استعير عنوان كتاب الجاحظ : (( فلسفة الجد والهزل )) بتحوير جوهري ، لأجعل منه عنوانا صارخا لما يجري في عراق اليوم من مهازل ومبكيات .
عراق السهل والجبل ، عراق الشمس الحارقة والظل الرحيم ، عراق سائغ الماء ، وفير النفط والغاز والمعادن .عراق النخل والغلة ، عراق ال … عراق ال .. . لماذا كُتب عليه العيش فيما عاشه و يعيشه أهله — أطفالهم ، شبابهم وشيوخهم — من خوف وترويع وبؤس وفاقة منذ سنوات خلت ، وحتى اليوم ؟
هل يمكن لبلد حوى اجواء وتضاريس الأرض قاطبة — سهل وجبل ، سلسل ماء وسلسل نفط .. ضرام غاز ونثيث مطر ، ان ينام أغلب سكانه على الطوى ، ويصبحوا على خوف من المجهول ؟ يتلظون من لاهفٍ في الصيف وزمهريرٍ في الشتاء .. يبحثون في مكبات القمامة عن بقايا رغيف ووشل قطرات ماء في قعر قارورة ماء ؟ بينما يقضي المنعمون من افراده - القلائل - اوقاتهم في أرقى المنتجعات الأوروبية.
هل يمكن لبلد كهذا تصطخب على أديمه المتناقضات ، ان يستكين ويلتزم صمت القبور ؟ هل يمكن غض النظر عن ….
الإثراء غير المشروع على حساب الغير ، والغنى حدِّ البطر — دون خوف من حساب او خشية من عقاب .. إلى جانب الفقر حد التسول والإستجداء ؟ هل يمكن المرور مرور الكرام بظواهر مرئية : شبع حدّ أمراض التخمة وجوع حدّ التضور من الجوع ؟
الله الله ما أكثر وأيسر الأسئلة المطروحة ،الملتاعة ،المضمرة ، المكبوتة ، وألله الله ، ألله ما آصعب جهورية وونزاهة و صواب الجواب !
فلسفة الجوع والتخمة
[post-views]
نشر في: 24 فبراير, 2016: 09:01 م