صحفي صومالي انهى دراسته الجامعية في العراق ، بعث برسالة الى زميله العراقي عبر البريد الالكتروني يسأله فيها امكانية العودة الى بغداد ، لتنظيم حملة الدفاع عن وطنه ، استياء الصحفي من جعل بلده مثالا لاستشراء الفساد المالي والاداري ، واضطراب الاوضاع السياسية ، وانعدام تقديم الخدمات الاساسية ، كاد يدفعه الى تقديم شكوى لمنظمات دولية للضغط على الحكومة العراقية لدفع تعويضات مالية الى الشعب الشقيق جراء اضرار لحقت بهم من تصريحات السياسيين والمسؤولين العراقيين .
الحديث عن السوء في كل مفاصل الحياة العراقية غالبا ما يرتبط بالاشارة الى الصومال ، السياسي ، اعضاء في مجلس النواب يصفون الاختلاف السياسي المزمن في العراق بانه لم يحدث حتى في الصومال ، انتشار النفايات في شوارع العاصمة بغداد ، لم تشهده مقاديشو ، العشوائيات العراقية تفوقت على اعداد نظيراتها الصومالية ، في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم تقدم العراق على الصومال ، مثل هذه العبارات توجّه يوميا الى الصومال على شكل بسامير تنغرز في قلوب الاشقاء ، فلهم الحق في الدفاع عن وطنهم ، كما قال الصحفي الصومالي برسالته .
في أول زيارة للرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري الى بغداد لفت انظار مشاهدي التلفزيون الرسمي باخراج "شخاطة" من جيب سترته اشعل سيجارته، ثم نفث دخانها بوجوه مستقبليه ، بعد الزيارة تضاعف التبادل التجاري بين البلدين ، امتلأت الاسواق المحلية بالموز الصومالي فترك ذكرى طيبة في أذهان العراقيين ، حين تبنى سياد بري الاشتراكية العلمية رحب بخطوته زعيم تنظيم سياسي ،مشيدا بدور الصومال في تحقيق النظام الاشتراكي وامكانية توسيعه ليشمل بعض الدول الافريقية ، بعد مرور اقل من عام سارت الأمور في البلد الشقيق نحو اتجاه آخر نتيجة تأثيرات اقليمية ودولية .
اثناء انعقاد احد مؤتمرات القمة في بغداد ، وصل الراحل بري الى المطار بطائرة مؤجرة دفعت ثمنها الحكومة العراقية ، شارك في المؤتمر ليحقق مع اصحاب الجلالة والسيادة اهداف الامة العربية ، وتقديرا لمواقفه حصل على طائرة رئاسية هدية من العراق الى الصومال ، لكنه باعها حين حطت الطائرة في مطار تونس ، ربما يكون هذا الحادث أحد اسباب الحملة على البلد الشقيق .
حادث الطائرة الرئاسية طواه النسيان فيما انتقل الرئيس محمد سياد بري الى جوار ربه ، لم يحقق النظام الاشتراكي ، أخفق مع زملائه زعماء الانظمة العربية السابقين من المخلوعين او المتوفين و الحاليين في تحقيق أهداف الامة ، على الرغم من ذلك حرص العراق على التزاماته المتعلقة بمساعدة الصومال ، فقدمت الحكومة السابقة منحة مالية الى الاشقاء ، لم يعرف مصيرها في بلد ينافس العراق في تصدر قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم، لتعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع افاق العمل المشترك لتحقيق المزيد من التقارب بين بغداد ومقاديشو.
رفقاً بالصومال
[post-views]
نشر في: 14 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
محمد سعيد
من هذه الحكايه الممزوجه بالجد والهزل, نستخلص حقيقه واحده ان كثره من العراقيين بتفخارهم المسند بالكذب والرياء والنفاق والتقيه , لابد ان يظل التخلف الفكري وغياب الوعي الحقيقي سمه مميزه وربما احتل العراق المرتبه الاولي في العالم لطغيان هذه الشرائح
hazim
والله من حق الصحفي الصومالي يعترض.لأن الفاسدين في بلا الرافدين جعلوا من الصومال مقياس ريختر للفساد.ونسوا أن العراق صار المقياس العالمي لمستوى نمو الفساد وليس الصومال.ثم أن الصومال بلد فقير وليس لديه الإمكانيات لتعديل وضع البلد وهو يخوض حروب منذ عقدين.