الحلم والقدرات ، إما أن يجتمعا ليحققا ما نشاء أو أن يكونا على طرفي نقيض فنقع بين أن نختار حلمنا ونصنع المستحيل أو نتجه نحو قدراتنا ونعمل وفق الامكانية التي نمتلكها . إلا أن للبعض قدرة تفوق واقعهم وتتجاوز حلمهم فتصنع منهم ما لم يخططوا له ليكوّنو
الحلم والقدرات ، إما أن يجتمعا ليحققا ما نشاء أو أن يكونا على طرفي نقيض فنقع بين أن نختار حلمنا ونصنع المستحيل أو نتجه نحو قدراتنا ونعمل وفق الامكانية التي نمتلكها . إلا أن للبعض قدرة تفوق واقعهم وتتجاوز حلمهم فتصنع منهم ما لم يخططوا له ليكوّنوا بذلك تأريخاً حافلاً بمنجزهم . وحلم الفنان محمد هادي كان ضئيلا أمام واقعه وقدراته ، بذلك صنع الملحن واقعاً من نسج المشاعر والأخيلة من خلال الكلمة والصوت اللذين عززهما بموسيقاه .
وتكريماً لمحمد هادي ولمسيرته الفنية العذبة كألحانه احتفى ملتقى الاذاعة والتلفزيون في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين مساء يوم الثلاثاء الماضي به ، وبحضور عدد كبير من أبرز الملحنين والشعراء والمطربين العراقيين .
افتتح الجلسة رئيس ملتقى الاذاعة والتلفزيون صالح الصحن الذي عدّ هذه الجلسة الأكثر تميزاً من بين الجلسات التي اقامها الملتقى حيث انها اتصفت بالإبداع والتألق .
وقال الصحن : " لهادي تأريخ حافل من الألحان والأغنيات التي قام بتلحينها ، وألحان كثيرة قدمها سواء لمطربين أو من خلال برامج اذاعية وتلفزيونية أو كمقدمات لمسلسلات عراقية . "
بدوره ، قال المحتفى به الفنان محمد هادي :" كنت دائماً ما أتجنب الجلسات الحوارية واللقاءات لمخاوف في داخلي ، ولكن بحضور هذا الجمهور الرائع من الاصدقاء والزملاء والمحبين وجدت هذه الجلسات تحمل الكثير من الجمال والمحبة ."
البعض يجهل ابداعه إلا أن الصدفة أحياناً تكون كفيلة باكتشافنا لهذا الابداع ، وهذا ما ذكره محمد هادي قائلاً :" دخلت مجال الفن عن طريق الصدفة من خلال دخولي معهد الفنون الجميلة وثم الفرقة النغمية للفنان فاروق الهلالي وكنت ممن يفضلون أغاني المقام والريف العراقي ."
ومن خلال العديد من المداخلات التي تضمنت تقديم بعض التساؤلات للفنان ، تحدث هادي عن إمكانيات المطرب الجيد ذاكراً " أن المطرب الجيد هو من يمتلك تلك المساحة الصوتية التي تجعل الملحن يتعامل معها كما يشاء ويوظفها بشكل يناسب أي لحن ." مؤكداً "من جانب آخر يجب أن يكون اللحن مادة تُلامس روح المُتلقي وإلا فهو لا يُعد لحناً . "
وأكد هادي متحدثاً عن عمله واختياراته :"مهما أتقدم أراجع نفسي في أعمالي ، كما اني لا أفضل سوى الشعر القصصي والوجداني ، وأميل للمفردة التي تلامس مشاعري . "وفيما يخص بعض الأعمال التي لم تسجل من ألحان محمد هادي لعدد من الشعراء والمطربين ذكر قائلاً :" بسبب أنانيتي هنالك الكثير من القصائد التي لحنتها ولم أعطها لأي مطرب وذلك لأنها لامستني كثيراً ولأني أعتز بها كثيراً ."
وفي مداخلة للملحن والاكاديمي محسن فرحان قال :" محمد هادي من الملحنين الشباب الرائعين والمتواصلين مع الحياة ، كان يميل لأن يكون مطرباً وذلك لأنه يملك صوتا جميلا جدا ولكنه بذكائه الميداني ومعرفته أن عمر المطرب أقصر من عمر لاعب كرة القدم قرر أن يكون ملحناً ذلك لأن اللحن لا يموت ويبقى ، إلا أن صوت المطرب يصل إلى حد معيّن وينتهي . "
وأضاف فرحان قائلاً :"هادي عمل لذاته خريطة في الحياة الفنية فهو شخص نشط في جميع الميادين الفنية التي اختارها سواء في وجوده كمحكم في برامج الشباب أو في تقديم الألحان وحتى كصوت غنائي هو رائع جداً فحين أستمع لمحمد هادي أحياناً أجد نفسي شاردا بعيدا عن الواقع بشكل غير إرادي لجمالية ما يقدمه هذا الرجل . "
وبيّن الشاعر محمد رحيمة الطائي قائلاً :" محمد هادي من المطربين المستفزين لي ، كذلك يُعد من أكثر الملحنين الذين تمتزج ألحانهم مع كلمتي."