خلال مسيرةٍ فنية دامت ما يُقارب الأربعين عاما في انجاز العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية بين الدراما والكوميديا ، لم تتضمن تجربته الفنية التمثيل فحسب ، بل علاوةً على ذلك عُرف الفنان العراقي عدنان شلاش ككاتب في دراما المسرح والتلفزيون والسينما .
خلال مسيرةٍ فنية دامت ما يُقارب الأربعين عاما في انجاز العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية بين الدراما والكوميديا ، لم تتضمن تجربته الفنية التمثيل فحسب ، بل علاوةً على ذلك عُرف الفنان العراقي عدنان شلاش ككاتب في دراما المسرح والتلفزيون والسينما . وفي مبادرة للاحتفاء بسيرة شلاش أقام ملتقى الاذاعة والتلفزيون في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين جلسة تكريم واحتفاء بالفنان ، وعرض لسيرته الشخصية وتجربته الفريدة وذلك مساء يوم الثلاثاء الماضي على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد .
وقد حضر الجلسة عدد كبير من الفنانين ومخرجي المسرح والتلفزيون ، إضافة إلى عدد من المثقفين والكُتاب العراقيين .
وقال رئيس ملتقى الإذاعة والتلفزيون صالح الحصن في كلمته الإفتتاحية "يمكن القول إن التاريخ الطويل والخبرة المتراكمة والمعرفة العميقة بأصول المهنة وإتقان الدور والتحكم بشكله ، والتنوع في أجناس الفن في الإذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون جميعها تجسدت في شخص الفنان عدنان شلاش ، وهذه الخبرة سجلها التأريخ الفني والوقائع الفنية بحروف من نور ."
وأضاف الصحن قائلاً "لسيرته سطور طويلة وهي حق له سجله بعرقه وجهده ، وتضمنته سطور محطات حياته ، فكان ممثلا اولا للفرقة القومية للتمثيل ، بدأ تمثيله منذ الستينات في مسرح المدرسة ، وقدم إلى بغداد ليدخل معهد الفنون الجميلة ويتعرف على الدروس الأولى للتمثيل . وبدأت أعماله تتوالى من مسرحية " فلوس الدوة" وحتى "البسامير" و "قرقاش صندوق الرمل" و "أوديب ملكاً" وغيرها , ليتخرج عام 1978 ويبدأ بتصوير فيلم "الحياة " . وكان رئيس قسم السينما حين كتب وأخرج فيلما قصيرا هو " الميكانيكي الصغير" . واستمرت سيرته في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية حصل خلالها على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز ، وله تأريخ من المآثر الفنية والإبداع والعطاء ."
من جهته ، قال الفنان عدنان شلاش متحدثاً عن بداياته : " كانت كتابة تمثيلية "الصريفة" هي جواز مروري لمبنى الإذاعة والتلفزيون ، وهي لم تكن ضد الإقطاعيين بل كانت ضد التقاليد البالية وضد المخلفات التي خلفها العهد السابق من خلال انتقادات لسلوكة ، وسلمتها إلى الأستاذ خليل الدجيلي الذي قدمها إلى إذاعة صوت الجماهير وفازت بالجائزة الثانية ."
أضاف شلاش قائلاً :"كانت لذلك الزمن جماليته وضوابطه ، حتى عند الدخول إلى مبنى الإذاعة كانت هنالك ضوابط وهذه مسألة صحية وجميلة ليكون هناك فرز بين الصالح والطالح ." مؤكداً " لا أنكر دخول طارئين للإذاعة آنذاك ولكن لا يمكن نكران انهم تعلموا أصول المكان وحرمته ، وحين دخلت انا إلى هذا المبنى سبقني كل من كاظم الركابي وطالب القرغولي وهم محملون بالعطاء فمن يدخل هذا المعبد يجب أن يملك خزينا معرفيا ."وبيّن شلاش متحدثاً عن الفن واحترافه قائلاً : "ليس كل شخص يعرف التسلق يصل إلى هدفه ، وليس كل شخص يستطيع طرق أبواب الكوميديا ، فهي عالم ومنظومة وسلوك ويجب أن تكون نكتة الكوميديا ذات وقع ومناسبة ." مستذكراً "حين قدمت مسلسل ماضي يا ماضي على مدى تسعين حلقة ، كنت ضد السخرية من الفلاح ولهذا قدمت هذا المسلسل لتبيان سلوك الفلاح حين يصادف شكلا جديدا في حياته ومن هذا الجانب حاولت تناول هذه المشاهد."
وأكد شلاش قائلاً "وكانت الكوميديا مفروضة حينها وبدأت بدورعامل المحطة لكي اوصل الكوميديا كما ينبغي ، نحتاج أن نتعامل مع الدور ليس كما يجيء النص وإنما كواقعيته . "بدوره ، قال المخرج المسرحي صبحي الخزعلي عن تجربة شلال " إنها تجربة فريدة ، وإن عدنان شلال فنان من طراز خاص جمع العديد من المقدرات والفنون ، وكان ملما بكثير من جوانب الفن ، فبين السينما والمسرح والتلفزيون وبين التمثيل والكتابة وبين الدراما والكوميديا نستطيع أن نعتبره مدرسة فنية حقيقية تستحق الثناء والاحتفاء والتكريم ."