يؤكد الروائي والطبيب ميثم الحلو "ان الكتابة هي استبيان موقف انساني تجاه العالم ووجوده الطارئ إزاء كل المتناقضات والهواجس مثلما يؤكد ان الكتابة لديه حول العراق هي الخوف من تمزيقه ولذا احاول اثبات الهوية العراقية في ظل الانقسامات."الحلو تحدث خلال الأمس

يؤكد الروائي والطبيب ميثم الحلو "ان الكتابة هي استبيان موقف انساني تجاه العالم ووجوده الطارئ إزاء كل المتناقضات والهواجس مثلما يؤكد ان الكتابة لديه حول العراق هي الخوف من تمزيقه ولذا احاول اثبات الهوية العراقية في ظل الانقسامات."
الحلو تحدث خلال الأمسية التي اقامها له اتحاد الأدباء والكتّاب في كربلاء والتي بدأها مقدمها الروائي الدكتور علاء مشذوب بقوله "ان الرواية العراقية تعيش زهوها بعد أن أميط اللثام عن الطاقات الإبداعية التي كانت تقبع في دهاليز الخوف داخل الذات العراقية الإبداعية .." واضاف "بالأمس كان الشعر يتصدر الموقف الثقافي والأدبي وقد أصبحت الرواية الآن تسير بالتوازي معه  ليس كسكة قطار بحيث لا يلتقيان ، بل كضفتي نهر يلتقيان عند مصب بحر الإبداع والثقافة . ولم يمر عقد على هذا الإشراق والتوهج حتى بدأت بعض الأصوات الشاذة تنعق مثل غراب ابقع تبشر بتهاويها.." واشار الى انه "يوجد في العراق مد روائي لافت للأنظار لكنه كمّ كبير لم يفرز نماذجه المتميزة بعدُ وهو مدّ نهض بعد سنة 2003 بطريقة جمعية ساهم فيها الشعراء أيضا تحت غطاء إن عصر الرواية يبيح للجميع الكتابة فيها، وهي ظاهرة صحية في العموم خرجت من معطف الحرب أيضا وستتبلور تلقائيا مع الوقت لتفتح أفق السرد العراقي بأسئلة فنية كثيرة."
ثم تحدث الحلوعن الكتابة بوصفها استبيانا وموقفا انسانيا.. وقال "نحن نتشارك في الهموم والاسماء والالقاب وكذلك اليأس والكابوس وكأنه يوحدنا ، لذلك فالكتابة لدي هي كيفية تأسيس وطن حتى من خلال الكابوس .." ولفت الى انه "يكتب عن المسكوت عنه وأتناول التصوف كذلك وكيفية قراءة الشخصيات التي تعيش الهامش.." ويبين "ان هذا هو الواقع ، اما الكتابة فتدعو الى قراءة أخرى للحياة والتماهي مع المستقبل المليء بالنور.." ويمضي بالقول "ان الرواية تتطلب اشتغالات متعددة وان الكثير من الروايات لا تحتوي على هذه المعايير وكذلك الآراء التي تقال عن الرواية لأن لا ناقد يقرا جميع ما أنتج.."  ويؤكد "ان علينا ان نفهم الكاتب قبل ان نفهم او نطلع على ما كتب عنه لذا فإن ما نقرأه من آراء هي آراء شخصية.." ولفت الى عدم وجود قاعدة ثابتة لكتابة الرواية حتى الآن مع  الايمان بضرورة استيفاء الشروط الاولية للكتابة في الجنس الادبي.
الأمسية شهدت مداخلات عديدة بدأها الباحث حسن عبيد عيسى ذاكرا ان روايات ميثم الحلو فيها من الخطورة الشيء الكثير فهي تعنى بالتفكير بعودة اليهود الذين ابادوا شعب فلسطين وهجروا من بقي منهم..
الباحث مهنا آل رباط يرى ان على الكاتب ان يبدا بالأوليات ثم الى الوسط والقمة ولذا علينا ان نميز بين البداية والنهاية وان الهوية الوطنية ،بحسب ال رباط، معروفة وثابتة وعالمية .. في حين رأى الأديب علي لفته سعيد ان ما طرح في الامسية من آراء حول الرواية العراقية هي آراء شخصية وليست قاعدة ثابتة لكي نقيس بها نسبية هذه الآراء خاصة وان لا قاعدة ثابتة ولا معايير مركزة او متفقا عليها..
اما الناقد جاسم عاصي فقال من جهته "ان السرد هو الزمان والمكان . إذن فهناك تاريخ وحرفيات تاريخية لكن الفرق كما يرى عاصي ان الرواية هي مخيال لذا علينا الا نعيد انتاج التاريخ روائيا" . ويرى ايضا انه لا يمكن التخلص من التاريخ ولكن ان نضع في الرواية نسبة عالية من المخيال السردي بما يصل الى 80 بالمائة.. واختتم المداخلات الدكتور عمار المسعودي بقوله "ان الرواية تتعامل مع الأحداث التاريخية مثلما يتعامل الشعر مع المتن اللغوي يزحزحه قليلا ولكن لا يلغيه.." ويضيف "ان الرواية ايضا تزحزح ولا تلغي ، انها اذن جدلية وجود الروائي وعدّه موجودا واعيا له قراءة علينا أن نُكثر منها لتفكيك التاريخ والخروج منه بنتائج ."