باسم جميل انطون*تعد السياحة إحدى الروافد المهمة لاقتصاديات اي بلد من بلدان العالم، خاصة الدول التي لا تملك مصادر دخل طبيعية او ثروات معدنية او صناعية إضافة لكونها رافداً مساعداً للدول التي لها دخول أخرى وخير دليل على ذلك دول الخليج ودبي خير مثال على ذلك،
إضافة الى كونها قد لا تحتاج الى استثمارات كبيرة خاصة بها بل هي جزء من عملية النموالتي تحصل في البلد من تطوير البنى التحتية لكل دولة كالكهرباء، والمواصلات، والاتصالات ومشاريع المياه وغيرها. فهي توفر موارد مالية إضافية للدول وتحسن موازين مدفوعاتها، كما تعمل على حل الكثير من المعضلات الاقتصادية لأي بلد كتشغيل الأيدي العاملة العاطلة فهي تشغل أيدي عاملة واسعة كونها تعتمد على العمل اليدوي، إضافة الى نشرها الثقافة والوعي لأي بلد وتبادل الثقافات بين الشعوب والأمم. وتشير تقارير منظمة السياحة الدولية بتأثر النمو السياحي عامة بالنمو الاقتصادي في العالم اجمع فعند حصول انتعاش اقتصادي ونمو الدخول الوطنية تنعكس ايجابياً على دخل العائلة وبالتالي على النشاط السياحي كما حصل في الربع الأول من عام 2008، وينشط القطاع السياحي ويبدأ بالنمو ويزداد عدد السياح والعكس بالعكس عندما يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي تبدأ حركة السياح بالانخفاض وخير دليل على ذلك تأثيرات الأزمة المالية العالمية الحالية حيث سرعان ما انخفض النشاط السياحي في الربع الأخير من سنة 2008. وربما اليوم نحن في العراق بما نمتلكه من إمكانات ومكامن سياحية متعددة أحوج الى تنويع اقتصادنا الأحادي الجانب المعتمد على الريع النفطي وما يشكله ذلك من مخاطر على مصادر دخلنا القومي الذي تتلاعب به الأزمات المتواصلة للنظام الرأسمالي العالمي. فالعراق يمتلك مكامن سياحية تفوق كثير من دول الجوار التي تحقق دخولاً كبيرة من القطاع السياحي، فعلى سبيل المثال حصل نمو في القطاع السياحي لعام 2007 في العالم حيث بلغ عدد السياح في العالم اكثر من (903) ملايين سائح محققة ً دخلا ً يتجاوز (856) مليار دولار فاق أي رقم خلال الـ (25) سنة الاخيرة وكان لتركيا حصة كبيرة فيها حيث فاق عدد السياح فيها ( 18) مليون سائح، حقق لها موارد تقرب من (24) مليار دولار أضيفت الى الدخل القومي التركي كما تحققت أرقام قريبة من ذلك في دول المغرب العربي. ان العراق الذي يمتلك مكامن سياحية متعددة في مقدمتها السياحة الدينية من مراقد الأنبياء والأئمة والأديرة والكنائس إضافة الى امتلاكه مناطق آثارية واسعة ابتداء ً من حضارة السومريين والآشوريين والبابليين والمتجسدة في حضارة وادي الرافدين، يضاف لها السياحة الترفيهية التي يمتلك العراق مكامن ومناطق جميلة تمتد من اقصى جبال كردستان وبحيراته انتهاءً باهوار الجنوب الخلابة التي يندر ان تجد شبيهها في كل العالم، اما السياحة الصحية والعلاجية بمناطق الموصل وحمام العليل المشهورة بعيونها الكبيريتية خير دليل على ذلك يضاف الى ذلك سياحة الصيد سواء كانت المائية على البحيرات العشرة المتوزعة في جميع أنحاء العراق او سياحة الصيد في البراري والصحاري التي يعشقها سكان الخليج. كما يمكن الإفادة من أحياء كثير من الصناعات التقليدية الشعبية خاصة صناعة الجلود وصناعات البردي في الجنوب وأنواع من السيراميك والخزف. وخير دليل على اهتمام شعبنا بالسياحة لمجرد ان فتحت كردستان أبوابها عبر الشركات السياحية الى المواطنين انهالت أفواج من السائحين من بغداد ومحافظات الجنوب مفضلين هذه المناطق على السفر الى دول الجوار ما يدعو الى الفخر والاعتزاز وفي الوقت نفسه يعمل على تشجيع القطاع السياحي في كردستان العراق والى الاهتمام بتطوير المرافق السياحية في المنطقة إضافة الى تنويع وسائل الترفيه بما يعمل على اجتذاب السائح العراقي الى المنطقة والبقاء لفترات اطول. وعليه من الواجب على الحكومة ان تعمل على الاهتمام بهذا القطاع وإعطائه الأهمية الخاصة بسب تخلفه عن دول العالم الأخرى وتطويره ليكون بمستوى القطاعات الاقتصادية كالصناعة، والزراعة عبر العديد من الإجراءات المهمة التي يمكن تلخيصها بما يلي: 1- إعادة هيكلة هذا القطاع بالشكل الأمثل والإفادة من الخبرات الدوليــة المتراكمــة التي اصبحنــا نحن متخلفين عنها بسبب العزلة التي طالت لأكثر من عقدين من الزمن، خاصة وان العراق قد عاد الى منظمة السياحة العالمية وتبوأ مركز نائب الرئيس في المنظمة، وتبدأ هذه العملية بتنمية وتطوير ودعـم القطــاع الخاص المتمرس في هذا العمل فنحن نحتاج الى ثقافة سياحية، وعي سياحي وأخلاق سياحية في الأساس لنمو هذا العمل وتطويره انطلاقاً من نهج اقتصاد السوق الذي أشار اليه الدستور، ولأجل النهوض بكل هذه المهام لابد من تأسيس جديد عبر قيام وزارة سياحة سيادية مستقلة تأخذ على عاتقها بناء مؤسسات رصينة متخصصة بعيدة عن المحسوبية وتضع الشخص المناسب في المكان المناسب. 2- العمل على الإفادة من قانون الاستثمار الجديد رقم (13) لسنة 2006 من فسح المجال أمام الاستثمارات السياحية المتخصصة سواء كان للمشاريع القائمة من فنادق او منشآت سياحية ام بناء مرافق سياحية جديدة على ان تؤخذ بنظر الحسبان ان يكون للمستثمر السياح
أهمية تطوير القطاع السياحي فـي الاقتصاد العراقي وتنويع مصادر الدخل القومي
نشر في: 18 يناير, 2010: 05:19 م