صحافة بريطانية: المنتصرون والخاسرون في سوريااهتمت الصحف البريطانية بالازمة السورية وامكانية أن تسحب هذه الأزمة قوى عالمية إلى صراع واسع، ودور تركيا وروسيا في دفع الصراع إلى مرحلة حاسمة،. وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن عودة روسيا كقوة عظمى بدت وا
صحافة بريطانية: المنتصرون والخاسرون في سوريا
اهتمت الصحف البريطانية بالازمة السورية وامكانية أن تسحب هذه الأزمة قوى عالمية إلى صراع واسع، ودور تركيا وروسيا في دفع الصراع إلى مرحلة حاسمة،. وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن عودة روسيا كقوة عظمى بدت واضحة في لقاء ميونيخ، عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، خطة إيصال مساعدات لمدن محاصرة في سوريا، ووقف القتال، متبوعاً بالتوصل لهدنة رسمية، ويبدو أن لروسيا والولايات المتحدة قدرة كبيرة، وإن لم تكن مطلقة على إحداث أشياء أو منع حدوثها في سوريا. وتشير إندبندنت إلى أن المشاركة الروسية الكبيرة، ، ليست جديدة ولا مفاجئة، إذ بدا واضحاً منذ عام ٢٠١٢ أن روسيا والمحور الشيعي لن يسمحا بخلع الأسد، وسيواجهان أي تصعيد من قبل تركيا أو المملكة العربية السعودية والقوى السنيّة. وحدث ذلك عندما حقق كل من جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا، وحركة أحرار الشام، سلسلة من الانتصارات العسكرية في محافظة إدلب في الشمال السوري، إذ استدعى انتصارهم تدخلاً عسكرياً روسياً بدأ في ٣٠ سبتمبر (أيلول)، مما حول ميزان القوة في الحرب لصالح الأسد، لدرجة لا يمكن تعديلها إلا عبر تدخل تركي عسكري مباشر. و برأي الصحيفة، يبدو أن الوقت قد فات، حتى بالنسبة لهذا الاحتمال، إذ نجح الجيش السوري، في ٢ فبراير (شباط) بدعم من ضربات جوية روسية كثيفة، بقطع الطريق بين حلب وتركيا، كما أوشكت الحكومتان الروسية والسورية على فصل شمالي سوريا عن تركيا، في تحالف ضمني مع الأكراد السوريين الذين كانوا يتقدمون شرقي البلاد، وتعد هذه لحظات مفصلية بالحرب، في وقت تجري مناقشات بين تركيا والمملكة العربية السعودية بشأن تدخل عسكري في سوريا. وبرأي الصحيفة لم يعد للمملكة العربية السعودية وتركيا القدرة السابقة في التأثير على السياسة الغربية بالحرب، إذ توقعت الدولتان انتصار حلفائهما السوريين ورحيل الأسد، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، بل زاد عليه ظهور تنظيم داعش في عام ٢٠١٤، وتحقيقه انتصاراته الساحقة في العراق وسوريا، مما أثبت استحالة السماح للحرب السورية بالاستمرار والانتشار.وانتهى أمل قوى غربية بإمكانية احتواء الأزمة عبر حدثين هامين العام الماضي، وهما تدفق مهاجرين من سوريا والعراق نحو غربي أوروبا، ومذبحة باريس في ١٣ نوفمبر (تشرين الثاني). ولا يلوح في الأفق نهاية للحرب في سوريا، ولكن، بحسب إندبندنت، بات معروفاً من سينتصر ومن سيخسر، ولن يكون هناك تغيير جذري للنظام في دمشق، والقوى السنيّة العربية أخفقت في كسب السلطة بسوريا، وهي في حالة دفاعية في العراق، ويعد الأكراد في كلا البلدين أقوى سياسياً وعسكرياً من أي وقت مضى، وهم أكثر فعالية في محاربة داعش، ولكنهم يخشون أن يتم تهميشهم حال دحرهم للتنظيم الإرهابي. وختمت الصحيفة أن القوى الإقليمية خسرت الحرب في سوريا، ورغم انتقاد سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الحذرة، فإنه لم يواجه هزائم حقيقية، وعندما دخلت روسيا الحرب السورية، قبل 4 أشهر، توقع خبراء أن تندم موسكو، لكن عوضاً عنه، أصبحت قوة أساسية في تقرير كيفية إنهاء الحرب.
أنقرة تضرم نار حرب اقليمية
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، الى موضوع قصف المدفعية التركية لمواقع قوات الحكومة السورية ووحدات حماية الشعب الكردي، مشيرة الى أن أنقرة بهذا تحاول إضرام نيران حرب إقليمية.وجاء في مقال الصحيفة ان المدفعية التركية قصفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردي في محافظة حلب وكذلك مواقع القوات الحكومية في اللاذقية. كما ارسلت المملكة السعودية طائرات حربية الى قاعدة انجرليك التركية القريبة من الحدود مع سوريا. وأعلن وزير خارجية تركيا مولود تشاوش اوغلو أنه لا يستبعد عمليات حربية برية. كل هذا حدث على خلفية اتفاق المجموعة الدولية لدعم سوريا على وقف اطلاق النار خلال أسبوع واستئناف المفاوضات السلمية. وترى الصحيفة ان تصرفات أنقرة هذه أربكت واشنطن، ودعا الرئيس التركي أردوغان الولايات المتحدة الى أن تحدد من هو حليفها، أنقرة أم الأكراد. أما الأميركيون فيعتبرون الأكراد حليفا لهم في محاربة “داعش” فيما تعتبرهم تركيا ارهابيين و”جزءاً من النظام السوري”.عمليا بدأت العمليات العسكرية التركية مباشرة بعد اعلان وزير خارجية روسيا ونظيره الأميركي جون كيري عن اتفاق مجموعة دعم سوريا على وقف اطلاق النار في سوريا خلال أسبوع واستئناف مفاوضات التسوية السلمية برعاية الأمم المتحدة.واردوغان، حسب رأي الصحيفة، لا يرغب في الاعتراف بالهزيمة، لذلك “سيحاول اضرام نار حرب اقليمية، وليس فقط حرب أهلية محلية في سوريا. لأن من المهم لتركيا المحافظة على سيطرتها على الحدود الواقعة غرب الفرات، للتأثير في مجرى النزاع السوري من خلال توصيل الأسلحة والمساعدات للمجموعات الإرهابية. وإذا لم يغلق هذا الجزء من الحدود، فإن العمليات العسكرية الروسية في سوريا ستذهب سدى، مما سيسبب استمرارها لفترة طويلة”.طبعا يمكن لواشنطن ان تؤثر في الموقف التركي، ولكن ليست للولايات المتحدة ستراتيجية سياسية واضحة في الشرق الأوسط، كما تقول الصحيفة “فليس هناك مثلا ما يمنع كيري من ان يتنكر بعد أسبوع لما صرح به سابقا وهذا يزعج تركيا ويثيرها، ولا تعرف ما الذي يمكنها أن تنتظره من الولايات المتحدة، أهي ستدعمها أم لا”.