TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراقي.. لن يتقدم!

العراقي.. لن يتقدم!

نشر في: 26 فبراير, 2016: 09:01 م

في كتاب ضم ذكرياته عن رحلاته الصحفية ، تحدث صحفي فرنسي عن زيارته للعراق في السبعينيات ولأهوارها تحديدا فقال ان في العراق كنزا لو احسنوا استغلاله فسيعود عليهم بالخير الوفير لكنه انتقد حجم التخلف الذي لمسه عندما شاهد سكان الاهوار يستخدمون المشاحيف ويسكنون بيوتا من القصب ويدرس اولادهم في مدارس بائسة فقال تعليقا على مارآه ان العراق لن يتقدم مادام أهله يعيشون كل هذا البؤس بينما يمتلكون ثروات حقيقية !!
هل كان الصحفي الفرنسي يتنبأ بما يخبئه الزمن للعراقيين وماذا كان سيكتب لو كرر زيارته للاهوار خلال حكم الطاغية وشاهد كيف قام بتجفيفها ومعاقبة سكانها بالقتل الجماعي والاعتقالات او زارها بعد سقوطه وشاهد كيف تفطرت أرضها من العطش وماتت طيورها النادرة وهزلت مواشيها وازداد سكانها بؤسا وفقرا ؟!
كلما حطت حكومة رحالها في العراق واستقرت فيه طويلا تطلق تصريحاتها المتفائلة عن تقدم العراقي وتطوره في ظلها بينما تضع العصي في دواليب تقدمه حتى وصل الحال ببغداد عاصمتنا الجميلة التي كانت قبلة للزوار والسائحين ان تصبح في ذيل قائمة العواصم الملائمة للعيش كما ذكر تقييم ميرسر للاستشارات الذي يختار أفضل واسوأ العواصم في العالم حسب انتشار العنف والجريمة المنظمة فيها فضلا عن سوء الخدمات وطبيعة التنقل فيها وارتفاع الاسعار ولتوفر كل هذه الشروط في بغداد فقد احتلت وبجدارة لقب اسوأ عاصمة للمعيشة في العالم ، وقد جاء هذا التقييم بعد احصائية سابقة جرت حول الفساد واحتل فيها العراق ايضا درجة متقدمة جدا لانتشار الفساد فيه بشكل يزكم الإنوف ...كل هذا يجري ونحن مانزال ننتظر ماتسفر عنه الاصلاحات وماستسفر عنه التغييرات الوزارية التي تشترط توفر سمة ( التكنوقراط) بينما يقول واقع الحال ان الدعوة الى الاصلاحات أسفرت عن زيادة الشحن الطائفي والحزبي والميليشياوي بين أطراف الحكومة المتنافرة بعد كشف بعض ملفاتهم النتنة ، أما التغييرات الوزارية المرتقبة فقد تسفرعن انفراد في الرأي وتناحر بين الاطراف التي تشعر بأنها متضررة فالاختيار لن يكون خاليا من شوائب طائفية وإثنية والقائمون على الاختيار اغلبهم من رؤوس الفساد الذين يستحقون محاكمة على افعالهم وليس مشاركة في التغييرات الحكومية ..فيما يخصنا ، سيكون علينا أن نرضى بالمثل القائل "تريد أرنب أخذ أرنب ..تريد غزال أخذ أرنب " ..فهل سنرضى ايضا ؟وأين سنجد انفسنا بعد ان بلغنا ذيل قائمة الافضل ومقدمة قائمة الاسوأ في تقييم المدن والفساد ..وماذا ينتظرنا أكثر من حكوماتنا سوى الاسوأ ..فالأسوأ ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram