اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإصلاح ليس رغبةً يطلقها العبادي

الإصلاح ليس رغبةً يطلقها العبادي

نشر في: 26 فبراير, 2016: 06:24 م

كانت تظاهرة 25 شباط 2011  أكبر عملية احتجاج شبابي  حدثت خلال السنوات الماضية  ، توافقت شعاراتها على أهمية التغيير ، وأيضا  التأكيد على أن بلوغ المستقبل لا بد ان يتم  بوسائل وقيم  تتيح  للعراقي   ان يتمتع بكامل حقوقه المدنية ، وتضمن  للمجتمع ان يتمتع بحكم ديمقراطي بالتطبيق والمحتوى،  لا بالشكل والشعارات  .
ونتذكر جميعا كيف خرجت معظم القوى السياسية آنذاك  وهي تسخر من المحتجين ، وسمعنا وشاهدنا آنذاك نواب دولة القانون يخرجون السنتهم  للشباب المحتج ،   حتى أن كمال الساعدي اخبرنا وهو يقف على سطح المطعم التركي من ان 20 مليون عراقي لا يؤيدون مطالب المتظاهرين ،  ولم ينس السيد النائب  آنذاك بأن ينصح الحكومة بأن لا تستجيب لمطالبات الاقلية التي تتظاهر في ساحة التحرير  وان تأخذ برأي الاكثرية الذين يهتفون بالروح وبالدم للحكومة ، لم يكن الساسة " المجاهدين " في اروقة الحكومة ومجلس النواب  يؤمنون بان شباب العراق يملكون شجاعة الاحتجاج، فهم يريدونهم تابعين  لهم، مثلما هم تابعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزعون "الاجندات الاجنبية" على المتظاهرين.
ظلّ الساسة مصرّين على  ان تظاهرات الشباب هي ضد الدين ، فيما الواقع يؤكد ان السياسيين ومعهم المسؤولون  قدموا  ومازالوا يقدمون صورة سيئة  للتجارة بالدين  ، فهم يَعِدون ويخلفون  ويتحدثون ويكذبون ، ويؤتمنون فيخونون  ، ويستغلون الدين لبلوغ مراميهم  دون أن يقدموا نموذجا حسنا للسياسي المتديّن  .
اليوم ونحن نراجع ما حدث في تظاهرات 2011 علينا ان ندرك جيدا أن الإصلاح ليس فكرة ولاشعارات  ومنشورات اولافتات. إنه ارادة تحتاج الى شجاعة،  وهو فرض وليس رغبة  يطلقها العبادي او أمنية يتمناها الشهرستاني ، او خطبة يلقيها المالكي ، او تحريض يطلقه النجيفي  الإصلاح لا يأتي من داخل قاعات البرلمان ، و لا من احذية عالية نصيف التي تتباهى بها  . الإصلاح يأتي عندما يقر الساسة جميعا بلا استثناء ،  بأن العيب ليس في خروج الفتاة سافرة ، ولا في احتفالات يوم الحب، بل العيب الاكبر هو ان يكون  السياسي شريكا فاعلا في سرقة ثروات البلاد ، والعيب الاعظم ان يصمت رجل الدين على الخراب والموت والنهب المنظم .  العيب ان يكون هناك ملايين العراقيين في خيام التهجير وطرق الغربة  
العيب ان لا نرى او نسمع احداً سوى المحرضين والطائفيين ،  ولا نرى البطولة إلا في نموذج حنان الفتلاوي ،  العيب ان لانشاهد سياسيا او مسؤولا بنى مدرسة او ميتماً. العيب ان  لا نرى سوى قتال ومتقاتلين وصرَّاخين ومعبّئين ومحرّضين ومرضى بشهوة السرقة وقتل  الأبرياء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    ان الدين يخرجون السنتهم وهم الحاكمون يتصورون انهم يدافعون عن الدين ولا يقولون لنا اى دين؟؟ هل يقصدون الدين اليهودى؟؟؟؟ادا كان هدا قصدهم فليهاجروا الى اسرائيل----------او ان قصدهم الدين المسيحى فليهاجروا الى الفاتيكان-------او انهم يقصدون الدين الحنيف الاس

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram