TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: القرى والمدن

كردستانيات: القرى والمدن

نشر في: 18 يناير, 2010: 06:51 م

وديع غزوانظلت الهجرة المعاكسة من القرى الى المدن مشكلة كبيرة تعانيها اغلب دول العالم خاصة الثالث او مايسمى النامي , كان من نتائجها انخفاض مستمر بالانتاج الزراعي وتدهور الانتاج الحيواني ناهيك عن التأثير الاجتماعي السيئ الذي ولدته الهجرة في المدن وضعف الحكومات عن توفير الخدمات المطلوبة لهذه الاعداد المتزايدة من المهاجرين .
 وكان وما زال السبب الرئيس في تلك الهجرة هو الفوارق الكبيرة بين المدن من جهة والقرى والا رياف من جهة اخرى او بما اصطلح الاقتصاديون على تسميتها مناطق الجذب ومناطق الطرد , عادين المدن مناطق جذب لما توفره من امتيازات تدفع بالكثير من اهل الارياف والقرى للهجرة اليها .. ومع دخولنا عصر الالفية الثالثة كما يقولون فان هذه الظاهرة لم تنحسر حتى في الدول المتقدمة حيث بقيت انظار ابناء القرى تتجه صوب المدينة لكن نتائجها في دول العالم الثالث تكون اكثر حدة لانها عاجزة عن تعويض النقص في الايدي الزراعية على عكس الدول المتطورة التي اعتمدت المكننة والزراعة الحديثة وغيرهما من الوسائل لسد الثغرة التي تسببها هجرة الشباب من الريف . في إقليم كردستان حذر احد المتخصصين بالثروة الحيوانية من تأثيرات هذه الظاهرة السيئة التي ادت الى انخفاض كبير في هذه الثروة في كردستان العراق . وعزا اسباب ذلك الى تدهور الانتاج الزراعي الناتج من الهجرة المتزايدة والمستمرة الى المدن بسبب افتقار القرى الى الخدمات الضرورية لحد الآن , ما يتطلب انتباهاً خاصاً لهذه الظاهرة ووضع المعالجات الحقيقية لها . ومن الانصاف القول ان جهوداً سابقة قد بذلت في هذا الاتجاه منها تزويد عدد من القرى بالمولدات الكهربائية وبعض الخدمات الضرورية الاخرى , الا انها مازالت دون ما تستحقه بسبب ما عانته من اهمال كما كان اغلبها ضمن منطقة عمليات عسكرية ضاعفت من حجم معاناتها ومالحقها من تدمير ما جعل حجم المسؤولية اكبرلازالة تراكمات الماضي البغيض من ناحية وتوفير مقومات تغري اهلها بعدم مغادرتها . وما نود الاشارة اليه هو ان برنامج القائمة الكردستانية وفي معرض تناوله القطاع الزراعي قد اتى على كثير من الافكار للنهوض بهذا القطاع تركزت جميعها على معالجات لمشاكل المياه وتقديم التسهيلات وتشجيع الاستثمار ونقل المحاصيل وبناء صناعات تعتمد على المحاصيل الزراعية وغيرها ولم يشر الى موضوعة الهجرة من القرى والارياف الى مدن الإقليم رغم اهميتها . ونحسب ان نجاح الخطة الخمسية التي مازال العمل يجري وفقها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية تتطلب اولاً الاهتمام بأهم عناصر الانتاج الا وهو الانسان الذي بدونه لايمكن ان نتحدث عن اية معالم نهضة او تطور لانه ( اي الانسان ) أساسها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram