بعد مسيرته الطويلة التي امتزجت بين البحوث التراثية والفولكلوروالنقد والكتابة والأدب ، عُدّ عبد الحميد حمودي جزءا من التاريخ التراثي العراقي ، وصار يُشار لهُ ولمنجزه بالبنان . وتكريماً لهُ وتقديراً لمسيرته الحافلة أقامت رابطة دراسات الثقافة الشعبية في
بعد مسيرته الطويلة التي امتزجت بين البحوث التراثية والفولكلوروالنقد والكتابة والأدب ، عُدّ عبد الحميد حمودي جزءا من التاريخ التراثي العراقي ، وصار يُشار لهُ ولمنجزه بالبنان . وتكريماً لهُ وتقديراً لمسيرته الحافلة أقامت رابطة دراسات الثقافة الشعبية في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين جلسةً تكريمية مُحتفيةً من خلالها بالباحث والكاتب والناقد باسم حمودي وذلك صباح يوم الجمعة الماضي على قاعة علي الوردي في مبنى المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي .
تضمنت الجلسة التي حملت عنوان "نحتفي ونقرأ" جانباً آخر إضافة إلى تكريم حمودي ، حيث تخلل الجلسةً عرض وقراءة كتاب "تراثيون في الذاكرة" للكاتب والباحث التراثي رفعت مرهون الصفار .
وبحضور واسع وكبير لمجموعة من المثقفين والباحثين والكُتاب والأدباء والمتخصصين بالأدب والثقافة الشعبية العراقية قال الكاتب الدكتور علي حداد متحدثاً عن الجلسة :"تحتفي رابطة الدراسات الشعبية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وضمن فعالياتها الشهرية وتحت شعارها الذي اختارته "نحتفي ونقرأ" بجلسةً احتفائية وتكريمية للكبير باسم عبد الحميد تكريماً وتقديراً لجهده المبذول في مجال دراساته التي قدمها للثقافة الشعبية والأدب الشعبي ، ولجهوده التي قدمها في هذا الجانب ضمن سنوات طويلة من العمل والعطاء والتواصل المعرفي الجاد."
وأضاف حداد قائلاً "تتضمن الجلسة قراءة لكتاب الأستاذ رفعت مرهون الصفار الذي يحمل عنوان "تراثيون في الذاكرة" والذي يعد من الكتب المهمة لأنه يؤرشف جهود الدارسين والباحثين العاملين في مجال التراث الشعبي ، وهذه الثقافة تعد من الثقافات الخصبة وهي هويتنا ووجهة وجودنا في هذا المجال في بلد عدّ تأريخه ووضعه الاجتماعي هو الأساس في الدرجة الاولى وعلى هذا الأساس فهي فعالية ثنائية الاحتفاء حيث نحتفي بمبدع ومثقف ونقرأ كتابا له قيمته التأريخية ."
بدوره ، ذكر الباحث والكاتب والناقد باسم عبد الحميد حمودي " كنت اعمل في مجال الإذاعة والتلفزيون وقد دخلت هذا المجال عبر إصدار مسلسل إذاعي وبرامج تثقيفية ذات معنى وهدف ، ساعدني بهذا المجال الظرف الوجودي الذي حقق لي السكينة. بذلك تتابعت الدراسات والكتب وكان لوجود ندوة بغداد للتراث الشعبي دور اساسي وكبير حينها وقد حققت شيئا كبيرا آنذاك حيث جمعت العراقيين والعرب ، لذلك أرجو أن نستطيع النهضة بهذه التجربة ممن جديد ."
أضاف حمودي قائلاً "إن لوجودي مع كبير وعظيم مثل الاستاذ رفعت مرهون الصفار والاحتفاء بي مع الاحتفاء بمنجزه يُعد أمرا مهما وعظيما ، وهذا ما يحفز المبدع على تقديم واعطاء المزيد وبهذا أنا أتعهد بأن أحاول تقديم كل ما هو مهم ومميز . "
بدوره ، ذكر الباحث التراثي رفعت مرهون الصفار قائلاً "ندوتنا لهذا اليوم تحت اسمين أولا تكريم الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي والثانية قراءة كتابي "تراثيون في الذاكرة" ، وان تكريم المبدع في حياته هو تشجيع وشحذ همته في هذا المجال من الإبداع ."
وأضاف الصفار قائلاً "باسم حمودي موسوعة وهو كاتب واديب ومؤرخ واثري وكذلك شارك في التلفزيون مع العديد من الأدباء وله مقالات وكتب ونشرات في صحف كثيرة وهو عالم وباحث كبير ، أما كتاب "تراثيون بالذاكرة" فهو لربط الماضي بالحاضر ودراسة التطورات الاجتماعية بهذا الجانب وبعد الاكتشافات الآثارية والتاريخية وفسح المجال للمؤرخين في دراسته ."
وبين الصفار قائلاً " في الغرب بدأ انشاء المتاحف والجمعيات التراثية ، بعدها شهد العراق بعد عام 1908 اصدار المجلات الآثارية ومن بينها مجلة "لغة العرب" التي تعد من المجلات الرائدة في التراث العربي حيث كتب فيها الكرملي وجعفر الخليلي وحامد الصراف وعلي الشرقي وكثيرون . وفي اواسط الخمسينات صدرت صحف مثل حبزبوز وكناس الشوارع وتحولت الى تراث وكذلك صدرت كراريس تحولت الى تراث ، أما اليوم فتعد مجلة التراث الشعبي من المصادر المهمة للتراث العراقي."