TOP

جريدة المدى > عام > فيصل لعيبي:انا رسّام ينتمي لمجتمع يمتلك تراثاً هائلاً من الحضارات البشرية المثيرة للعجب

فيصل لعيبي:انا رسّام ينتمي لمجتمع يمتلك تراثاً هائلاً من الحضارات البشرية المثيرة للعجب

نشر في: 22 فبراير, 2016: 12:01 ص

يرى انه يمكن التعرف على التجريد كشكل من أشكال التعبير التي توصل لها غيرنا
 
تخرج من معهد الفنون الجملية في بغداد في أواخر الستينات، ثم أكمل دراسته في مدرسة خريجي الفنون الجميلة في باريس وجامعةالسوربون.اربعة عقود قضاها في اوروبا منذ ان لجأ اليه

يرى انه يمكن التعرف على التجريد كشكل من أشكال التعبير التي توصل لها غيرنا

 

تخرج من معهد الفنون الجملية في بغداد في أواخر الستينات، ثم أكمل دراسته في مدرسة خريجي الفنون الجميلة في باريس وجامعةالسوربون.اربعة عقود قضاها في اوروبا منذ ان لجأ اليها من قمع النظام السابق ، استطاع خلالها استشفاف وفهم فرادة حضارة ما بين النهرين وتراثها القديمين في مجمل الحضارات العراقية التي سبقت دخول الإسلام.وكان لذلك الأثر الكبير في صقل ماهية لوحاته وتوجاهاتها .

القسم الاول

منذ معرضه (النساء والشاعر) الذي اقامه عام 1972 في بغداد ، وحتى معرضه الاخير (المسرات والأوجاع) الذي اقامه في دبي.. استعرض لعيبي اعماله في اكثر من 40 معرضا شخصيا ومشتركا في المملكة المتحدة وبرلين واوسلو وباريس وروما والجزائر والبحرين والكويت وغيرها من العواصم.
عمل في الصحافة العراقية من 66 - 1974 وكان من المؤسسين لعدد منها مثل (الف باء) و (مجلتي) ،و اصدر مع مجموعة من المثقفين العراقيين في لندن: (المجرشة ) وهي جريدة فكاهية، نقدية، ساخرة  وكان مؤسسا  او محررا لها في لندن.
يعيش الان ويعمل كرسام في العاصمة البريطانية منذ عام 1991.
"المدى" التقته في هذا الحوار للوقوف على تجربته التي تمتد لنصف قرن من الزمن. انه الفنان فيصل لعيبي:
* "النساء والشاعر" كان بداية محاولاتك بالتجريب على البيئة والموضوع والاسلوب المحلي .. هل لنا ان نعتبره تأسيسا للأسلوب الذي نهجت عليه؟
- شكراً للمدى على هذا التوجه في حوارها مع العاملين في الحقل المعرفي والإبداعي العراقِيَيْن. بالنسبة لمعرض ( النساء والشاعر- 1971 ) عن قصيدة امرئ القيس " قفا نبكِ"  ، فهو ينطوي على هدفين، كلاهما عمّقا فيَّ الشعور بالذات والبحث عنها معاً. فقد كان الرسم المدرسي غير كافٍ لاستيعاب الجماليات التي كنت أفكر بها وقتها. ومحاولتي  تلك ، قد تأثَرَتْ بما طرحته جماعة بغداد للفن الحديث من مفاهيم ورؤى وكذلك من أشكال للتعبيرعنها. وفيها شيء من المنمنمات الهندية والفارسية، إذ لم اكن مطلعّاً على الرسم التركي وقتها، وهناك تأثيرات الفنان الفرنسي الشهير أنغر عليَّ أيضاً ، حيث كنت متأثراً برسومه التخطيطية الرائعة ولا ازال.
الحقيقة الثانية التي جعلتني أفكر بمثل هذه الإشكالية هي ان ما نتعلمه في المعهد والأكاديمية ، لا يتعدى المنهج الغربي في الرسم، من هنا ذهبت الى المتحف العراقي القديم  أفتش عن حلول من خلال أعمال اجدادنا القدماء والى رسوم الواسطي و المنمنمات الفارسية والهندية في الكتب المطبوعة ، والتمعن في تصورهم  لحياة الناس وعلاقاتهم وطرق التعبير عنها. كنت منجذباً ولا أزال لطريقة المشهد الشامل والعام للموضوع - النظرة البانورامية  - .
كان الخالد جواد سليم قد درس الواسطي وعَمَلَ أيضاً كمُرَمِمٍ للآثارِفي المتحف القديم. فلاحظ الفروقات التي تتميز بها أعمالنا الفنيّة السابقة، عما يراه في حركة الفن الغربي المعاصر، التي هيمنت على المشهد  التشكيلي العالمي قاطبةً ، ولهذا وبعد مساءلة نقدية لما كان سائداً، قَرَر أن يخوض مع صحبه تجربة التعبير عن الحسِّ المحلي، والشخصية  الفنية الوطنية، ورغم انه كان في كلمته التي افتتح بها معرض جماعة بغداد الأول،عام 1951 قد انتقد الجمهور، الذي لا يتعدى ذوقه الى أبعد من الاستماع الى : " أغاني فريد الأطرش، ويريد من الفنان أن يرسم له منظر الغروب ويكتب تحته : منظر غروب أيضاً" ، لكنه ويا للمفارقة ، كان يسير على خطا فريد الأطرش نفسها ، حيث كان هم فريد لا يختلف عن هم جواد وهو كيفية التعبير بواسطة فنوننا المحلّية عن العصر، دون ان نفقد شخصيتنا.  وهي أعمال مشبعة بالمحلّية وبالموضوع العراقي . فمعرض "النساء والشاعر"  هو محاولة أزعم  أنها تدخل ضمن تلك المحاولات، ولم اكن وحدي في هذا المجال، إذ سبقني فنانون كبار ومهمون في حركتنا التشكيلية العراقية . وقد تطور عندي مفهوم الشكل والمضمون، حتى أصبح صعباً عليَّ التفريق بينهما.  فهل نجحت . هل كانت قفزة في الهواء؟؟ هذا متروك لعين الناقد ومؤرخ الفن وعالم الجمال عندنا.
* في الوقت الذي اتجه الكثير من الفنانين الى التجريد رغم ان التشخيص لم يشهد اي غياب في الحياة التشكيلية ، نراك متمسكا بالتشخيص وشحن لوحاتك بالدراما إن صح التعبير.
- حول التجريد والتشخيص، هذه إشكالية حقيقية وتكشف درجة هيمنة  الحركات الفنية الأوروبية على مصائر الحركات الفنية في العالم وعالمنا الثالث بالخصوص ومن أقصى الشرق الى أقصى الغرب ومن الشمال الى الجنوب. وهو مؤشر على فقداننا للهوية وعدم وعينا لذاتنا الحقيقية. نحن نستخدم الثقافة الأخرى كما لو انها من إنتاجنا المحلي ونوطن بنفس المفاهيم والمعاني، وهنا علي الاستدراك في أني لا اقصد التجارب الجادة والمسؤولة  لفنانينا الأجلاء، في بحثها عن شخصيتها وفرديتها معاً وإنما الموجة السائدة عموماً.
الفن لغة مثل بقية اللغات وله قواعد واصول، فالشاعر الذي لايعرف قواعد النحو سوف لن ينتج قصيدة جيدة تمتلك بلاغتها الخاصة، كما انه غير قادر على تصور الموضوع إن لم يكُ يملك مخيلة غنية ومليئة بالصور والإيحاءات الخلاّقة. وهذا ينطبق على التشكيل بكل أنواعه. ان التجريد حركة ظهرت في عشرينات القرن الماضي وما انتشارها في خمسنيات وستينات القرن الماضي في الولايات المتحدة بالتحديد – جاكسون بولوك الذي يعتمد  في رسومه على الصدفة ومارك روثكو الذي يعتمد على الصمت -  سوى محاولة من الأمريكان لامتلاك فن خاص بهم، ليست له علاقة بثقافة وفن القارة العجوز، كما تسمى اوروبا عندهم حالياً. وقد اسْتُخْدِمَ فن التجريد هناك كجزء من  أسلحة الحرب الباردة بين السوفيات والولايات المتحدة.
يمكن التعرف على التجريد من باب الاستفادة منه كشكل من أشكال التعبير التي توصل لها غيرنا، اما ان نقوم نحن بإعادة إنتاجه وفرضه بعد ذلك على أنه آخر ما تفتق عنه الفكر الجمالي في العالم، فهذا هراء وعدم فهم لطبيعة القضية برمتها.
التجريد باختصار، أسلوب من اساليب الفن الغربي للخروج من ازمة  الركود الذي صاحب الفن هناك، عند نهاية القرن التاسع عشر. فلولا محاولات بابلو بيكاسو وجورج براك وكاندينسكي وكازميرمالِفتش ومارسيل دو شامب ، صاحب المبولة الشهيرة  ومودلياني وقبلهم مدرسة فيينّا التي برز منها كوستاف كلمنت وإيكون شيليه وغيرهم ، لما تحقق للفنان الغربي هذا التنوع والاتساع والحرية المطلقة التي يتمتع بها اليوم. كانت محاولات هؤلاء، تدخل ضمن تفكيك الفكر الجمالي الغربي التقليدي وتدمير القناعات السائدة والأحكام الثابتة له، وليس بالضرورة الأخذ بها كوصايا مقدسة لا يمكن معارضتها من قبل الأفكار الجمالية الأخرى لدى بقية ثقافات الشعوب الأخرى. ان هذه التفكيكية تساعدنا  كمفاهيم ربما، في التخلص من بعض التقاليد التي لم تعد مناسبة،  لكنها – أي التفكيكية - على مستوى الأشكال  قد لا تصح لبلد مثل العراق، يملك من الثروة الجمالية والتقنية الفنية ما يفي بالغرض من اجل تطوير أشكالنا التقليدية، طبعاً هناك من نظّر للتجريد العربي او الإسلامي – أعمال الفنان جميل حمودي  في الأربعينات والخمسينات -  لكن منطلقات هذا التجريد تختلف عن منطلقات التجريد الغربي وهذا ما يجب إدراكه لتجنب حالة الببغائية التي تعم مختلف شؤون الفكر الفني عندنا. وبمناسبة الفكر الجمالي او الفني، فأنا اجد ان أستاذنا الجليل رفعة الجادرجي قد ساهم مساهمة هامة في تشخيص نواقصنا وتحديد الكثير من عوامل النهوض لدينا، وقد كتب عدة كتب في هذا الموضوع ،و آخرها كتاب ( دور المعمار في حضارة الإنسان)، الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت في العام الماضي ، الى جانب كتابات محمود صبري وشاكر حسن قبل تحولهما ، الأول نحو المادة والثاني نحو الله.  اما الحس الدرامي كما ذكرت، فهذا جزء من شخصيتنا، والتي رافقتها الدراما منذ بكاء جلجامش على خلِّهِ انكيدو واكتشاف المأزق الوجودي للإنسان مبكراً.  هل تجد لدى شعوب الأرض قاطبةً عادة مثل عادة السيرعلى الأقدام  من البصرة او العمارة نحو مرقد ديني يقع على بعد 350 كيلو مترمن مناطق سكناهم كما تجدها عندنا ؟. هنا يكمن سر الدراما الممتدة من سومر الى كربلاء ومنها الى هذ اللحظة التي نعيشها، فتاريخنا مليء بالفواجع.
خذ هذه القطعة المؤثرة من الأدب السومري :
مناحة على خراب مدينة اور
" يا أبانا نانّا ، لقد حلّ الخراب في تلك المدينة ...
أشلاء ابنائها، وليس كسر الفخار تبعثرت شذر مذر في احيائها ؛
اسوارها تهدمت ؛ ابناؤها ينوحون.
في مداخلها الفسيحة، حيث كانوا يتنزهون، ترامت جثث الموتى.
في شوارعها ، حيث كانت تقام الاعياد ، تبعثروا أشلاء.
في كل طرقاتها ، حيث كانوا يتنزهون ، ترامت جثث الموتى.
في أبهائها . حيث كانت تقام المهرجانات ، تتكدس الجثث ركاماً.
أور - التي هلك ضعفاؤها واقوياؤها من الجوع ؛
الامهات والآباء ، الذين لم يبرحوا منازلهم اتت عليهم النيران ؛
الاطفال راقدون في حضن امهاتهم،
وقد جرفتهم المياه مثل السمك ؛
في المدينة ، هُجرت الزوجة ، وهُجر الابن ،
وتبعثرت المقتنيات هنا وهناك .
يا نانّا ، لقد حلّ الدمار بأور ، وتبعثر أبناؤها شذر مذر."1
* بعد مسيرة 50 عاما.. تبدو وكأنك تعمل في لوحة واحدة:  الشكل، الموضوع حتى الوجوه.. واحدة.. ومشاهد من الحياة الشعبية العراقية يذكرنا بأسلوب الجداريات المكسيكية الكبيرة والتركيز على شخصياتها اليومية كالحلاق والبقال وعامل المقهى والخياطة وبائعة الباقلاء وغيرهم. الى اين يريد ان يصل فيصل لعيبي في ذلك وما فلسفتك تجاه هذا الموضوع؟
- انا رسّام  انتمي لمجتمع معين له متطلبات محددة وواضحة، ويملك تراثا هائلا من الحضارات البشرية المثيرة للعجب والتساؤل. كما أني اعتبر نفسي من ضمن الفنانين الذين يعتقدون برسالة الفن الإنسانية، وعلاقتها بهموم الناس وأسئلة الفكر البشري المصيرية. وحسناً فعلت عندما احلت اعمالي الى نماذج الفن المكسيكي الباهرة.  وهذا إطراء لي فعلاً مع الفارق طبعاً بين التجربتين ، تجربتي  البسيطة والمتواضعة وتجربة عباقرة الفن في المكسيك. واستناداً الى ما ذكرته في الجواب الأول، فقد تبين لي وانا في باريس أن دراساتي الأولى في المتحف العراقي القديم والمنمنمات الفارسية والهندية الى جانب رسوم الواسطي المذهلة، لم تكُ كافية. فقد أعطاني الملك الجميل والجليل كوديا  حاكم لكش والرابض في القاعة السومرية في متحف اللوُفر الحل الأقرب الى ذهنيتي وميولي التشكيلية والبصرية والتقنية. ومنه  ومن دودو الكاتب بدأت أشكل الشخصيات التي ستشاهدونها في المواضيع التي اهتمت بأصحاب المهن والحرف التي أخذت تنقرض من عالمنا الجميل وكذلك لتاكيد الموضوع العراقي الخاص، أي عرقنة اللوحة وتحديد هويتها الفنية. اما المقاهي فقد كانت قطعة  النحت البارز على الخشب للفنان الراحل الكبير محمد غني حكمت عن المقهى ، هي الملهم الرئيسي لمواضيع المقهى العراقية في أعمالي المتكررة عنها. فأنا ،كما احسب، امتداد لتقاليد السلف الصالح في الفن العراقي الأصيل والتي تركها لنا روادنا الأفاضل.
لقد أصبح الشغل الشاغل للعديد من فناني ما بعد الرواد و همهم الأرأس هو درجة تطابقهم مع ما يجري في الغرب من تجارب، مع إهمال غير مبرر وغريب للموضوع العراقي الأقرب لهم  والأكثر أهمية على المستوى النقدي والتاريخي والجمالي. كانت عقدة الهرولة وراء الآخر، أحد امراض الثقافة في عالمنا العربي، واعتباردرجة تطابقنا مع منجزاته ، دليل على معاصرتنا وحداثتنا وربما طليعيتنا، حسب ما يظن هؤلاء، في الوقت الذي يشي هذا بدرجة تبعيتنا وهزال مساهمتنا في الهم التشكيلي والفني المطلوب فعلاً. لا أريد الإسترسال هنا، حتى لايظن البعض  بأني معادٍ للتطور والتغيير، ولكني فقط أشير الى الوضع العام والمهيمن على فكرنا الجمالي ومشروعنا التشكيلي وربما الحضاري برمته ، نتيجةً لهذه التبعية .
لماذا الحلاّق ؟ ان موضوع الحلاّق مثلاً ، ليس تسجيلاً لمشهد يومي عراقي عادي وعابر كما يظن البعض، بل استعادة لعالم كامل من الصور والذكريات ولكل منا ذخيرته الغنية عنه ، رائحة الكولونيا التي ستسكب بعد قليل على رقابنا والبودر وعطره النفّاذ ، الجروح التي يتركها موس الحلاّق ،المرآة وصورتنا فيها، الشعور بالنظافة  والانتعاش والراحة بعد انتهاء الحلاقة، الصور الجميلة المعلقة على جدار المحل، المروحة وادوات الحلاقة المتنوعة، المجلات والصحف المركونة هنا وهناك،  طابور الإنتظار الجالس، ليأخذ دوره بعدك. واشياء لا حصر لها. قد  ترد علي وتقول ان هذا غير موجود في اللوحة، لكني متيقن من استذكارها عند النظر  الى اللوحة.  هنا تكمن اهمية الموضوع وطريقة عرضه وقيمه الرمزية وتأويله ومحليته. هل فشلت في التعبير عنها هنا. هذا متروك لغيري، ولكني متأكد من سعادتي ونشوتي وسروري، خلال عملي بمثل هذه اللوحة. وهذا يكفيني ويشبع طموحي الذي أبغيه ومرادي الذي اسعى إليه كرسام.
* الصحافة و(المجرشة) تحديدا كيف تولدت فكرة اصدارها.. وهل كانت لصدورها ضرورة ما ..وهل انتفت الحاجة اليها الان؟
- المجرشة ! ؟  هي جريد ساخرة وجادة في سخريتها ، أي انها ضحك كالبكا كما عبر أبو الطيب المتنبي  ذات مرة عن خساراته ومراراته. وقد استقر الرأي على أصدارها عام 1992 وصدرت في تموز من نفس العام .وانا وقتها لا املك فلساً واحداً ، ولكن، ويا للمصادفة فقد بعت عملاً من اعمالي المرسومة حينها، وكان ثمنه كافياً لإصدار ثلاثة أعداد منها، ومن ثم دعمها القراء، واستطيع الإدعاء بأنها الصحيفة الوحيدة التي عاشت من خلال  بيعها وتبرعات القراء الكرام لها  وليس من مصادر مجهولة ومشبوهة، كمعظم صحف المعارضة آنذاك التي كانت توزع مجاناً على العراقيين.  وقد ساهم فيها العديد من كتابنا الأفاضل ومثقفينا وسياسيينا الكبار، مثل : هادي العلوي وزكي خيري وثابت حبيب العاني وبلند الحيدري وفائق بطي وسعود الناصري وخالد القشطيني ومحمد سعيد الصكار وصادق الصائغ وزهير الجزائري وعواد ناصر وعبد الكريم كاصد ومهدي محمد علي وعبد المنعم الأعسم وشريف الربيعي و إبراهيم الحريري وعبد الغني الخليلي  ورافد أديب بابان ومحمد توفيق علي  ومحمود البياتي ووليد جمعة  وجبار ياسين  و مهدي السعيد وداود امين و علي ناصر كنانة  وصباح المرعي  وماجد السيد خلف وأبو عادل وعبد جعفر وصباح المندلاوي وكمال محمد أمين وعبد الكريم هداد ويوسف ابو الفوز ورسامو الكاريكاتير البارزون ، مثل : بسّام فرج  وهاني مظهر وهاني وحيد وأسامة ختلان وعفيفة لعيبي وعبد الإله لعبيبي  وسلام عبود وعلاء اللامي وفيصل لعيبي. وهناك العشرات ممن لا أتذكر أسماءهم الآن وغيرهم ممن كانوا يكتبون بأسماء مستعارة ، لأنهم كانوا يخشون على عوائلهم في الداخل من بطش النظام الفاشي.
كانت المجرشة مشروعا لترسيخ ثقافة احترام  الرأي والرأي الآخر ونقد وفضح النظام الدكتاتوري وكذلك  الظواهر المعيبة وغير الوطنية من قبل جميع القوى السياسية والمنظمات المعارضة التقليدية  منها أوالتي ظهرت بعد ذلك. وهي تجربة غنية  بالنسبة لي، تعرفت من خلالها على المواقف الحقيقية للعديد من الذين تعاملوا مع المجرشة كتّاباً وقراءً وقوى سياسية ودرجة فهمهم لإحترام الآراء المخالفة لرأيهم الخاص، كما تبين لي أيضاً كيف يلعب العامل الشخصي والمصالح المختلفة في تحديد المواقف. اما إمكانية عودة المجرشة، فهي فكرة غير منسية، ولكني افكر بفضائية ساخرة وليست صحيفة ورقية، حسب تطور وسائل الإتصال الحديثة حالياً ، إلا أني لم اجد لحد الان ذلك المجنون، الذي يغامر في دعم هذه الفضائية أو يسندها مادياً لتخرج الى العلن. قد يكون الأمربالنسبة لي، كمن ينتظر معجزة.، ونحن كما تعرف لا نعيش في عصر المعجزات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة
عام

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة

حاوره/ القسم الثقافيولد المترجم عباس المفرجي بمنطقة العباسية في كرادة مريم في بغداد، والتي اكمل فيها دراسته الأولية فيها، ثم درس الاقتصاد في جامعة الموصل، نشر مقالاته في جرية الجمهورية، ومجلة الف باء، قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram