الندماء من الشباب الاريحية في الفقرة الاخيرة من جلستهم الاعتيادية ، يحرصون على منح احدهم صلاحيات اصدار قرارات بمنحه صفة المسؤول الاول عن الرعية ، ليعطي الهبات والهدايا والاراضي السكنية ، ثم يسدل الستار على المشهد الاخير من الجلسة بفاصل من الضحك على فقرة منح الاراضي ، لقناعة الحاضرين بان الجهات الرسمية بامكانياتها الكبيرة عجزت عن التوصل الى حلول لمشكلة السكن في العراق ، تفاقمت بشكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة ، فاضطرت الاف الاسر الى السكن في عشوائيات انتشرت باطراف العاصمة بغداد.
بانتقال العراق من النظام الملكي الى الجمهوري شكلت عشرات المنظمات والاتحادات المهنية وفرت في ذلك الوقت لاعضائها فرص اقامة دور سكنية بدعم حكومي من المصرف العقاري ، بمرور الزمن انحسر نشاط المنظمات حين تحولت الى واجهات حزبية ، تعمل بموجب مبدأ نفذ ثم ناقش ، لكن الآمال في الحصول على الارضي دفعت العاملين في مختلف الاوساط الى الانتماء لنقابات توزيع الاراضي .
يوم الجمعة تعقد النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين مؤتمرها الثاني ، منذ تشكيلها صارحت اعضاءها بانها لاتمنح الاراضي والمسدسات ، في اجتماعات التاسيس كان الراحل الاعلامي المعروف احمد المهنا يحرص مع زملائه المؤسسين عدنان حسين ، قيس قاسم العجرش ، سرمد الطائي ، افراح شوقي ، ارادة الجبوري ، مازن الزيدي ، حامد السيد وغيرهم على ان تكون نقابتهم واجهة للسلطة الخامسة ، بمعنى انها واحدة من المنظمات الساعية الى تشكل قوة ضغط على صاحب القرار من اجل خدمة المجتمع وتوطيد السلم الاهلي ، فضلا عن الحفاظ على التقاليد والاعراف المهنية للمنظمات بكل تخصصاتها .
منظمات دولية وصفت العمل الاعلامي في العراق بانه الاخطر في العالم ، بعدعام 2003 تصاعدت عمليات استهداف الصحفيين في مقدمتهم الراحل شهاب التميمي وكامل شياع وعبد الكريم الربيعي ومئات غيرهم ، لم تتوقف عمليات القتل ، على الرغم من اعلان الجهات الرسمية انها ستلاحق القتلة لكنها فشلت في الاعلان عن نتائج التحقيقات ، اغلق الملف وسجل ضد مجهول ، في هذه البيئة يصبح الحصول على المعلومة من مصادرها مغامرة محفوفة بالمخاطر ، على الرغم من وجود نص في الدستور يؤكد ويشير بشكل لايقبل اللبس بان الحصول على المعلومات حق مشروع ، مراسل قناة الحرة الفضائية بمحافظة ديالى هادي العنبكي حين كشف عن حالات فساد ، بعد دقائق من بث تقريره تلقى تهديدا فغادر مدينته ليلتحق بالنازحين ، منتظرا يوم الفرج.
مشكلة اخرى تواجه الصحفيين في العراق تتلخص بتعرضهم الى الاستغناء عن خدماتهم بقرارات مزاجية يتخذها رئيس التحرير ، قبل ان يحالفه الحظ في الحصول على تمويل من جهة ما لاصدار الجريدة، كان ابعد الناس عن العمل الصحفي ، تخصص بصنع "الدهينة" في سوق باب الدروازة ، ثم انتحل لقب الدكتور فاصبح رئيس تحرير بقوة الغاز ونابض الارجاع ودعم امين عام حزب الشباب الاريحية.
نقابة 120 ملم
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2016: 09:01 م