( نصوص السطور أدناه : مستلة ، ومنتقاة من كتاب ضخم بعنوان - نصيحة الملوك - لمؤلفه قاضي القضاة ابو الحسن الماوردي ، تحقيق محمد جاسم الحديثي . اما ما مبثوث بين السطور . فهي الزاد الهني لعيون تبصر ، وعقول مستنيرة تأبى أن يعقلها عقال . )
………..
# سجلت على السنة بعض الملوك القدامى ، حكم ومواعظ ما بهت منها لون ولا خمد في أوارها نور :
قال كسرى : انا على ما لم أقل ، أقدر مني على رد ما قلت .
وقال قيصر : لم أندم على ما لم أبح به، و لطالما ندمت على ما بحت .
وقال ملك الصين : إذا أفصحت بكلمة - متعجلا - ملكتني ولم أعد أملكها .
وقال صاحب الهند : عجبت ممن يتفوّه بكلمة ، إن ذكرت عنه ضرته ، وإن لم تذكر عنه لم تنفعه .
# بعض الخصال من طبائع الجهال :
الغضب من دون موجب ، والعطاء في غير حق ، عدم تمييز الرجل بين صديقه وعدوه ، وضعه السر في غير موضعه ، ثقته بمن لم يجربه ، حسن ظنه بمن لا وفاء له ، كثرة الكلام من غير نفع .
# كتب قيصر الروم كتاباً لـ ( أنو شروان ) يسأله عما ضبط به ملكه. فكتب له :
لم آهزل في أمر او نهي قط ، لم أخلف وعداً، ولا تهاونت في وعيد ، وليتُ للعناء لا للهوى ، لم آعاقب في ساعة غضب ، آسكنت نفوس الرعية المحبة من غير جرأة ، عممت بالقوت ومنعت الفضول .
# قال عمر بن الخطاب للآحنف بن قيس : لا تتمادي في الضحك، فإن مَن كثـُر ضحكه ذهبت هيبته ، ومَن كثـُر مزاحه استخفَّ به ، ومََن كثـُر كلامه كثـُر سقطه ، ومَن كثـُر سقطه قلَّ ورعه ، ومَن قلَّ ورعه قلَّ حياؤه ، ومَن قلَّ حياؤه ماتَ قلبُه .
# نصف عقل الحاكم الداهية.. مداراة الرعية …. إذا نال العامي مرتبة عالية ، طمع فيها مَن هو على شاكلته . — لتقوم القائمة — ! فلا احد أكثر لؤما ، ولا أجفا مقدرة من العامي إذا نال رياسة او ولى ولاية …….
# على الحاكم آن يكون في حنكته وصواب أرائه وحسن تدبيره ،، ملكا . وفي نزاهته وتواضعه وزهده ناسكا ، وفي قربه ورأفته برعيته ابا راعيا ، وفي تطلعاته وطول باله وبعد نظره ، فيلسوفا ، وما فوض به من إقامة العدل بين الرعية ، عالما فقيها …إلخ هذه بعض خصال الحاكم الملك ، ليستحق من الله المثوبة ومن العقلاء حُسنَ الثناءِ !
نصيحة الملوك
[post-views]
نشر في: 14 فبراير, 2016: 09:01 م