رفضت فرنسا وأمريكا مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن، والذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا من دون أن يسميها، وحمّل السفير الفرنسي في الأمم المتحدة موسكو مسؤولية التدهور الخطير في سوريا.وكانت روسيا تأمل من الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الحصول
رفضت فرنسا وأمريكا مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن، والذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا من دون أن يسميها، وحمّل السفير الفرنسي في الأمم المتحدة موسكو مسؤولية التدهور الخطير في سوريا.
وكانت روسيا تأمل من الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الحصول على التأييد الدولي لمشروع قرارها الرافض لأي تحرك عسكري تركي داخل الأراضي السورية.وقال فلاديمير سفرنكوف نائب المندوب الدائم لروسيا في الأمم المتحدة "نحن نطالب أن تتوقف جميع الأطراف عن التدخل في الشأن الداخلي السوري".أما مندوب تركيا الدائم فأكد أن أول الأطراف التي يجب أن تتوقف عن التدخل هي روسيا، وأن حكومته لن تتردد في استخدام حق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي في حماية أراضيها وشعبها والتصدي للنيران التي تطلق على أراضيها من داخل الأراضي السورية.وصرّح يسار هاليت سافيك - مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة: "في هذه الحالة لا توجد هناك أي حاجة لتدخل حلف الناتو فنحن لم نتقدم للحلف بأي طلب للتدخل، ولكنهم يراقبون عن كثب ونحن نعلمهم بما يدور من تطورات أولا بأول".فيما جاءت ردود فعل معظم الدول الأعضاء في المجلس عكسية تماما لما كانت تأمله موسكو، إذ طالب كثيرون بالتطبيق أولا وقبل كل شيء للقرار 2254 الداعي إلى وقف إطلاق نار فوري في سوريا.وقالت سمانثا باور - المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة "توجد حملة قصف في شمال سوريا دمرت المستشفيات وشردت 70 ألف مدني ودفعتهم للتجمع على الحدود بمعاناة كبيرة".أما بريطانيا، فكان لها موقف مطابق للموقف الأمريكي، فيما ألقت فرنسا بالمسؤولية كاملة على عاتق حكومة النظام السوري وحلفائه.وفي مؤشر إلى وجود انقسامات عميقة بين أعضاء الحلف الأطلسي حول سورية، صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للأميركيين والغرب. وحذر في اتصال هاتفي الرئيس الأميركي باراك أوباما من أي دعم جديد لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف تفجير أنقرة الذي حصد 28 قتيلاً ليل الأربعاء. كما هدد بإغلاق قاعدة «إنجيرلك» التي يستخدمها سلاح جو الجيش الأميركي نقطة انطلاق لقصف مواقع المتشددين في سوريا.من جهته ،قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه يدعم حق تركيا في الدفاع عن نفسها.وعبر له في المكالمة الهاتفية، التي دامت ساعة و20 دقيقة، عن قلقه من تقدم "وحدات حماية الشب الكردية" شمالي سوريا.ودعا أوباما القوات الكردية إلى عدم استغلال الوضع والسيطرة على المزيد من المواقع قرب الحدود التركية.كما حث تركيا على ضبط النفس والتوقف عن قصف المنطقة بالمدفعية.وكان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض قد قال إن مسلحين تدعمهم الولايات المتحدة بمن فيهم وحدات حماية الشعب الكردية سيطروا الجمعة على بلدة الشدادي الاستراتيجية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا من ايدي مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.وتأتي "السيطرة" على الشدادي بعد مضي 3 أيام على انطلاق هجوم جديد ضد التنظيم تقوم به "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة بغطاء جوي أمريكي.ومن شأن "السيطرة" على الشدادي المساعدة في عزل مدينة الرقة عاصمة التنظيم في سوريا.ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رامي عبدالرحمن مدير المرصد، ومقره بريطانيا، قوله إن "الاستيلاء على الشدادي تعد ضربة معنوية قوية" للتنظيم.وأضاف "رغم أن التنظيم ما زال يسيطر على العشرات من القرى في المنطقة، فإن قوات سوريا الديمقراطية" قد سيطرت على المزيد من القرى والأراضي الزراعية في الأيام الماضية".وكانت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تضم أيضا قوى عربية مثل "جيش الثوار"، قد سيطرت على مساحات من الأراضي من أيدي تنظيم داعش العام الماضي.وبدأت الضربات الجوية الروسية في سبتمبر أيلول لإنقاذ قوات الحكومة السورية بعدما ظلت المعارضة المسلحة تحقق المكاسب لأشهر. وأدت الضربات إلى تحويل دفة الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.