اتحاد كرة القدم لم يَعُد قادراً على قيادة دفّة اللعبة ، فالصَدَمات المتوالية تهزٌّ الرؤوس بقوة لتستعيد الوعي وتحذّر من خطر الإهمال الذي تمرّس عليه الاتحاد أثناء أداء واجباته المنصوص عليها في النظام الداخلي وفي مقدمتها مسابقة الدوري الممتاز التي تُوصِم أعضاء الاتحاد بالفشل المُخجل أمام بقية اتحادات المنطقة بسبب تخبطهم وسوء إدارتهم لمبارياته وعدم اتخاذ القرارات الرادعة لمن يسعى لتخريب المسابقة وتشويه سمعة كرتنا وبقاء ملف الحظر سارياً بلا نهاية !
لا نريد الإسهاب في حادثة اللاعب الدولي كرار جاسم الذي أُعتدي عليه من مُشجّع قاصر اقتحم الملعب في غفلة من الجميع قرب منطقة جزاء فريق السماوة ، فكانت ردة فعل كرار متناسبة مع تصرّف أي شخص يتعرّض الى ضرب مباغِت أمام جمهرة من المتابعين ونسي أنه في ملعب تحكمه ضوابطٌ لا يجوز له الخروج عنها مهما كانت الأسباب مُلحة، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث لولا تكاسل الاتحاد في تطبيق إجراءات حماية المباريات أياً كانت ، جماهيرية أم عادية ، فسبق أن تعرّض الى وابل من الانتقادات الحادة نتيجة تركه المدرب الراحل محمد عباس مُضرّجاً بدمه على أرض كربلاء حتى لفظَ انفاسهُ الأخيرة بعد تهشّم جُمجمته إثر تلقيه ضربة بعصا غليظة من منتسب لقوة حماية الملعب، ثم إعتداء الجمهور على الحكم الدولي زيد ثامر في مناسبة سابقة، وكذلك رمي القناني الفارغة على كابتن منتخبنا الوطني يونس محمود وإخراجه بطريقة تدلل على مواجهته خطراً كبيراً ، وغيرها من الحوادث التي تؤكد أن اتحاد كرة القدم متهالكٌ لا يقوى الدفاع عن نفسه وتحمّل المسؤولية كاملة في تمشية الدوري ، ويعمُد دائماً الى تبرئة نفسه برمي الكرة في ساحة الآخرين بذريعة أنهم شركاؤه في المحافظة على سلامة اللاعبين والجمهور من شياطين الملاعب!
بقي على إنتهاء منافسات الدوري في مرحلتي الذهاب والإياب 20 يوماً قبل أن تستأنف في نيسان المقبل بنظام دوري النخبة لمرحلتين أيضاً ، ما يعني خوض الفرق 14 مباراة ستكون حافلة بالندية وليست بعيدة عن مخاطر التصعيد الجماهيري التي تهدد أمن الجميع ما لم تتخذ إجراءات فورية يُعلن عنها في وسائل الإعلام بالتشاور مع الجهات المسؤولة عن حماية الملاعب لتكون نتائج المشاورات مُلبية لطموحات المراقبين لأداء اتحاد اللعبة المُطالب بالحزم في تأمين مبارياته وتكثيف إجتماعاته مع الحكام الذين تتدخل المحسوبية في تسمية بعضهم ، وإنهاء إناطة مهمة الاشراف على بعض المباريات بمشرفين يعملون موظفين في مقر الاتحاد لوجود كفاءات رياضية حيادية تستحق أن تتولى ذلك بعيداً عن تهمة الانحياز التي تطارد الموظف مُداراة لنادي عضو الاتحاد الفلاني أو غيره، ويتوجب مراجعة خلاصات زيارة لجنة فحص الملاعب لثبوت عدم صلاح أغلبها وربما تورّطَ بعض اعضاء اللجنة في مجاملة ملاعب محافظات على حساب سلامة اللاعبين.
أما قوة حماية الملاعب فحدّث ولا حرج ، يهرعُ رجالها الى حماية الحكم أو اللاعب بعد فوات الأوان، ويَسْرَح قسم منهم في متابعة فريقه المفضل ويتحاور مع الجمهور عن اللاعب الأفضل وتوقعاته للنتيجة ويشاطرونه التقاط الصور مع اللاعبين ، فضلاً عن نقص الخبرة وعدم امتلاك ردة الفعل السريعة لإنهاء الفوضى لحظة بِدئها، وشريط حادثة كرار يفضح تأخر القوة في الدخول للملعب بعد انتهاء المشهد كله من تجرؤ المشجع على اعتدائه ثم خروجه وإشهار الحكم الكارت الأحمر ومساجلة كرار له وإلتفاف بعض اللاعبين حولهما، كل ذلك والقوة لم تشترك، فأين كان المنسق الأمني ، وماذا وجّه وكيف تصرّف مع الحدث ؟!
بوجود هذه المخاطر لا يمكن لنا حتى أن نحلم برفع الحظر عن ملاعبنا، لابد أن تكون هناك جهود كبيرة تستطيع أن ترسخ إجراءات أمنية صارمة تُردع المُسيء وتحمي منظومة كرة القدم من تهديد قابضي ثمن الشغب المفتعل والسلوكيات المشينة.
أنهوا الخطر قبل الحظر
[post-views]
نشر في: 13 فبراير, 2016: 09:01 م