يوم وقّع الرئيس المصري الراحل انور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل ، اندلعت في بغداد تظاهرة شارك فيها المصريون المقيمون، وكانوا بأعداد كبيرة بهدف التنديد والاستنكار . في ذلك الوقت قيل ان السلطة كانت وراء تنظيم التظاهرة . الاشقاء الكدعان الشجعان أبلوا بلاءً حسنا وعبروا عن مشاعرهم القومية بشعارات نالت اعجاب البغداديين ، لأنها تضمنت عبارات سخرية من الرئيس بالإمكان اطلاقها على جميع الحكام والزعماء العرب .
في معرض تعليق السادات على الاحتجاج الشعبي والتظاهرات في العراق ضد توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل نقلت وسائل اعلام مصرية قوله :" نحن نعلم من حرك المتظاهرين ، دول بهايم مايفهموش حاجة بالسياسة." التصريح اثارغضب المسؤولين في بغداد ، فسخروا وسائل الإعلام لشن حملة ضد النظام المصري ورئيسه ، انتقدت اساءته الى ابناء شعبه بوصفهم بهائم " ما تفهمش حاجة بالسياسة" . الحملة وصلت الى مصرعن طريق وسائل إعلام خارجية، صحف واذاعات كان العراق يتولى دفع مبالغ مالية لاصحابها بالعملة الصعبة ، مقابل تبني مواقفه السياسية ، والتشهير بخصومه الاقليميين ، ومنهم الراحل السادات . بالتزامن مع الحملة الاعلامية استمر تنظيم التظاهرات في بغداد احتجاجا على اطلاق مفردة "البهايم" وتجاهل المحتجون زيارة السادات الى اسرائيل والاتفاق بين الطرفين على تطبيع العلاقات وصلت الى مستوى افتتاح سفارة مصرية في تل ابيب واسرائيلية في القاهرة .
السادات لم يكن الرئيس العربي الوحيد الذي يطلق صفات شائنة بحق شعبه ، اصحاب السيادة والسمو والجلالة حين يشعرون بوجود حراك شعبي ضدهم يستخدمون صلاحياتهم الدستورية في توجيه الشتائم بحق شعوبهم ، يعقدون اجتماعات خلية ازمة مع كبار المستشارين المحليين والاجانب للخروج بتوصيات ،بقرارات تاريخية ، تنص على ملاحقة المعارضين ، تشمل حتى الاقارب من الدرجة الخامسة ، لانزال اقسى العقوبات بحقهم بتهمة تهديد الامن القومي ، مع مصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة.
شعوب المنطقة العربية الخاضعة لحكم العائلة والعشيرة او الحزب الواحد او القائد العسكري بعضها نال من زعمائه المصائب مصحوبة بنكبات رعدية ، وآخر يذكر حكامه بالخير ويترحم على ارواحهم ، لأنهم حققوا التنمية واحترموا حقوق الانسان ، نقلوا شعبهم وبلدانهم الى مصاف الدول الاكثر دخلا في العالم ، وتلك كانت امنية الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف حين القى خطبة تاريخية في زيارته الى معسكر تدريب المشاة في الديوانية وقال مخاطبا الجنود : "والله العظيم لو بيدي كلكم زوجتكم" . الصراع على السلطة في العراق أحبط أمنية المرحوم عارف ، وجعل البلاد تدخل في نفق مظلم.
من فضيلة نسخة العراق الديمقراطية انها وفرت لممثلي الشعب في مجلس النواب تقمص شخصية الرئيس الراحل السادات بامتلاك صلاحية اطلاق مفردات البهائم ، الرعاع ، فلول النظام السابق ، على العراقيين ، هؤلاء وغيرهم"ستكنسهم " انتفاضة الكدعان.
انتفاضة الكدعان
[post-views]
نشر في: 27 فبراير, 2016: 09:01 م