TOP

جريدة المدى > عام > سياط

سياط

نشر في: 15 فبراير, 2016: 12:01 ص

قشور الصور التي نشاهدها للموتى باتت تستلذها عيوننا.****أسحنُ في قلبي وأطعم الجوع شذراتٍتدلف قشورهاأسحنُ تياراته بخرزة سبحٍتهرول في أجواف خزافٍ يرتعد.****    بخارُ أجسادكم صندقُ دودٍغير موسومٍ إلا بالفرم.****يحك الخشبُ لحاه بالبحر يدلقُ

قشور الصور التي نشاهدها للموتى باتت تستلذها عيوننا.
****
أسحنُ في قلبي وأطعم الجوع شذراتٍ
تدلف قشورها
أسحنُ تياراته بخرزة سبحٍ
تهرول في أجواف خزافٍ يرتعد.
****    
بخارُ أجسادكم صندقُ دودٍ
غير موسومٍ إلا بالفرم.
****
يحك الخشبُ لحاه بالبحر
يدلقُ سيلانه المطحون، أخترعُ صرُاخ
أناسٍ يجثمون في كبدِ الانتحار.
****
وليمة وطن ساخن هي الكروش
تطمر مطاطيتها بالبحث عن عظامٍ
لرفاتٍ كرعت عربون زقومها تُرابا.
****
  ليس للناجين أيُّ حظٍ
لأنهم لبسوا الغرقَ المطشوشَ
في دفاتر البحر.
****
كان أخٌ لي يعوّقُ أفئدةَ الرصاص
في سترةَ الخوف هناك الملاحون يسيحون ببارجاتِ البحر
هناك الكاتمُ ينجزُ مهمتَهُ التائهة بالرأس
للجنودِ ملامحٌ متشيطنةٌ تزفها المزاليجُ
هناك الخرابُ يلعلعُ في صرّةِ رصاصةٍ حيةٍ
هناك أمي الثكلى بأوجاع أبي وطزاجةِ أخي
هناك الله يتفرجُ
هناك آمالٌ تعلقُ في شباك الرأس
أبتِ يصعدُ الجسرَ يشرُّ كفيه سناماً ببوز الليلِ، منذُ الشرارة الأولى الذئابُ تشلُّ أبواقَ المتضاربين، البرقُ عليقة يتسربلُ كمغناطيسِ الأدراج إذ يعلنُ غفوتَه الأخيرةَ، هناك النطّاحون المصابون بوعيلِ الخوذ، هناااااااك
كان أخٌ لي يتجمهرُ.
****
أمدُّ فصوصَ عينيَّ
أفلّي متفحمين غمسوا البراءة في الله
يا رب ألا تشعرُ بضيقِ النفس وحشرجةِ الباكين
ألا تدمع عينُك إذ تلطم عباءاتنا رؤوساً يقلمها الموت
أوتنام على الدم؟
شرائحٌ تتمضمضُ في تسريحتها
يجن فيزجَّ سعفَ الطلقة لتلطيخي
لَبطَ الجنديُ ساعةَ الرمي كسمكٍ يطرزُ بالنحرِ.
****
تهرشُ أصابعي معطفَ الحربِ
تحكهُ كلَّ فترةٍ
حتى لا يتسنى له التوقف
في مسالك نهاياتنا.
****
كلما شعر الرصاص بالبرد التحفَ جسدي.
*****
للدوار ظلالُ عناقيدٍ تفرِطُ بالهزيمةِ
للذواتِ قمصانٌ تعلقُها الطائراتُ
تجرجرها بضربِ
بالعنفِ وحدها الأصواتُ تجهشُ بالبكاء
بالعنفِ ينكمش الطاعنون بالسنِ
بمفكٍ أحللُ شماعةَ الصدى
أنظرُ بمخلبِ عينيَ للخراب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة
عام

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة

حاوره/ القسم الثقافيولد المترجم عباس المفرجي بمنطقة العباسية في كرادة مريم في بغداد، والتي اكمل فيها دراسته الأولية فيها، ثم درس الاقتصاد في جامعة الموصل، نشر مقالاته في جرية الجمهورية، ومجلة الف باء، قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram