TOP

جريدة المدى > عام > في روايته الجديدة"لاتضع الثلج على قلب فارغ"..الروائي والناقدالفرنسي باتريك بيسون يخوض رحلةعبورللزمن

في روايته الجديدة"لاتضع الثلج على قلب فارغ"..الروائي والناقدالفرنسي باتريك بيسون يخوض رحلةعبورللزمن

نشر في: 27 فبراير, 2016: 09:01 م

كيف يمكن ان يعود المرء للماضي كما لو انه يعود الى مكان ما ؟..انه شيء مستحيل بالتاكيد . لكن الروائي والناقد الفرنسي باتريك بيسون وجد اجابة عن هذا السؤال في روايته الجديدة التي تحمل عنوان ( لاتضع الثلج على قلب فارغ ) فهو يستذكر فيها عشقه للنساء وركوب ا

كيف يمكن ان يعود المرء للماضي كما لو انه يعود الى مكان ما ؟..انه شيء مستحيل بالتاكيد . لكن الروائي والناقد الفرنسي باتريك بيسون وجد اجابة عن هذا السؤال في روايته الجديدة التي تحمل عنوان ( لاتضع الثلج على قلب فارغ ) فهو يستذكر فيها عشقه للنساء وركوب الدراجات من خلال قصة يسردها الراوي وكأنه يخوض رحلة عبور للزمن ..
يستذكر الراوي في البداية صيف عام 1989 حيث المناطق المحيطة بمالاكوف ، والمبنى الذي كان يعيش فيه والشوارع والمقاهي والحب ...وفي حقيقة الامر ، فان بيسون يحاول ان يصف الفترة التي يحاول فيها ان يعيد النظر في حياته ويستذكر سنوات الثمانينات مع تركيز اكبر على صيف عام 1989وعلى موضوع ( الجنس ) من خلال حديث الراوي (فيليب ) وهو استاذ في الادب في ثانوية ميشليه دي فانيس ومتخصص في ادب كورني لم يكن يشعر بالمتعة خلال العطل الدراسية لأنه ليست لديه اوراق ليقوم بتصحيحها لذا بدأ ينكب على كتابة الروايات ...ويرى النقاد ان اكثر مايثير الدهشة في رواية بيسون هو البعد الزمني ، اذ يتحدث عن القرن الماضي وكأنه يتحدث عن الأمس وحين نقرأ الرواية سيشعر القارئ وكأنه يشاهد فيلما سينمائيا يختلط فيه الحاضر بالماضي والبعد بالقرب وقد عبر فيها عن اخطاء الحب الصغيرة من خلال اقتحام الماضي في محاولة للتذكر ثم العودة للحاضر...
يقول بيسون في روايته : "لدي رغبة كبيرة في العودة الى شقتي ، الى حياتي الماضية وقد استخدمت هذه الرواية لأحيّي الناس الذين لقوا حتفهم واعثر على الأحياء الذين فقدتهم "....واكثر مايشغل بال بيسون هم النساء اللواتي مررن في حياته وربما دراجته ايضا اذ كان يهوى ركوب الدراجات بشدة ..لقد كان مجنونا فيما يخص عشق النساء فهو يتنقل مابين فانيسا ، كاريما ، سونيا ، اميناتا ومريم اللواتي مررن بين ذراعي بطل الرواية فيليب وهو يستذكرهن في الرواية في الوقت الذي ينتظر فيه اجراء عملية زرع القلب ، وهو يواصل اجتذاب النساء رغم المرض الذي يعصف بقلبه وتصف النساء قلبه بأنه من ذهب...
يتخلل رواية (لاتضع الثلج على قلب فارغ ) الصادرة عن دار بلون للنشرالعديد من الامثال الرائعة التي تتحدث عن حقائق حياتية فالكاتب يهوى الخوض في كل تفاصيل الحياة ليستذكر ماضيه ..
ولد الكاتب باتريك بيسون بباريس في فرنسا في الاول من حزيران عام 1956من اب روسي وام كرواتية ولم يؤثر هذا الامتزاج في شخصيته بل جعله متفردا في احكامه وكتاباته، وقد اظهربيسون نبوغا مبكرا اذ نشر أول قصة قصيرة له في سن الرابعة عشرة من عمره، ثم كتب أول رواية له في ثلاثة أيام وثلاث ليال وهي  "آلام الحب الصغرى". ونشر أول كتاب له في سن السابعة عشرة، وفاز بالجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية في سنّ العشرين، وحصل على جائزة "رونودو" الادبية في عام 1995في سن الثلاثين. ويعتبر الآن، ومنذ سنة 2000، واحدا من أعضاء تحكيمها.
 وهو ناقد متفرد في الساحة الثقافية الفرنسية ، فهو قادر على الجمع بين النقد الادبي والاكاديمي الفرنسي وهكذا يمكن لأسلوبه النقدي ان يتم تدريسه في الجامعات ونشره في المجلات الادبية والنخبوية . لهذا السبب اشتهر بيسون بكتاباته النقدية في الصحف الفرنسية والمجلات والملاحق الاسبوعية من بينها مجلة (لوبوا ) وصحيفة (لاماتنيه) ومجلة (ماريان ) وغيرها ...وقد فرض بيسون كتاباته بقوة لأنه اعتاد الكتابة في جميع المجالات والاتجاهات الثقافية والسياسية دون ان يعطي اهمية لأي انتماء لنخبة او حزب ما .. اما رواياته فتثير دائما الكثير من الجدل ومنها روايته الصادرة عام 2007عن دار فايارد للنشر بعنوان (الاخت الجميلة) التي واجهت الكثير من النقد ولم تفز بجائزة غونكور لأسباب غير أدبية ، وتبقى كتاباته النقدية هي الأكثر إثارة لانزعاج المؤلفين فهو لايجاملهم او يعقد صفقات ثقافية بل يشرح كتبهم بطريقته الفذة في النقد وبطريقة تختلف كثيرا عن السائد في الساحة الأدبية وهو لايقتصر على انتقاد الأدب بل يكتب مقالات نقدية ايضا عن السينما والمسرح والغناء ووسائل الإعلام الحديثة بما فيها من برامج مختلفة ماعرضه للكثير من الخلافات مع النقاد والكتاب والفنانين الفرنسيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram