اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > موسى حوامدة: مثقفو العراق يلملمون شظايـا وطنهـم بأيـد عاريـة

موسى حوامدة: مثقفو العراق يلملمون شظايـا وطنهـم بأيـد عاريـة

نشر في: 18 يناير, 2010: 05:54 م

حوار: علي عبد السادةالشعر لديه جولات تمرد. لا يبالي كثيرا في نتائجها؛ المهم لديه الانتفاض على كل يقين ناجز، وكل موروث مستكين، حالة الشعر التي يصفها البعض بالأزمة، والتراجع لصالح الرواية والموت،  يرجعها هو الى النوم في الماضي، والاشتغال على تكريسه.
وفي كل مرة يخوض فيها مغامرة مع القصيدة يعلن حربه على القيود: اللغة، السلطة، عين الرقيب، لكنه وفي طريق الظفر بامتلاك الذات، ينفي الحاجة للنظر في هشيم القيود، ولا يقيم وزنا لثقل الكثير منها، لذلك قادته فعلته في اللغة والسلطة الى دائرة الاتهام، بل في اقبية السجون.شاعرنا هو موسى حوامدة، وهو من مواليد فلسطين 1959درس الثانوية في مدينة الخليل واعتقل اكثر من مرة عندما كان طالبا فيها، التحق بالجامعة الأردنية للدراسة في كلية الآداب واعتقل في السنة الثانية وسجن في زنزانة منفردة لمدة ثلاثة اشهر وفصل من الجامعة لمدة عام واحد ثم عاد وتخرج من قسم اللغة العربية عام 1982.بدا نشر قصائده في ملحق الدستور الثقافي بداية الثمانينات حينما كان طالبا ونشر أول مجموعة شعرية بعنوان " شغب" (عام 1988في عمان)، منع من السفر والعمل حتى التحق بالعمل في صحيفة صوت الشعب ثم الدستور ثم عمل مديرا لتحرير "العرب اليوم"..يعمل حاليا محررا ثقافيا وكاتبا في جريدة الدستور. نشر في عام 1998مجموعته الشعرية  الثانية "تزدادين سماء وبساتين" وهي قصائد حب مكتوبة في أواخر الثمانينات، بعد ذلك اصدر مجموعته الشعرية الثالثة "شجري أعلى" (1999 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت) والتي جلبت عليه سخط المتطرفين الذين أهدروا دمه ثم صودر الديوان من قبل وزارة الإعلام الأردنية في شهر آذار 2000 وقدم للمحكمة الشرعية في شهر ايار من نفس العام وحوكم أمام المحاكم الشرعية خمس مرات. ولما فرغت المحاكم الشرعية أواخر عام 2001 من القضية رفعت وزارة الإعلام الأردنية ممثلة بدائرة المطبوعات والنشر قضية جديدة ضده في محكمة جزاء عمان، وفي نهاية شهر تموز عام 2002 أصدرت المحكمة براءته من تهمة تحقير الأديان ومخالفة قانون المطبوعات، غير ان النائب العام استانف الحكم ضده وأعيدت محاكمته حتى حكم بالحبس لمدة خمسة أشهر لم تنفذ لغاية اليوم.rnخيال وتاويلالنص الذي يكتبه موسى حوامدة مهموم بـ "الوجدان". وبه تُفتح القصيدة على مخيلة وألوان ومساحات واسعة من الإيماء والتأويل. وربما هو كذلك لأن الشاعر يطوع اللغة باداة "الوجدان" لا بغيرها. فهل يعتبر حوامده الشعر الكائن بفعل الوعي، العقل، محددا لاستثمار اللغة وتطويعها؟:يقول موسى:"إذا كانت المخيلة هي البحر أو البحيرة التي يغرف منها الشاعر، فإن اللغة هي الغيمة التي تلاعبها رياح القصيدة، كلما تقدم الشاعر في التجربة، وتمكن من منابع اللغة، وتملك بعض أسرارها ومقاليدها، تطوعت بين يديه بكل بهائها وفضائها، ومنحته ماء الكتابة وطين اللغة التي لا تحتاج إلا إلى صفحة بيضاء كي تغدق خضرتها وجمالها عليها، وكلما استعصت اللغة على الشاعر ماتت قصيدته، وانطفأت ذبالة المخيلة لديه، وغاب التأويل، بل تقلصت عضلات التعبير ووهنت الأصابع والأطراف، وأصابت العظام الهشاشة والضعف.ليست الوصفة جاهزة تماما، وليست الفضيلة الشعرية تتلخص فقط بامتلاك المخيلة والقدرة على تمريغ أنف اللغة في وحل التشطير، وحقل التجريب والتخبط والافتعال، هناك روح خفية وسر مستعص ليس من السهل التحدث عنه او امتلاكه بشكل يسير، يمنح الشعر بلادا لم تفتح بعد، ويعمر ممالك لم تسكن، ويقوض مدائن عامرة ليقيم منها حياة جديدة، وفضاءات غير مرتادة. كل هذا اللعب هو جد، بل في منتهى الجدية، وهو العامل الأول والأهم في تطوير اللغة، وفتح مغاليقها وكشف حجابها، وليس هناك من لغة حية متطورة بدون شعر حي ومتجدد، أما لغة التكنولوجيا وحدها فليست قادرة على التطور، وأما لغة الدين وحدها فليست نجاة الإبحار وسط الأنواء، وحتى اللغة التي تُكتب فيها الدراسات والمقالات والروايات مهما كانت ناجحة، فهي عاقر بدون شعراء يهزون إلية اللغة، ويبذرون قمح التغيير، ويقدرون على امتطاء صهوتها، وتحريك إردافها ومشاعرها وكنوزها وفق مشيئتهم وخيالهم المجنح".rnصراع مع اللغة"سلالتي الريح وعنواني المطر" القصيدة الفائزة  بجائزة "لا بلوم" الفرنسية امتازت بخصال لغوية متعددة؛ وازعم ان من اهمها محاولة التحرر من اللغة نفسها، فاستثمار المفردات الناجع والتقشف في استدراجها للقصيدة وتوليد معان وتأويلات مغايرة يفصح عن شاعر تؤرقه اللغة وقيودها. ودون شك ليس هذا حسب "سلالتي الريح" بل هو حسبُ منجز حوامده في الشعر والنثر.وهنا لابد من السؤال عما يجده حوامدة في ذاته الشعرية في كل مرة يصارع اللغة ويرواغ قيودها.فيجيب موسى:"ما زلت فوق الحلبة تماما، قرصُ الشمس في كبد السماء، عيون المراقبين حول حبال الحلبة، والصراع لا زال على أشده، ربما تمكنت من تسجيل بعض النقاط كما تقول، أو فشلت في بعض الجولات، ولكني ميممٌ جبال الأولمب، ولست ممن يعجب بنفسه، ويفتخر بصعود ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram