط وارد أميركي او ايراني بحسب تعبير اصحاب معارض السيارات .
آلهة تكنوقراط
[post-views]
نشر في: 10 فبراير, 2016: 09:01 م