الحكومة السابقة اهتمت كثيرا برصد خطاب وسائل اعلام محلية وعربية تنشر اخبارا وتقارير " معادية للعملية السياسية" فأنشأت اكثر من مركز، يتولى مهمة رصد الاعلام المضاد ثم اعداد تقارير يومية ترسل الى مكتب صاحب القرار لاغراض الاطلاع واتخاذ الاجراءات المناسبة ، بالتحرك نحو فضائيات وصحف ومواقع الكترونية على استعداد للتنازل عن حملتها ضد المسؤول الفلاني مقابل دفع مبلغ من المال بالعملة الصعبة.
في زمن الحكومة الحالية انحسر نشاط تلك المراصد الرقابية لاسباب تتعلق بالتمويل ، تم اختزالها بمركز واحد ، يتولى رئاسته حاليا شخص يحمل صفة قيادي في ائتلاف معروف ، كثير الظهور على شاشات الفضائيات للدفاع عن زعيم ائتلافه ، فشل في تحقيق امنيته في الوصول الى مجلس النواب ، لادراج اسمه في ذيل القائمة، لكنه واصل مسيرته النضالية ، تحول الى محلل سياسي بمعنى اخر "معميل" دائم للفضائيات يشترط عليها ذكر اسمه مع عنوان مدير مركز اعلامي.
العاملون في مكتب فضائية عربية في بغداد يحرصون على تلبية رغبة" المعميل" في ان يكون حاضرا في برامجهم الخاصة بالشأن العراقي حتى اصبح بالنسبة لهم مثل اي فرن في بغداد على استعداد لتوفير الصمون الحار للزبائن صباحا ومساء ، ادارة القناة تفضل هي الاخرى ان يكون ضيفها من العراق المعميل الدائم لفشله في الدفاع عن وجهة نظره .
"معميل الفضائية " انتحل لقب الدكتور، حافظ على منصبه رئيسا لمركز الرصد الرقابي لنجاحه في تقمص دور رجل الامن وكتابة التقارير ، اعترازا بدوره البطولي في الدفاع عن زعيم ائتلافه كلف باصدار جريدة اسبوعية تصدر بثماني صفحات بالالوان ، لم يطلع عليها القراء ، يبيعها صاحب المطبعة بالوزن الى اصحاب ورش صبغ السيارات ، غالبا ماتكون الصفحة الاولى مخصصة لصورة زعيم الائتلاف وعبارة قالها في يوم تحقيق السيادة ، رئيس التحرير هدد قبل شهر صاحب المطبعة بمقاضاته بتهمة الاساءة الى الرموز الوطنية ، وسرعان ما تمت التسوية بعطر فرنسي من النوع الفاخر اغلق الملف ، وانفتح اخر يحتاج الى دعم الدول المانحة لايجاد الرقعة المناسبة لاغلاقه قبل ان يتحول الى تهمة فساد موجهة لرئيس التحرير والمرصد الرقابي الوطني لرصد الاعلام المضاد .
رياح الازمة المالية عصفت بالمرصد ، اثر ذلك صدر امر بتسريح معظم العاملين، مع الاحتفاظ بكادر تحرير الجريدة الاسبوعية ، بسبب خلل فني تعطل محرك الديزل لتوليد الطاقة الكهرباء ، فقرر الرئيس عقد اجتماع عاجل بحضور مستشاريه ، بعد مداولات ومشاورات ، قرر الاجتماع الذهاب الى خيار "التجطيل " للحصول على التيار من الكهرباء الوطنية ، المشكلة الاخرى في توفير رواتب كادر الجريدة ، مصادر التمويل انقطعت منذ اشهر فلم يجد فخامة رئيس المركز من سبيل سوى الكتابة بخط يده على لوحة الاعلانات بالقلم الماجك الاحمر الرواتب "غدن" يقصد غدا، العاملون مازالوا ينتظرون ورئيسهم اصبع عضو في لجنة لاختيار شخصيات مستقلة لشغل مواقع حكومية ، اقبض اغاتي .
الراتب" غدن"
[post-views]
نشر في: 23 فبراير, 2016: 09:01 م