قرار انتحاري هذا أقل ما يقال عن امرأة وهبت حياتها لفهم أبعاد المرض النفسي، وافقت على أن تتخذ من الصمت حبيباً والقلق صديقاً والهلوسة السمعية رفيقاً لها في ليالي يسودها الاكتئاب والحزن، معاناة من نوع خاص تعيشها هذه الزوجة المكلومة في صمت مُطبق فالتفوه
قرار انتحاري هذا أقل ما يقال عن امرأة وهبت حياتها لفهم أبعاد المرض النفسي، وافقت على أن تتخذ من الصمت حبيباً والقلق صديقاً والهلوسة السمعية رفيقاً لها في ليالي يسودها الاكتئاب والحزن، معاناة من نوع خاص تعيشها هذه الزوجة المكلومة في صمت مُطبق فالتفوه بأية كلمة الآن ليس في صالحها بأي حال من الأحوال، فمنذ أن دخلت هذا السجن طواعيةً لم يعد يحق لها إلا الانتظار، فرج الله الذي لم تعد تشعر أنه سيأتي ليس قنوطاً من رحمته ولكن لأنها على يقين أن هنا لا يأتي خيراً هنا الاكتئاب والصمت والخوف هي الحلول المتاحة أمامها في هذه العلاقة .
لم تكن تعرف أنه سيكون هناك مُتسع من الوقت لكي تعيد كتابة تجربتها التي سطرتها من قبل في أوراق مصيرها كان الحرق ربما خوفاً من أن تقع خطأً في يد زوجها وتغضبه أو حتى رغبة في التناسي، الفضفضة ثم الحرق هكذا كان الاتفاق منذ البداية، أن تحكي عما يؤلمها ثم تقرر أن تنساه لتبدأ من جديد رحلة استقبال المزيد من الألم والإحباط، تحكي الآن عن تجربتها مع زوج قرر أن يوهب حياته للاكتئاب ربما ليس عن طيب خاطر، ولكن الضعف وحده هو ما يقوده في كل مرة إلى هذا الشعور الأسوأ في العالم، تحكي وتقص علينا قصتها التي لم تعد تعرف أين ستنتهي وإلى ما سيكون مصيرها، هل هي سجينة مرض مثله أم وحيدة بعد أن تفقده أو حتى إلى جواره بروح مشوَّهة؟
