طالبت روسيا يوم أمس الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي، بطرح مسألة قصف تركيا لأهداف في سوريا للمناقشة، معربة عن قلقها إزاء هجمات الجيش التركي على قوات حماية الشعب الكردية. في وقت التقى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا،
طالبت روسيا يوم أمس الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي، بطرح مسألة قصف تركيا لأهداف في سوريا للمناقشة، معربة عن قلقها إزاء هجمات الجيش التركي على قوات حماية الشعب الكردية. في وقت التقى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي وصل إلى دمشق في زيارة مفاجئة لبحث إمكانية وقف إطلاق النار.
وقال دبلوماسي روسي “إن موسكو بعثت برسالة لأعضاء المجلس تتضمن طلب عقد اجتماع للمجلس لأنها تشعر بقلق بالغ لاستخدام تركيا القوة ضد الأراضي السورية.وفي نفس السياق، قال مسؤول بارز بالأمم المتحدة إنه من المنتظر إحاطة مجلس الأمن علما بتطورات الوضع في سوريا، ومن المتوقع أن تجري المناقشة في جلسة مغلقة بعد أن يناقش المجلس الوضع الإنساني في اليمن. وكانت تركيا قد قصفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردية لليوم الثالث على التوالي في محاولة لمنع المقاتلين الأكراد من الاستيلاء على بلدة أعزاز الواقعة على بعد 8 كيلومترات فقط من الحدود السورية - التركية.في غضون ذلك، رفض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري طلب تركيا بانسحاب المقاتلين الأكراد التابعين للحزب من مواقع قرب الحدود، مؤكدا عزمهم صد أي تدخل تركي في سوريا.غداة سيطرته بشكل كامل على بلدة تل رفعت القريبة من الحدود مع تركيا الثلاثاء،على الرغم من القصف الذي شنته القوات التركية على الحدود.وكان مقاتلو الوحدات الكردية قد حرروا منذ أيام مدينة منغ ومطار منغ في ريف حلب، الذي كان تحت سيطرة فصائل معارضة مسلحة.
في الاثناء،وصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى دمشق في زيارة مفاجئة غير معلن عنها سلفا في وقت يتطلع المبعوث الاممي إلى إعادة الأطراف مرة أخرى لمائدة التفاوض في جنيف بحلول 25 شباط.وقال مسؤول بالامم المتحدة،طلب عدم ذكر اسمه ان دي ميستورا "سوف يجتمع مع المعلم اليوم الاربعاء "،مضيفا أن "المحادثات ستنصب على متابعة اجتماع ميونيخ وتشمل أيضا مناقشة استئناف مباحثات السلام المقررة في جنيف في 25 شباط الجاري بما في ذلك مسائل إجرائية".لكن الرئيس السوري بشار الأسد، أكد أن أي انتقال سياسي في البلاد يجب أن يتم من خلال الدستور السوري الحالي، موضحا أن اقتراح تشكيل "هيئة الحكم الانتقالي" تمثل خروجا عن الدستور.وحسب وسائل إعلام سورية رسمية نقلت قوله إنه "لا يتوقف العمل بالدستور الحالي إلا إذا توصلنا في حوار ما لاحقا، إلى دستور جديد يصوت عليه الشعب السوري". وأشار إلى أن هناك أسئلة كثيرة ينبغي الرد عليها قبل أن يحدث وقف إطلاق النار، بينها "من هم الإرهابيون؟"، مضيفا أنه "بالنسبة لنا كدولة.. كل من حمل السلاح ضد الدولة وضد الشعب السوري هو إرهابي". وأوضح "بالنسبة لوقف إطلاق النار أو وقف العمليات.. في حال حصلت لا تعني بأن يتوقف كل طرف عن استخدام السلاح. وقف إطلاق النار يعني بما يعنيه بالدرجة الأولى وقف تعزيز الإرهابيين لمواقعهم.. لا يسمح بنقل السلاح أو الذخيرة أو العتاد أو الإرهابيين.. لا يسمح بتحسين المواقع وتعزيزها". وأضاف:"حتى الآن هم يقولون إنهم يريدون وقف إطلاق نار خلال أسبوع، حسنا، من هو القادر على تجميع كل هذه الشروط أو المتطلبات خلال أسبوع؟ لا أحد، فمن الناحية العملية كل هذا الكلام صعب". واعتبر الأسد أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يعني أن يتوقف كل طرف عن استخدام السلاح، معتبرا أن إرساء وقف إطلاق النار في سوريا خلال أسبوع كما اقترحت الدول الكبرى "أمر صعب"
يأتي هذا فيما انضمت قطر إلى الدول التي أعلنت تأييدها لقرار السعودية، إرسال قوات برية إلى سوريا، بينما رفضت مصر ذلك، معتبرة أن الحلّ السلمي هو الطريق الوحيد. وقال خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع في دولة قطر قال إن بلاده مستعدة للتدخل البري في سوريا مع السعودية والإمارات إذا طلبت منها الرياض ذلك.واوضح في تصريح أن الأمر مفروغ منه، وجاء هذا إلاعلان في وقت، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، رفض مصر للمقترح السعودي.واضاف، إن "العمل من خلال الأمم المتحدة والمبعوث الدولي هو الوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سوريا"، معتبرًا أن الحل العسكري في سوريا أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المُثلى.
الى ذلك، حذّرت دول غربية المملكة العربية السعودية من تداعيات إرسال قوات لغزو سوريا،بعد تلويحها منذ أسابيع بقدرتها قيادة قوات عربية واسلامية منفردة أو في إطار التحالف الدولي لغزو سوريا.وتنفذ السعودية هذه الأيام مناورات عسكرية ضخمة “رعد الشمال” تحاكي التدخل في دولة خارجية.وتهدف القيادة العسكرية السعودية من المناورات اختبار جاهزية التنسيق بين جنود من دول مختلفة.وهددت وسائل إعلام روسية بجاهزية المقاتلات الروسية مواجهة القوات التركية والسعودية في حالة دخول سوريا.فيما تطالب أصوات غربية السعودية التريث، ولا تخفي قلقها الشديد بسبب وصفها لوزير الدفاع محمد بن سلمان بالمندفع وبالخصوص بعدما أحاط نفسه بضباط شباب لا خبرة لهم سوى الاندفاع والحماس في مواجهة الشيعة.ولا تستبعد مصادر غربية أنه في حالة تورط السعودية في غزو سوريا، حيث سيقف الإيراينون بكل ثقلهم في المواجهة وبدعم غير معلن من روسيا التي حشدت قوات بحرية ومقاتلات في المنطقة، بينما تراجع حضور السلاح الغربي.في وقت يشير خبراء الى امكانية ان يتحول السيناريو الى كارثي إذا انتفض شيعة السعودية الذين ينتظرون الفرصة للتخلص من حكم آل سعود للانفصال والانتقام من إعدام النمر.ونقل مسؤولون غربيون من فرنسا وبريطانيا لحكام الرياض هذه الاحتمالات القوية لصدهم عن أي مغامرة عسكرية في سوريا قد تنقلب عليهم.