TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > إستراتيجية الحملات الانتخابية

إستراتيجية الحملات الانتخابية

نشر في: 18 يناير, 2010: 06:01 م

عبدالكريم يحيى الزيباريلماذا لم يُحدِّد قانون الانتخابات العراقي سقفاً أعلى للنفقات المالية التي ينفقها كلُّ مُرشَّح على حملتهِ الانتخابية، كما في قوانين دول العالم؟ ألا يُسْهِمُ تحديد النفقات توضيح البرامج الانتخابية للمستقلين والأحزاب والكيانات السياسية المشتركة؟ إذا أنفقَ المُرَشَّح (سين) مليون دولار مثلاً، ألا ينتظر من مشاركته في دورة البرلمان العراقي المقبلة أنْ يُجني عشرةَ أضعافها؟
 أليس الأفضل إستراتيجياً لعملية جمع الأصوات: لو أنَّ أموال الحملات الانتخابية والحفلات ومآدب الطعام أنفقت في وضع لبنات مشاريع خدمية للقرى النائية أو مشاريع صغيرة لمكافحة الفقر؟ حيث سيرى الناخب أفعالاً قبل أن يسمعَ أقوالاً. بدأَ العد العكسي لانطلاق الحملات الانتخابية للأحزاب العراقية، والتي تتوجسُّ خيفةً، لأنَّ أحداً من هذه الأحزاب لن يحقِّق الانتصارات السهلة التي حققها عام 2005، ولذا تبدو هذه الانتخابات المقبلة صعبة، ويعلم الجميع أنَّها لن تخلو من مفاجآت، كما أنها ستتميز بشعارات شد الحزام والتصدي بقوة للملف الأمني، والفساد الإداري، عوضا عن شِعارات العراق الواحد، والرفاهية وغيرها، لكن لماذا تتم مناقشة قواعد الحملة الانتخابية وتنظيمها إعلامياً، وراء الكواليس؟ ما هي الدروس المُقتبسة من انتخابات 2005؟ لماذا لم يحصل أحمد جلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني وصاحب امتياز جريدة المؤتمر إلا على 800 صوت فقط؟ ما هي الدروس المُقتبسة من انتخابات مجالس المحافظات 2008؟ هل كان لوسائل الإعلام وحملات الدعاية الانتخابية دورٌ فَعَّال في زيادة فرص النجاح؟ بماذا تتمايز الحملات الانتخابية في العراق، عن أخواتها في دول العالم؟ ملايين الصور لآلاف المُرَشَّحين، ولو أنَّ كلَّ صورةٍ جلبت صوتاً، لفاز الجميع، ولكن كيف سيختار الناخبُ مُرَشَّحاً لم يرَ صورته إلا قبل الانتخابات بأيَّام قليلة؟ وكيف سختار على أساس الصورة؟ أليس الأفضل أنْ يكتب كلَّ مرشَّح سيرة ذاتية مختصرة عن حياته؟ بدلاً من ابتسامته العريضة التي تنمُّ عن وعوده البرَّاقة؟ ما هي النشاطات التي يخطِّطُ المُرَشَّح للقيام بها، أو يوصي بها أحد مساعديه، لتعريف الناخبين بسيرة المرشَّح ونزاهته وتاريخه بهدف الحصول على تأييدهم يوم الاقتراع؟ بدلاً من طبع آلاف الصور، وتوزيع الأرصدة لفريق المُشَجِّعين لإرسال رسائل التأييد للمرشَّح الفلاني، لو قام المُرشَّح بزيارات ميدانية، وجلس إلى الناس في القرى والمحلات الشعبية، واستمع إلى شكاواهم، على أنْ يسيِّطَر على نفسه ولا يطلق للسانه العَنان لإطلاق الوعود التي قد سأم منها الناس، أشدَّ السأم. حين رَفَضَ بوش الأول فكرة إلقاء خطاب تاريخي (يتضَّمَنْ سيرة الحرب الباردة ويهلِّل لانتصار قِوَى النور على الظلام، غير أنَّ بوش لم يكنْ مرتاحاً لفكرة الاحتفال انطلاقاً من عدم الانبهار بما هو درامي ومثير، قائلاً لمساعديه "لن أرقص فوق الجِدار" حتى في أثناء عمليات هدم الجدار كان مسشاره مارلين فيتزووتر قد دعا فريقاً صغيراً من المراسلين إلى المكتب بيضوي للتحدث مع الرئيس غير أنَّهم وجدوا إجاباته مُتَحَفِّظَة، خالية من العاطفة بشكلٍ غريب... وقال فيما بعد، كما لو كان يريد أنْ يُقدِّمَ تفسيراً لِمَا أبداهُ من التحفظ وضبط النفس: "ربما كان عليَّ أنْ أقدِّمَ لهم حركة كهذه" وقفزَ في الهواء مُقلِّداً حركة اللقطة الدعائية التجارية لشركة تويوتا، حيث يطير مالك السيارة الجديدة فَرِحَاً صافقاً عقبيه)ديفيد هالبرشتام- حربٌ في زمن السِّلم- ترجمة فاضل: جتكر- مكتبة العبيكان- 2003- الرياض- ص9. لكن الذي أطاح ببوش الأول رغم الانتصارات التي حققها في حرب الخليج ونهاية الحرب الباردة لصالحه، قسمه ووعده للشعب الأمريكي في حملته الانتخابية 1988(اسمعوا ما سأقوله جيداً: لن تكون أيـَّة ضرائب جديدة/ ص17). هل كان على الرئيس بوش الأول أن يرقصَ فوق الجدار كي يفوز في الانتخابات، أمْ يكفي قليلٌ من البشاشة لبثِّ روح الأُلفة والمرح بين جمهوره؟ هل على الرئيس أنْ يُطلِقَ النكات كما كان يفعل الرئيس ريغان؟ كيف سيحبُّ الشعبُ رجلاً عبوساً قمطريراً لا يضحكُ ولا يفرح ولا يبتسم؟ ونقطة الضعف التي أطاحت ببوش، أنَّهُ كان لا يمثِّلُ الأمل الذي يفتقده الشعب في تحسُّن أحواله المعيشية، وأنَّه كان مهتمَّاً بالخارج أكثر من الداخل، وعاب عليه منافسه عدم اهتمامه بالشؤون الداخلية. والذي أوصلَ باراك أوباما إلى البيت الأبيض، اكتشافه شعاراً ينتظره الشعب الأمريكي والعالم(السلام العالمي)ومن شدَّة تأثيره منحوه جائزة نوبل للسلام، وهو الذي قد تسلم كرسيه للتو.وزعيم أحد الكيانات في الموصل وَعَدَ بأنْ يجعل منها مدينةً أفضل من دبي، وسيبني مساكن للفقراء، ومترو الأنفاق، وقطارات مُعلَّقة في الهواء، وسيقضي على البطالة، لكنَّه أبداً لم يكُنْ مُقنِعاً، ولا تحدَّث عن الملف الأمني، فسيارةٌ مفخَّخة واحدة تكفي لتدمير جميع هذه الأحلام الوردية، وهكذا لم يحقِّق عدداً كافياً لمقعدٍ واحد في مجلس محافظة نينوى، وأثيل النجيفي الذي وعدَ بمدينة خالية من البطالة، يكتب رئيس تحرير جريدته (عراقيون) في افتتاحية أحد الأعداد أنَّ الموصل لا يوجد فيها بطالة، والنجيفي الذي وَعَدَ بإعادة المناطق المتنازع عليها إلى مدينة الموصل، خسر ثلث مساحة المدينة، ولم يعد باستطا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram