اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العراق يسير (نحو الأمية) وليس (محو الأمية) وخمسة ملايين مواطن مرشحون لزيادة نسبتها

العراق يسير (نحو الأمية) وليس (محو الأمية) وخمسة ملايين مواطن مرشحون لزيادة نسبتها

نشر في: 18 يناير, 2010: 06:10 م

تحقيق وتصوير إيناس طارقأسباب عديدة واجهت احمد البالغ من العمر عشرة أعوام ،جعلته يبيع علب  المناديل الورقية في احد تقاطعات شارع حيفا ، بعد ان ترك مقعده الدراسي وهو في الصف الخامس الابتدائي ،لكي يلتحق بأخيه الاكبر الذي سبقه في ترك مرحلته الدراسية المتوسطة ،
بسبب العوز المادي بعد ان فقد والده في احد التفجيرات الارهابية ، التي حصلت في منطقة الباب الشرقي عام 2007 ،حيث كان والدهما صاحب بسطية لبيع الاحذية المستعملة التي كانت تساعده على اعالة عائلته المكونة من ستة افراد ودفع ايجار غرفة صغيرة لا تصلح للسكن البشري.اسباب التسرب اسباب عديدة استشرت في المجتمع العراقي بعد حدوث الكثير من التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ابان سقوط النظام المقبور الامر الذي ،ادى الى تسرب الآلاف من التلاميذ من مقاعدهم الدراسية تارة بسبب التوترات الأمنية التي طالت البلد في عامي   2007و2008 وتارة أخرى بسبب  التهجيرات الطائفية التي ادت الى ترك الدراسة والمدرسة على حد سواء ،الأمر الذي اثر سلبيا على الوضع العلمي للطالب وبدلا من ان يكون طالبا للعلم اصبح البعض منهم طالبا للعمل في ورشات الحدادة والنجارة او يحجز مكانا في اقرب اشارة مرورية تقع قرب مكان سكناه  . واحمد وأخوه من بين الكثير من التلاميذ  الذين أصبحوا ضحايا الفقر والبطالة ليلتحقوا بسرب الأميين ويقضوا بقية حياتهم يعانون من تخلف علمي وثقافي وحضاري.rnآراء مختلفة يقول خلف زيدان مدير مدرسة الجزائر الابتدائية المختلطة الواقعة في منطقة الكاظمية ، هناك اسباب عديدة تؤدي الى تسرب الطلبة من المدرسة اهمها عدم تشجيع الاسرة ، على مواظبة الطفل في المدرسة فضلا عن عدم اعطاء المعلم حرية التعريف التام داخل المدرسة ،من قبل الادارة  وكانه جاء ليؤدي واجبه فقط مقابل حصوله على اجر نهاية الشهر  ، وهذا الامر يجعل العلاقة بين المعلم والأستاذ ضعيفة جدا ما يؤثر ذلك سلبيا دون شك على استيعاب الطالب الدروس المدرسية .أما سناء محمد معاونة في مدرسة الخضراء  الواقعة في منطقة حي العدل فتقول، مع الأسف غالبية الأعذار التي تؤدي الى تسرب التلميذ تجير إلى الإدارة المدرسية وكادرها التعليمي بغض النظر عن الوقوف عند رغبة الطفل في الذهاب الى المدرسة ، إضافة الى غياب التعاون بين إدارة المدرسة وأولياء أمور التلاميذ في جميع المراحل الدراسية ، فالتعاون والتواصل بين البيت والمدرسة مطلوب باستمرار فليس فقط ذهاب التلميذ الى المدرسة دون رقابة ومتابعة فهذا وحده غير كافٍ ولا يمت للواقع العلمي والتربية الصحيحة لتجاوز الازمات التي تواجه الطرفين ، لكن مع الاسف هذا  غير موجود حاليا اي التواصل والاتصال بين ادارات المدارس واولياء امور التلاميذ .فيما  اعربت امل صالح ام لثلاثة اطفال ، يشغلون مقاعد دراسية لمختلف المراحل  ، عن امتعاضها من المناهج المدرسية اذ قالت: ليست هنالك دراسات او أبحاث جدية تعنى بشأن المناهج التي تدرس للطلاب في المراحل الابتدائية  بشكل عام، فضلا عن عدم إمكانية المعلم في استيعابه المادة، فكيف يمكن ان يفسر ان يقف معلم ويدرس طلاب  صف خامس ابتدائي  مادة الرياضيات ويقف حائرا أمام تلميذه لا يعرف كيف يحقق في  ناتج  العملية الحسابية ، فكيف يمكن للطلاب استيعاب الدروس بهذه الطريقة الخاطئة ، وجميع رغبة الدراسة وحب المدرسة في ظروف كهذه فضلا عن التوترات النفسية والأمنية والاقتصادية تصب في مصب واحد هو عدم التركيز على الدراسة وكان العلم أصبح شيئا ثانويا  والمستحصل النهائي من الدراسة ، شهادة تعلق على الحائط للذكريات.   rnوزارة التربية يقول وكيل وزارة التربية نهاد الجبوري ، بالنظر إلى المشكلات التعليمية  الحالية والمرتبطة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي و الأمني  فإن العملية العلمية الحالية  تزداد   تعقيداً، إذا ربطنا ذلك  بالمتغيرات  الحاصلة في البلد بعد عام 2003 ،وما أفرزته من تحولات على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي التي رمت بظلالها على الواقع التعليمي العراقي ،و التحولات السريعة التي شهدها المجتمع العراقي من حيث التوترات الامنية والتهجيرات الطائفية ادت كثيرا الى زيادة نسبة التسرب بين الطلاب بشكل كبير جدا ومقلق في الوقت نفسه، هذه العوامل أدت الى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لبعض العوائل ما حدا بها الى إجبار أبنائهم على ترك المدرسة والنزول الى ساحات العمل المختلفة ، خصوصا اذا علمنا ان غالبية التلاميذ المتسربين من المدارس هم من المرحلة الابتدائية وتحديدا في الصف الخامس الابتدائي  لصعوبة المنهج وهذه حقيقة لا تخفى عن الكوادر التعليمية ويمكن ملاحظة غالبية التلاميذ المتسربين من المدرسة هم في تلك المرحلة وهناك دراسات وإحصائيات تؤكد ذلك ، لذلك  أصبحت هذه الظاهرة  خطيرة جدا في السنتين  الأخيرتين 2007 و2008و ازدادت عما كانت ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram