فالح الحمراني دللت نتائج العملية العسكرية لما يسمى مكافحة الارهاب في افغانستان في نهاية عام 2009 ان حلف الناتو لم يتقدم كثيرا في سبيل تحقيق السلام والاستقرار، وانه يجابه مواجهة لم يتوقعها من الجماعات المسلحة تكبده الخسائر، ولم ينجح بلف سكان البلاد حوله،
وظهرت مؤشرات على انه يكرر الاخطاء التي اقترفها الاتحاد السوفياتي السابق بغزوه للبلاد وافضت لهزيمته. وفي ظل هذا المأزق بات الحلف يبحث عن استراتيجية جديدة للمواجهة ويتطلع لجر قوى دولية واقليمية الى جانبه. وبالمقابل تجري تاكيدات على خطل وضع الرهان فقط على الاسلوب العسكري لحل القضية الافغانية. دروس حرب خاسرةيجمع الجنرالات ورتب عسكرية اخرى روسية من الذين تعين عليهم المشاركة في الحرب في افغانستان، وكذلك مراكز الدراسات السياسية والعسكرية وساسة من تلك الحقبة،ان الفشل سيكون حليف اي تدخل عسكري في افغانستان بغض النظر عن الدوافع والاهداف التي يعلنها، لان سكان البلاد يرفضون الهيمنة الاجنبية عليهم وسيقفون ضده. في غضون ذلك بات الناتو يبحث عن خيارات اخرى لشد ازره للخروح من مأزقه في افغانستان من بينها تفعيل روسيا دورها هناك، وجر الدول الاسلامية للمشاركة في الحرب ضد الجماعات المسلحة بافغانستان.، لادامة تواجده هناك.وبعد مرور 30 عاما على بداية الدخول السوفياتي في افغانستان يراقب الروس اليوم باهتمام وحذر الحرب الجارية هناك، ويدرسون تحركات قوات التحالف، ويعربون عن الثقة ان الجيوش عاجزة عن السيطرة على شعب باسره. وان الفشل حليف اية محاولة من هذاالنوع. لذلك ينبغي على القوى التي تقف اليوم وراء الحرب بافغانستان ان تعيد النظر بحساباتها، وان تعتمد على تطبيع الوضع هناك عبر التعاطي المرن والجاد مع السكان والعمل على تغير الايدلوجيات البالية والظلامية وتحسين الحالة الاقتصادية، باعتبارها الطريق الذي يقود الى النصر.وكانت مؤسسات عسكرية امريكية قد استدعت جنرالات روس حاربوا بافغانستان للاستئناس بارائهم. واكد هؤلاء ان لا افق للحل العسكري هناك.لقد اصبح معرفا اليوم ان المصالح الجيوسياسية والمخاوف من خطط الغرب كانت وراء قرار الكرملين حينها بدفع القوات السوفياتية لغزو افغانستان.ومازال في روسيا من يعتقد لحد الان ان خيار الدخول كان القرار الذي لا بديل له بالنسبة للكرملين. ويذهبون لو ان السوفيات لم ينشروا قواتهم بافغانستان لسارعت القوات الامريكية لاحتلالها. ويشير البعض الاخر الى ان الحدود التي كانت تربط الاتحاد السوفياتي السابق بافغانستان امتدت ل 300 كم وكان من الجنون السماح لواشنطن القبض على كفة الامور هناك، وكانت الامور ستتطور على هذه الشاكلة لو ان موسكو لم تتخذ اية خطوات وتسارع بالغزو الذي استمر عشر سنوات واسفر عن قتل واصابة عشرات الاف .ولكن هناك اجماع على ان الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة ساعدا على ولادة الارهاب في افغانستان، وكلاهما الان يجني الثمار. ان المشكلة الان تكمن في ان جيلا باسره من الشباب الافغاني ترعوع في ظل ظروف الحرب، انهم لا يتقنون الان شئ غير فن الحرب، والافظع من كل ذلك انهم اعتادوا على ذلك و لا يرغبون بالبحث عن نمط اخر للحياة.وثمة توقعات قوية بموسكو بان هذه الوقائع سترغم قوات الناتو على اعادة لاعادة النظر في السيناريوهات القديمة والتفكير بطريقة جديدة تقوم على اشراك الشعب الافغاني بتقرير مصيره واستمالته لعملية التحديث والتطوير وتقوية ثقته بالجهود الدولية والاقليمية التي ينبغي ان تكون جماعية لا حكرا على قوة واحدة، ومرابطة قوات دولية هناك لكبح جماح الحركات المتشددة والمتطرفة، والحيلولة دون نشر ميولها الى اسيا الوسطى والبلدان العربية وتهديدها للعالم اجمع.rnدعوة مفتوحة وفي ظل الوضع القائم يبحث الناتو عن قوى دولية من خارج الغرب لشد ازره في العملية التي يقودها بافغانستان خاصة بعد ادراكه باستحالة احراز النصر بمفرده.وضمن هذا السياق دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أندرس فوغ راسموسن مؤخرا، روسيا إلى تعزيز مشاركتها في جهود إقرار الأمن في أفغانستان وذلك من خلال إرسال عدد من المروحيات العسكرية، والمساعدة في تدريب قوات الأمن الأفغانية.وقال راسموسن، إنه يعمل على البحث عن طرق يمكن أن تقوم روسيا من خلالها بـ"توسيع مساعدتها."وأضاف : "لقد اقترحت أن تقدم روسيا عدداً من المروحيات العسكرية ضمن صفقة متكاملة." وتابع قائلاً: "أتطلع إلى أن ينظر المسؤولون في روسيا إلى هذا الاقتراح بعين الاعتبار ."وأشار راسموسن إلى أنه تحدث مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بشأن زيادة مشاركة موسكو في تدريب قوات الشرطة والجيش الأفغانيين، إلا أن الاثنين لم يتطرقا إلى بحث إرسال قوات روسية إلى أفغانستان.وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد ذكر في تصريحات سابقة نهاية العام الماضي، أن موسكو سوف تسمح بمواصلة نقل إمدادات "غير عسكرية" إلى قوات الناتو في أفغانستان عبر الأراضي الروسية، كما ستشارك في تدريب قوات الأمن الأفغانية، ولكنه نفى أن تقوم روسيا بأي دور عسكري في أفغانستان.وعرض سكرتير عام حلف الناتو ا
الناتو والبحث عن وسائل الخروج من المأزق الأفغاني
نشر في: 18 يناير, 2010: 05:57 م