منذ أن أطلق حيدر العبادي خطابه حول حكومة التكنوقراط، يدور جدل كثير حول المناصب الوزارية ، خلاصة الجدل، هو: هل الأفاضل الوزراء باقون ويتمددون ، أم أنّ قرار العبادي بالتغيير الوزاري هو من سينتصر في النهاية، في لفتة لاتخلو من عنصر الكوميديا والتشويق خرج علينا عدد من الوزراء ليخبرونا أنهم " رهنوا " استقالاتهم عند السيد العبادي ، لكنهم بالمقابل يُطمئنون هذا الشعب ، من أنّ التغيير الوزاري لن يخرج عن التوافق السياسي ، إن لم يدخل في " المناطقية " مثلما تريد النائبة عواطف النعمة التي أكدت أنّ منصب وزير النفط يجب أن يكون لمحافظة البصرة ، وماذا عن وزير السعادة ؟أعتقد انه من حصة دولة القانون بامتياز ! ولأننا نعيش عصر المحاصصة فقد زفّ لنا البعض البشرى من أن لاتغيير قبل ان تشارك الصومال في مؤتمر الأمن الوطني العراقي ، مع الاعتذار لصاحب النكته السيد إياد علاوي .
إذا سألت رأيي، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف لماذا؟ مثلما كان العالم لايعرف سرّ موجات الجاذبية التي تحدث عنها قبل مئة عام ، عبقري شارد الفكر طبع صورته بأذهاننا بشعره المنكوش ولسانه الذي يسخر فيه منّا ، وأعني آينشتاين . الجاذبية التي كان يبحث عنها في كتب معلّمه الأوحد نيوتن وحين يسأله محرر مجلة لايف ، عن سر الصورة التي يضعها على المكتب وفي المعمل وفي غرفة أبحاثة ، وقرب سرير النوم ، يجيب إنها لوالدي نيوتن الذي نظّم العالم واستطاع أن يطرد الأرواح والشياطين التي سكنت عالم أرسطو " .
هذه الارواح والشياطين عادت إلينا نحن سكان بلاد الرافدين ، ولكن هذه المرة بهيئة سياسيين ومسؤولين يعتقدون أنّ وجودهم على كرسي المنصب هو تكليف سماوي لاجدال فيه ، العالم الذي طوره نيوتن وآينشتاين استطاع ان يوفر لأبنائه الطمأنينة والمستقبل والرفاهية الاجتماعية ، فيما نحن في هذه البقعة من الارض لانزال نخوض في نظريات الجعفري حول " التموّجات السياسية " ونصرّ أن نورث لأبنائنا البغضاء والكراهية وسواتر التراب ،وكان آخرها ما بشّرنا به محافظ صلاح الدين من أن "المحافظة تدرس إمكانية إقامة ساتر ترابي بين العشائر المتجاورة في ناحية يثرب.
في ألمانيا يشاهد العبادي عالماً صنعه ساسة من بشر يبنون ويكدّون، لكنهم مع اول غفلة حتى لو كانت غير متعمدة ، يقدمون استقالاتهم مع اعتذار للناس ، فيما نحن نعيش في ظل ساسة عظماء يعبّئون حقائبهم بكل ما خف وزنه وغلا ثمنه ، مع عبارة تؤكد أنهم أكبر من المنصب !
خدعوك فقالوا : زاهدون بالمناصب
[post-views]
نشر في: 12 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
حتى لاتتكرر اخطاء الماضى يجب ان نطلب من الاحزاب المتعدده تسمية مرشحيها للوزارات كلها لغرض امتحانهم من قبل لجنة عالية التخصص والخبرة والمهارة----وهنا نعين الوزير الاصلح بغض النظر عن انتمائه الحزبى---------هده برائى الطريقه الافضل لانتخاب الكفوئين------قب