تَستَهِل اتحادات الكرة في آسيا حملة التأهل الى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2018 بهدوء وبرمجة واقعية لتحضير اللاعبين ودخولهم الجولتين الأخيرتين بثقة كبيرة واستعداد نفسي عالٍ، إلا اتحادنا، فإنه يُمهد طريق الأسود لمباراتي تايلاند وفيتنام المصيريتين بأزمة قائمة علوان المُسرّبة الى الإعلام من دون علم بعض اعضاء الاتحاد لتتصاعد لغة التهديد بين اطراف بارزة للإطاحة بالآخر في مشهد يُنذر بالتشاؤم من رحلة المنتخب الوطني الى طهران.
لفتنا انتباه الاتحاد سابقاً في أكثر من قضية ساخنة شكلت محور جدل الوسط الجماهيري عنها بخصوص إقحام رئيس الاتحاد وأعضاء آخرين أنفسهم في مسألة إعداد المنتخب وصلاحية المدرب والتصريحات المُتضاربة في جميع وسائل الإعلام طمعاً ببصيص ضوء هنا وهناك حتى خُيّل للمتابع أن هذا العضو أو ذاك لديه الوصاية لإدارة شؤون لاعبي الفريق الأول، بينما واجبات لجنة المنتخبات في جميع اتحادات العالم هي صاحبة التصرّف المُطلق بالمنتخب وأي عنصر مرتبط به كي يُتِمَّ المُهمّة الموكلة اليه، ومن ثم يأتي دور مجلس إدارة الاتحاد في تقييم المشاركة ودراسة اسباب الإخفاق أو الثناء على نجاح منتخبنا في الذهاب الى الدور الحاسم بجدارة.
لا شك أن غياب أصول العمل الإداري المحترف يُسقط رئيس وأعضاء اتحاد الكرة في وحل مناكفة تثير الإزدراء، ووصل الأمر حدّ الاستهتار بقيمة الإجراءات الناجمة عن مشاورات مدرب المنتخب الوطني مع اعضاء لجنة المنتخبات وما يتمخض عنها من استدعاء اللاعبين للمُهمة ، أن عدداً من وسائل الإعلام يتسابق لعرض قصاصات من قائمة اللاعبين بخط يد عضو الاتحاد أو المدرب نفسه حتى لو كانت أولية! في دلالة قاطعة على فوضى العمل في الاتحاد وعدم احترام التقاليد المتعارف عليها في هكذا أمور، إما إقامة مؤتمر صحفي للمدرب والمشرف على المنتخب أو تعميم بيان من اللجنة الإعلامية للاتحاد في توقيت مناسب يكشف عن الأسماء المدعوّة لخوض أول وحدة تدريبية استعداداً للتصفيات.
إن عدم تفعيل الصلاحيات واحدٌ من أبرز سلبيات اتحاد الكرة الحالي، ففي كل مرّة تعود بنا الأزمات الى المربع الأول لنُطالب رئيس لجنة المنتخبات فالح موسى بدور فاعل للدفاع عن لجنته التي تتعرض للانتهاك عَلناً تحت شتى المبررات، فيجب أن يعي رئيسُ الاتحاد وأيُّ عضوٍ آخر أن مكتسبات الانتخابات وأهمية منصب كل منهم لا تبيح التفرّد والتحكّم بلجان الاتحاد لاسيما قضية بحجم تحضير المنتخب الوطني لاستحقاق مونديالي قريب، فتأثير ذلك يُربك حسابات المدرب وملاكه المساعد واللاعبين، ويُثير الانقسام بينهم على خلفية إبعاد نجوم مُهمين يحتاجهم المنتخب لاسباب لا ترتبط بمستواهم الفني ومتطلبات المراكز، بل قِصاصاً على مواقف سابقة أو تصرّفات تم الاعتذار عنها وأنتهت في حينها.
لم يزل الوعاء الزمني قبل تجمّع لاعبي المنتخب للسفر الى إيران يوم 15 آذار المقبل مُهيئاً لتنقية الأجواء وتهدئة النفوس والابتعاد عن الإثارة الإعلامية والاستهدافات الشخصية، فاستقلالية لجنة المنتخبات والتنسيق مع مشرف المنتخب والملاك التدريبي كفيل ببسط مستلزمات إنجاح رحلة الأسود، مع ضرورة التنبيه الى أن مباراة سوريا المؤمّل إقامتها يوم 18 الشهر نفسه لن تكون ذات جدوى في ظل التحاق سبعة لاعبين اساسيين قبل 24 ساعة فقط بعد إدائهم الإلتزام القاري مع فريقيهما نفط الوسط والقوة الجوية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكي تكون مشاركتهم مع زملائهم مُلبية فعلاً لطموحات يحيى علوان الساعي لتعزيز تشكيلته المثالية قبيل توجهه لتحقيق آمال ملايين العراقيين في 180 دقيقة حافلة بالمفاجآت.
لا وصاية على الأسود
[post-views]
نشر في: 20 فبراير, 2016: 09:01 م