ذاعت بين الناس أخبار المنافسة بين موتسارت وغريمه أنتونيو سالييري (1750 – 1825)، حتى سرت الشائعات التي تقول أن سالييري قد قتل موتسارت بالسم. وهذه الشائعات ظهرت وانتشرت بعد وفاة موتسارت بفترة وجيزة، واستمرت حتى اليوم. لكن معظم الباحثين يستبعدون ه
ذاعت بين الناس أخبار المنافسة بين موتسارت وغريمه أنتونيو سالييري (1750 – 1825)، حتى سرت الشائعات التي تقول أن سالييري قد قتل موتسارت بالسم. وهذه الشائعات ظهرت وانتشرت بعد وفاة موتسارت بفترة وجيزة، واستمرت حتى اليوم. لكن معظم الباحثين يستبعدون هذا الأمر، وتشير الدراسات إلى أن الخصومة بين الاثنين لم تكن بتلك الحدة التي صورها ميلوش فورمان عبر تحويله مسرحية بيتر شيفر "أماديوس" إلى فيلم ناجح سنة 1984، حاز ثماني جوائز اوسكار. ولم يكن شيفر أول من افتتن بقصة المنافسة بين الاثنين، فقد سبقه الكسندر بوشكين في مسرحية "موتسارت وسالييري" التي حولها ريمسكي كورساكوف إلى أوبرا. ويبدو أن تنويه سالييري العجوز في آخر سنواته إلى تسميمه موتسارت هو من هلوسات المرض الذي ألم به. وقد سجل بيتهوفن هذا التنويه في دفاتره التي استعملها خلال "حديثه" مع الآخرين بسبب صممه، وكان بيتهوفن من تلاميذ سالييري، سوية مع شوبرت وليست وهومل. من ناحية اخرى نفى سالييري قصة التسميم بالكامل قبل وفاته مباشرة.
الحقائق تقول أن سالييري كان معجباً بموتسارت، وتعاونا في الكثير من المرات وكانا يعدان صديقين، خاصة بعد تحسن أوضاع موتسارت في فيينا أواخر ثمانينات القرن الثامن عشر. وقام الاثنان بتأليف عمل مشترك (كانتاتا) ضاع ولم يعثر على مدونته في المتحف الموسيقي التابع للمتحف الوطني التشيكي إلا مؤخراً، وقدم العمل المشترك على الهاربسيكورد يوم 16 شباط الماضي. وكان الشاعر الايطالي لورنتسو دا بونته (1749 – 1838) قد كتب نص هذا العمل، ودا بونته هو الذي كتب نص دون جوفاني أشهر أوبرا لموتسارت، وكان من شعراء البلاط في فيينا. عاش سالييري معظم حياته في فيينا، فقد أخذه فلوريان غاسمان قائد الاوركسترا النمساوي معه من إيطاليا إلى فيينا واعتنى بتدريسه، حتى حل محله في قيادة اوركسترا البلاط بعد وفاة غاسمان سنة 1774. وهو من مؤسسي كونسرفاتوار فيينا سنة 1813، وأصبح مديره سنة 1817. ألف أربعين أوبرا وبعض الأعمال الموسيقية المختلفة. ويقترب اسلوبه من اسلوب الموسيقيين الألمان حتى أن الكثير من النقاد يعدونه مؤلفاً ألمانياً (نمساوياً)، فقد عاش ستة عقود في فيينا.