برغم شغفي بعالم الكتب ، فإنني أجد نفسي جاهلاً تماماً في كل ما يتعلق بكتب الأبراج، ومحاولاتي في بعض الأحيان أن أعرف شيئاً عن علوم الفلك ، وقد رطنت  أول  من أمس باسم نيوتن، وتفلسفت عليكم حين حدثتكم عن آينشتابن والنسبية  ، لكني مصرّ على الاستمرار بالقراءة في كل ما يتعلق بجديد العلوم  ، وحالياً أستمتع بقضاء وقت  مفيد  مع كتاب " آبل من الداخل "  وفيه يروي مؤلفه " آدم لاشينسكي  " كيف استطاع رجل كان يعاني مرضاً فتاكاً من ان يؤسس اكبر شركة عملاقة في العالم ونراه  يكتب :  "عندما أقف كل صباح أمام المرآة أسأل نفسي، لو كان هذا آخر يوم لي في الحياة هل سأفعل ما أنوي القيام به اليوم؟ وإن كان الجواب لا، لعدة أيام متتالية.. سأعرف أنه يتوجب عليّ تغيير شيء ما"، هذا الرجل اسمه ستيفن جوبز، وحين يترك ساستنا وراءهم عراقا خربا ومدمرا ومنهوبا  ، ترك لنا المرحوم جوبز جهازا مسطحا خفيفا تستطيع أن ترى فيه العالم بكل جهاته وتسمع أخبار ابطال الفضائيات وكان آخرهم وأعجبهم  النائب حبيب الطرفي الذي اعتبر ضرب متظاهري الناصرية  بالهراوات  والسكاكين  حق للاحزاب الاسلامية ،لأن المتظاهرين ، وهم ينددون بالفساد كانوا يمرون من امام مقرات هذه الاحزاب ، ولم يكتف السيد النائب بهذا الكلام الطريف واللطيف بل طالب " حفظه الله " بدراسة طبيعة المجتمع العراقي ، لماذا ياسيد ؟ الجواب حسب ماجاء على لسانه  متفاخرا " ان الاحزاب الاسلامية لم تفرض نفسها على الواقع السياسي بل ان المواطن هو الذي أصرّ ويصرّ ومصرٌ على انتخابها " ، هذا ما قاله بالضبط في برنامحج الزميل حامد السيد ناس وحكومة الذي يعرض من على قناة المدى الفضائية ، وقبل ان أناقش علي الوردي الجديد أحب ان اخبركم ان السيد الطرفي هو عضو لجنة حقوق الانسان النيابية  ، وانا استمع للسيد النائب وقع بين يدي خبر ظريف يقول أصحابه أن العام الحالي وحسب الأبراج الصينية سيكون عام القرد ، ويخبرنا أصحاب التقرير أن العام الجديد سيكون متقلبا ، وأنه سيحمل لنا في طياته الكثير من الشغب والاحتجاجات ، لا أستغرب أن يحاول فلكيو الصين الضحك علينا بكلمتين حول حقوق الانسان  والمستقبل الزاهرالذي ينتطرنا لو واصلنا التمسك  بالسيد الطرفي وجماعته
المشكلة التي نواجهها اليوم في العراق هو ما حصل ويحصل في مسألة "حقوق الإنسان "التي يريد أصحابها أن يضعونا جميعا في" قفص قرود "  " فقد شاهدنا جميعا صولة باللكمات والبنادق وأساليب السحل الحديثة التي قام  بها "شقاوات " الاحزاب الدينية  ، لكن عضو لجنة حقوق الانسان النيابية  يعتقد ان هناك مؤامرة   تريد النيل من إنجازات أحزاب السلطة ومنعها  من أداء واجبها " المقدّس " في لفلفة ثروات هذا البلد !