قال دبلوماسيون إن مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا عقدوا محادثات في جنيف قبل اجتماع للأمم المتحدة يوم امس الجمعة ، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سوريا.بينما طالبت واشنطن أنقرة بوقف القصف العسكري عبر الحدود والحد من التوتر في شمال سوري
قال دبلوماسيون إن مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا عقدوا محادثات في جنيف قبل اجتماع للأمم المتحدة يوم امس الجمعة ، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سوريا.بينما طالبت واشنطن أنقرة بوقف القصف العسكري عبر الحدود والحد من التوتر في شمال سوريا .
وأضاف الدبلوماسيون ، أن الاجتماع الثنائي الذي لم يُعلن عنه مسبقاً، يهدف إلى تضييق الهوة بين مواقف البلدين قبل أن ترأسا اجتماعاً للأمم المتحدة عن هذه المسألة، وأحجموا عن ذكر التفاصيل. وقال دبلوماسي قريب من العملية «الفكرة من المسألة برمتها هي أن تكون لروسيا والولايات المتحدة وجهة نظر مشتركة». قال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه من حق الحكومة التركية حماية مواطنيها من الهجمات الإرهابية التي تقع على أراضيها.
غير أن المسؤول الأميركي أكد أن موقف الولايات المتحدة لم يتغير بعد، داعيا تركيا إلى وقف القصف العسكري عبر الحدود، وذلك في محاولة للحد من التوتر في منطقة شمال سوريا ، وأوضح كيربي في تصريحات صحفية، أن الولايات المتحدة ترغب في وضع حدٍ للتصعيد في الوقت الذي أشار فيه إلى ضرورة إبداء وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في شمال سوريا ضبط النفس.ووصف الهجوم الذي وقع في أنقرة بأنه عمل إرهابي غير مقبول. إلا أنه قال إنه ليس في وضع يسمح له بتأكيد أو نفي الاتهامات التي وجهتها الحكومة التركية في ما يتعلق بمن هو المسؤول عن تنفيذ هذا الهجوم، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.
وفي ردٍّ تركي ،دعا وزير خارجية تركيا مولود جاوش أوغلو، الولايات المتحدة الأميركية إلى قطع روابطها مع الأكراد، مؤكدا أنه من الضعف اللجوء إلى مثل هذه الجماعات لمحاربة تنظيم داعش. وقال جاوش أوغلو - خلال زيارة رسمية لتبليسي عاصمة جورجيا - اتهامه للولايات المتحدة بالإدلاء بتصريحات متضاربة بشأن وحدات حماية الشعب الكردي السورية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه من الضعف اللجوء لمثل هذه الجماعات لمحاربة تنظيم "داعش". وأضاف جاوش أوغلو "أن اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة داعش في سوريا، هو قبل كل شيء دلالة على الضعف، والكل يجب أن يوقف هذا الخطأ، خاصة حليفتنا الولايات المتحدة، يجب أن توقف هذا الخطأ فوراً".
في غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المدفعية التركية قصفت مناطق في محافظة حلب، يسيطر عليها الأكراد، في تحرك عسكري هو الأعنف منذ بدء عملياتها العسكرية في شمال سوريا.واستهدفت المدفعية التركية مساء الخميس مناطق توجد تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب السورية في قصف هو الأعنف منذ بدأت تحركها عسكريا ضدهم في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "المدفعية التركية تقصف مناطق سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي منذ خمس ساعات من دون توقف".وأضاف أن القصف التركي لم يقتصر هذه المرة على مناطق سيطرت عليها قوات "سوريا الديمقراطية" حديثا، وإنما مناطق الأكراد في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي التي تُعرف بمقاطعة عفرين. وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها القصف التركي مدينة عفرين، حيث قُتل مدنيان.ولفت إلى إصابة 28 آخرين بجروح جراء القصف التركي، والعدد مرشح للارتفاع.
في الأثناء ،أخبرت الولايات المتحدة روسيا بمكان وجود الكوماندوز الأميركي في سوريا.وكشف جنرال أميركي للصحفيين أن الولايات المتحدة أخبرت روسيا بمكان وجود القوات الأميركية الخاصة (الكوماندوز) التي تشارك في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا. وقال الجنرال تشارلز براون، مسؤول القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) عن عمليات القوات الجوية، إن الولايات المتحدة فعلت ذلك حرصا على المحافظة على سلامة العسكريين الأميركيين، لأن القوات الجوية الروسية مثل القوات الجوية الأميركية توجه الضربات لمواقع "داعش".
يأتي ذلك فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي في خطاب وجهه إليه، هذا الأسبوع، من أن الأوضاع الحالية في سوريا تجعل "من الصعب للغاية" تصور نشر مراقبين تابعين للمنظمة الدولية للإشراف على وقف إطلاق النار. وكتب بان كي مون في خطابه أن "الخيارات الحالية تتمثل في: مراقبة تقوم بها أطراف سورية محلية (الحكومة والمعارضة غير المسلحة والمجتمع المدني) أو مراقبة فعلية من جانب أطراف محلية بدعم دولي غير مباشر أو عن بُعد.. أو مراقبة فعلية مباشرة تقوم بها أطراف دولية.. أو مراقبة فعلية مباشرة تتولاها الأمم المتحدة". في غضون ذلك نقلت صحيفة سويدية عن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قوله إن استئناف محادثات السلام السورية يوم الخامس والعشرين من فبراير/شباط الجاري ليس واقعياً. وقال دي ميستورا لصحيفة "سفينسكا داغبلادت"، إنه لا يستطيع في الواقع إرسال دعوات لمحادثات جديدة في جنيف في ذلك اليوم، لكنه ينوي القيام بذلك قريبا. وأضاف دي ميستورا: نحتاج إلى عشرة أيام للتحضير، وقال محذراً من أن "المحادثات لا يمكن أن تكون ناجحة، إلا إذا استمر إرسال معونات الإغاثة وأصبح في إمكاننا وقف إطلاق النار".وكان دي ميستورا قد علق الجولة الأولى من المحادثات في الثالث من فبراير/شباط، منوِّهاً بوجود حاجة إلى المزيد من العمل من جانب القوى الكبرى التي ترعى المحادثات.