اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بغياب الخافرة .. الصيدليات تغزو الاحياء السكنية

بغياب الخافرة .. الصيدليات تغزو الاحياء السكنية

نشر في: 25 فبراير, 2016: 12:01 ص

على وجه السرعة أخرج جمال سيارته وعمل جاهدا على ايصال زوجته إلى اقرب مستشفى من سكنه حيث اتجه الى طوارئ مدينة الطب، طوال الطريق كانت جرعات الألم ترتفع. وصل بها  إلى المستشفى وعلى وجه السرعة وهرع نحو صالة الطوارئ وبعد كشف الطبيب الخفر اتضح انها حال

على وجه السرعة أخرج جمال سيارته وعمل جاهدا على ايصال زوجته إلى اقرب مستشفى من سكنه حيث اتجه الى طوارئ مدينة الطب، طوال الطريق كانت جرعات الألم ترتفع. وصل بها  إلى المستشفى وعلى وجه السرعة وهرع نحو صالة الطوارئ وبعد كشف الطبيب الخفر اتضح انها حالة تسمم، علق الطبيب الخفر المغذي وسلم جمال وصفة تضم بعض الادوية المهمة حسب تعبير الطبيب. الساعة تقترب من منتصف الليل الشوارع شبه خالية من الناس لكن جمال ظل يدور في محيط مدينة الطب عسى إن يجد صيدلية (خافرة) مثلما  كان يمني نفسه لكن كل محاولاته باءت بالفشل وعاد دون العلاج لولا تصرف أحد الممرضين حيث يحتفظ ببعض الادوية التي يمكن إن تسد فراغ الوصفة حتى الصباح.  

تدرّج عملي علمي
 تُخرج كليات الصيدلة في الجامعات العراقية في كل عام أكثر من (1500) طالب وطالبة يتوزعون بين المشافي العراقية والمراكز الصحية فضلاً عن إكمال عدد منهم للدراسات العليا داخل العراق وخارجه. لكن الغالبية منهم يبحثون عن فرصة عمل او تعيين حكومي او فتح صيدلية ، البعض وفّق بذلك وآخرون يبحثون عن المتاعب وربما المتاعب تبحث عنهم خاصة اذ أراد بعضهم إن يسلك الطريق الصحيح الذي يبحث عن المصلحة العامة ويعمل وفق القسم المهني ، ومنهم أحد الاصدقاء الصيادلة الذي تسبب الاعلام له بمشكلة. يقول: إن مشكلة الصيدلة في هذا الوقت هي وجود غير المؤهلين للعمل في هذه المهنة وليس من حقهم العمل بها. مبينا: انها تتطلب الدراسة لمدة خمس سنوات في كلية معتبرة معترف بها. من ثم خدمة ثلاثة سنوات في المستشفيات تحت اشراف اساتذة كبار في مجال الصيدلة والطب وبعدها العمل في مناطق نائية لسنتين. مردفا: وفق ذلك نكون قد حصلنا على صيدلي علمي ومهني وله تجربة تمكنه من فتح صيدلية خاصة به.
 
صيدلية ثلاثية الابعاد
في صباح اليوم الثاني يخرج جمال باحثا عن الوصفة في اقرب صيدلية بالمنطقة وان تعذر ذلك فالمضمد موجود وربما تكون الادوية متوفرة عنده اكثر من الصيدلية. لكنه يعلم كبقية ابناء المنطقة إن صيدلية (.....) تفتح منذ الصباح وحسب نظام العمل بوجبتين، الاولى وهي الصباحية لصيدلانية متخرجة حديثا من كلية اهلية، والثانية ما بعد الظهر عند وقت انتهاء الدوام الرسمي في دوائر الدولة تاتي مدرسة (لغة انكليزية) تساعدها معاونة طبيب، وبعد المغرب يأتي صاحب الامتياز الذي يعمل في أحد صيدليات شارع السعدون. حصل جمال على الوصفة لكنها ناقصة دواء واحدا .

أدوية مغشوشة ومزورة
قانون فتح صيدلية في العراق يجب أن يؤيد ويعزز بصيدلي متخرج من جامعة عراقية أو عربية أو أجنبية معترف بها .. وهذا ما أصبح خيالاً وأسطورةً في العقود الأخيرة بعد هيمنة التجار والمتنفذين على أغلب الصيدليات وشراء هذه الإجازات أو على الأقل تخصيص نسبة من مواردها وأرباحها إلى صاحبها الحقيقي ..
دائرة صحة بغداد الكرخ، اعلنت عن اغلاق فرقها التفتيشية ((10 صيدليات ومختبرات أهلية، وضبطها ادوية مغشوشة في مناطق متفرقة من جانب الكرخ في بغداد.
وذكر بيان لدائرة صحة بغداد الكرخ، اطلعت عليه المدى ان فريق عمل تفتيشي من شعبة المؤسسات الصحية/ قسم التفتيش والشكاوى بالدائرة قام بزيارات تنفيذية إلى مناطق عدة من بغداد، حيث شملت الزيارات اغلاق ثلاث صيدليات أهلية، واربعة مختبرات رئيسية أهلية في منطقة الشرطة الرابعة، فضلا عن اغلاق ثلاث مختبرات رئيسية أهلية في منطقة حي السلام [الطوبجي]. مبينا: ان ذلك الاجراء جاء لعدم تواجد الصيدلاني وصاحب المختبر المسؤول [صاحب الأجازة] ووجود شخص ليس له علاقة بالمهنة، اذ من الشروط الصحية تواجد الشخص صاحب الاختصاص حيث كان الغلق لهذه المؤسسات مابين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ولا يتم الفتح ألا بعد مراجعة الدائرة وأجراء اللازم.
وأشار البيان إلى إن الفريق التفتيشي قام بزيارة تفتيشية لمنطقة حي الأعلام في بغداد حيث قام بتفتيش بعض الصيدليات ألاهلية، ولوحظ خلال الزيارة وجود أدوية [مغشوشة] غير مفحوصة من قبل المركز الوطني للرقابة والبحوث الدوائية في إحدى هذه الصيدليات وتمت مصادرتها من قبل الفريق التفتيشي، واثنان منها عدم تواجد الصيدلاني صاحب الاختصاص في الصيدلة.

كليات اللغات والصيدلة
لاجل الحصول على الدواء الاخير اتجه جمال الى الصيدلية الثانية التي من المؤمل انها تفتح صباحا، لكن ظنه خاب واتجه الى الثالثة وكانت مغلقة والرابعة والخامسة جميعهن مغلقات، في الطريق صادف احد اصدقائه بعد السلام والسؤال أخبره ان هناك صيدلية جديدة فتحت بالقرب من افران السجاد توجه نحو العنوان وهي فرصة لشراء الخبز ايضا. وجد ضالته، لكنه تفاجأ من الشخص الجالس في الصيدلية او بالاحرى الموظفة التي لاعلاقة لها بالصيدلة والطب فهي خريجة كلية اللغات / اللغة الانكليزية وتربطه بوالدتها درجة قربى. اخذ الدواء ومن هول المفاجأة نسى ان يعطي ثمنه وعند عودته صدمه عنوان مثبت على واجهة الصيدلية الزجاجية مفاده . الصيدلية بحاجة لموظفة تجيد اللغة الانكليزية ويفضل ان تكون من سكنة المنطقة والراتب يحدد حسب الكفاءة. حاول إعطاء ثمن الدواء لكن (الموظفة ) أصرت ان يكون على حسابها الشخصي. اشترى بثمنه ارغفة خبز لكنه تساءل ترى هل يسمح إن تفتح صيدلية قرب مخبز، كيف سيكون حال الادوية، خاصة في الصيف. حيث ختم تساؤله : لو  كانت هناك صيدلية خافرة لما نلت كل هذا التعب والاحباط من تحسن الوضع الصحي في البلاد.

تردي الوضع الصحي
اخصائي الباطنية د. صاحب ميرزا أكد ان الوضع الامني هو السبب الرئيس في جعل الصيدليات تغلق ابوابها ليلا . مشيرا: إلى إن الرقابة على الصيدليات الأهلية ضعيفة وغير فعالة. مشددا: ان بعض الصيدليات التي فتحت في الفترة الاخيرة غير مسجلة لدى وزارة الصحة.
واضاف ميرزا: ان التردي في الوضع الصحي سببه ان وزارة الصحة غير قادرة على تفعيل الاجراءات الرقابية بالتالي هي غير قادرة على فرض الخفارة الليلية على الصيدليات عموما. مردفا: إن الحل بعودة الاجراءات بسرعة حتى لايعاني المريض ليلا من اختفاء الدواء. او  تكون المستشفى هي البديل بتوفير شتى انواع العلاجات حتى لايضطر المريض  طلب الدواء من خارج المستشفى.
واوضح الطبيب الاخصائي: ان نظام الصيدليات الخافرة سابقا كان يسير وفق الجدول الذي تضعه وزارة الصحة وقد أنقذ ارواحا كثيرة خصوصا. مشيرا: إلى انّ الوضع الحالي يتطلب عودة نظام الصيدليات الخافرة بسبب الحالات الطارئة الكثيرة وكي يكون الدواء بمتناول الجميع.  

 ذي قار الاولى
النائب الاول لمحافظ ذي قار عادل الدخيلي أعلن بدء تطبيق برنامج الصيدليات الخافرة في الناصرية  وفق الجدول الذي نظمته نقابة الصيادلة - ممثلية ذي قار - وفق جدولٍ رسميّ أعدته لهذا الغرض. موضحا: ان العمل بنظام الصيدليات الخافرة بدأ فعلياً بالتنسيق مع نقابة الصيادلة - ممثلية ذي قار - وفق جدول نظمته النقابة وتم تعميمه على جميع الصيدليات المشمولة بنظام الخفارات الليلية والبالغ عددها نحو 30  صيدلية .وبين الدخيلي: إن اتفاقا أبرم مع فرع نقابة الصيادلة في ذي قار يقضي بالعمل وفق نظام الخفارات الليلة لسد النقص الحاصل في الأدوية داخل المستشفيات نتيجة للظرف الصعب الذي تعيشه المؤسسات الصحية.  وجهنا نقابة الصيادلة في المحافظة بضرورة تفعيل عمل الصيدليات الخافرة في جانبي الجزيرة والشامية  وتمت الاستجابة بصورة سريعة بعد اكمال الاجراءات الخاصة  ووصول الجدول الرسمي لأسماء الصيدليات وعناوينها مع الالتزام بتأمين الحماية الأمنية  لها من قبل الحكومة المحلية بالتنسيق مع مديرية شرطة ذي قار ، فضلاً عن مفاتحة دائرة صحة ذي قار بمنح الصيدلي الخافر إجازة عن الدوام الرسمي لليوم التالي لتشجيعه على العمل بنظام الخفارات الليلة.

مليارات الدولارت
أما مراقبة توزيع الأدوية وعملها وعلاقتها بالمذاخر والمخازن ووزارة الصحة والصيدليات الأخرى فقد وقع بيد مافيات خطيرة جداً على واقع هذا العلم الخطير الذي لا نجد له مثيلاً في الإهمال في كل دول العالم. فعندما تذهب إلى صيدلية يمكنك أن تحصل على أي دواء بلا جهدٍ أو تعب أو (وصفة) طبية عليكَ فقط أن تدفع مبلغاً من المال.
الخبير الاقتصادى كريم لازم بين أن تجارة الأدوية في العراق تعد الأولى في المنطقة بسبب تلك الأرباح الطائلة التي يجنيها القائمون على هذه المهنة وضعف الرقابة،وحسب الدراسات التي قام بها متخصصون ان قيمة التعامل في تجارة الأدوية للقطاع الخاص تتجاوز العشرة مليارات دولار سنوياً، وبحساب بسيط فإن نفقات أي مواطن عراقي سنوياً على الأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها في الأمور العلاجية تقدّر بـ(250) دولارا، ولو ضربنا هذا المبلغ   ب خمس وعشرين مليون مواطن نرى قيمة الناتج .

قوانين نافذة
وطبقا لقانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم (40) لسنة 1970، فلا يجوز للصيدلي أن يمتلك أكثر من إجازة محل واحد في العراق بعد مرور ستة أشهر من نفاذ هذا القانون ويستثنى من ذلك إستمرار الجمع بين إمتلاك إجازتي صيدلة ومصنع أدوية ان حصل عليهما قبل 19 ـ 3 ـ 1970، كما يجب أن يكون لكل محل مدير، ويكون مالك الإجازة مديرا لمحله ولا يجوز له أن يتولى إدارة محل آخر إذا تخلى لسواه عن إدارة محله، كما لايجوز لمدير محل مجاز لسواه أن يمتلك إجازة محل آخر. وللوزير المختص حيثما إقتضت المصلحة العامة أن يمنع الصيدلي الموظف من مزاولة مهنته خارج الدوام الرسمي سواء بامتلاك إجازة محل أو إدارته على أن يمنح مخصصات لا تقل عن (25%) من راتبه الإسمي، ولا يجوز للصيدلي ان يجمع بين مزاولة مهنته ومهنة الطب أو طب الأسنان او الطب البيطري ولا تعتبر مزاولةً غير مشروعة لمهنة الطب ما يقوم به الصيدلي من الإسعافات الأولية في حالة حدوث حوادث فجائية مستعجلة.

عقوبات وغرامات ولكن
وحسب القانون لا يجوز لغير الصيدلي القيام ببيع الأدوية أو تحضيرها أو تعبئتها أو قيدها في سجلات الوصفات الطبية، لكن يجوز لمعاوني ومساعدي الصيادلة والموظفين الصحيين وطلاب كلية الصيدلة، الذين هم تحت التدريب القيام بتحضير الادوية أو تعبئتها أو كتابة البطاقات أو لصقها على أغلفتها أو أوعيتها أو قيدها في سجلات الوصفات الطبية تحت إشراف المدير.
 وللوزير أن يقرر منع استيراد الأدوية والعقاقير من المعامل التي يظهر التحليل أن مستحضراتها لم تستوف الشروط والأوصاف التي تطلبها الدساتير أو الشروط والأوصاف التي تم تسجيلها بموجبها أو عدم توفر الكفاءة فيها.
 وجاء في المادة 50، من القانون فيما يخص العقوبات، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات أو بغرامة لا تزيد على ثلاثمائة دينار أو بهما معا كل، من زوال مهنة الصيدلة بدون إجازة أو حصل على إجازة بفتح محل بطريقة التحايل مع الحكم ببطلان الاجازة المذكورة.ومن إستعار أسم صيدلي لغرض فتح محل وكذلك الصيدلي الذي أعار إسمه لذات الغرض مع الحكم بغلق المحل موضوع المخالفة.
  كل من غشّ أو قلّد أحد الأدوية أو المستحضرات الطبية أو المواد الكيمياوية أو باع شيئا منها مغشوشا أو مقلدا، أو من باع أو عرض للبيع أحد الادوية أو المستحضرات الطبية أو المواد الكيمياوية أو النباتات الطبية الفاسدة أو التالفة، ومن صنع أحد الأدوية أو المستحضرات الطبية بدون إجازة.وفي المادة 51 من القانون، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة واحدة أو بغرامة لا تزيد على مائة دينار كل من استورد أو باع أو عرض للبيع أحد المستحضرات والمواد الكيمياوية الوارد ذكرها في المادة الثالثة والأربعين من هذا القانون دون أن يكون مجازا بذلك بموجبه.أما المادة 52 فقد نصت يعاقب بغرامة لا تزيد على مائتي دينار كل من خالف حكما من احكام هذا القانون في غير الحالات المنصوص عليها فيه.

كليات الصيدلة والتخرج
نقيب الصيادلة السابق د. أحمد إبراهيم سبق وذكر ان انعدام التخطيط الذي يقوم على دراسة حاجة البلد من الاختصاصات العلمية في ضوء متطلبات سوق العمل وآفاق التطور هو السمة البارزة في حياتنا. فرغم الاعتراضات المتعددة التي قدمتها نقابة الصيادلة أستمرت وزارة التعليم العالي في فتح كليات جديدة للصيدلة فهناك حاليآ بحدود (20) كلية تفتقر أغلبها الى المعايير المطلوبة لتدريس علوم الصيدلة.
مبينا: ان عددا غير قليل من هذه الكليات تستعين بأختصاصات هامشية لتدريس مقررات ينبغي أن تدرس من قبل أختصاصيين في مجال الصيدلة. ذلك يعني أن المخرجات لن تكون بالمستوى المطلوب وقد شعرت الوزارة بهذه الاشكالية فذهبت الى حلول أخرى كالامتحانات الموحدة ، ان الامتحان وحده ليس كافيآ ولا بديلا ناجعا عن التدريس العلمي الرصين.
واوضح إبراهيم: في الوقت الحاضر أصبح عدد الصيادلة المتخرجين يفوق الحاجة الفعلية لهذا الاختصاص وهناك سنويآ يجري تخريج (1500-2000) صيدلي واستمرار هذه الاعداد بالتخرج سيسبب مشاكل إجتماعية لآعداد غير قليلة لا تجد فرصآ للعمل في الداخل وستدفع بهم الى الهجرة بحثآ عن مستقبل آمن. لافتا: أن مهناً كالطب وطب الاسنان والصيدلة والتمريض ينبغي أن تخضع جميعها الى رؤية شاملة متكاملة في ضوء حاجة المجتمع.
وفي ضوء انعدام التخطيط هذا لنا أن ننتظر سنوات عديدة أخرى لنكتشف الخلل الناتج عن فوضى التعليم والممارسة في الوقت الحاضر.

التسعينيات بداية الخراب
لم ينته الامر عند هذا الحد بالنسبة لجمال فالذي يبدو ان حكايته طويلة مع الصيدليات والادوية وها هو يقص حكاية من التسعينيات يوم راجع احدى الصيدليات التي كان يديرها مدرس لغة انكليزية له صلة قرابة بالصيدلية الذي أخذت امتيازاً وفتحت مذخراً في مدينة اخرى. المهم لم يكن من السهل الحصول على الدواء في تلك الفترة فالصيدليات معدودة والامراض تفتك بالناس. سلّم الوصفة لدقائق وعادت له مع كيس ضم الادوية الموصوفة لوالده، سأل عن سعره: جاءه رقم معين، وبسبب الزحام الكبير ومعرفته بالمدرس / الصيدلي. عاد وسأله عن سعر الوصفة نزل الرقم، عاد مرة ثالثة وهكذا. الأمر الذي يدل على الجشع الكبير والانهيار الذي أصاب القطاع الصحي الطبي والدوائي منذ تسعينيات القرن الماضي.

قبل نهاية الحكاية
في اليوم الثاني اتجه جمال نحو صديقه الصيدلي الذي حدّثه عن الأمر والواقع الذي تعيشه الصيدليات في المناطق السكنية والاحياء الشعبية حيث اخبره: ان نقابة الصيادلة سبق أن أقرت في جمعيتها العمومية مسودة قانون مزاولة المهنة الجديد والذي يتماشى مع الواقع الأقتصادي الحالي ولكن الأمر دخل الى البرلمان ولم يخرج منه لحد الآن.. كما أخبره بضرورة سيطرة وزارة الصحة على هذا التعدد غير المفيد بل والضار لدواء ما بعينه. مع ضرورة السيطرة على الأسعار وعدم اخضاعها لحرية السوق البليدة لأن هذا الشأن شديد الخطورة ولا يمكن سيادة مبدأ حرية السوق في المجال الطبي ما لم تكن هناك سطوة صارمة للقانون والقضاء .
صديقه الصيدلي أكد أيضا على ضرورة ايجاد آلية للتخلص من الأدوية المنتهية المفعول بطريقة أصولية لا تضر بالبيئة أو الأنسان والتوقف عن رميها حيثما كان أو حرقها بطريقة عشوائية. المهم أن تقوم الجهات الرسمية وبدون اية تعقيدات لاستلامها واتلافها. من الصيدليات الى المذاخر الى المؤسسات المعنية بالأتلاف . مثلما ذكر له لابأس من طرح مقترح يخيّر الصيدلي بين العمل الأهلي و العمل الحكومي وربما سيكون الأمر مقبولا في وسط الأطباء ايضا لكي يتسنى للدولة العناية الكافية بمن يختار العمل في مؤسساتها وضمن قوانينها التي ينبغي ان تكون صارمة في خدمة المريض .ومجزية جدا للطبيب وطبيب الأسنان والصيدلاني.
في الاسبوع المقبل نكمل الحكاية مع الجهات المعنية وزارة الصحة ونقابة الصيادلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram