كان زوجها يحتضر .. وكانت تجلس الى جواره تبكي ... وترتجف ... وفجأة .. تكلم الزوج وكأن الروح تأبى الخروج ... همس اليها يسألها : لماذا تبكين وقد عشت معك ثلاثين سنة لم اشاهد فيها دموعك مرة واحدة ! وردت هي دون ان يتوقف بكاؤها : (الان ... فقط ... أشعر ان ا
كان زوجها يحتضر .. وكانت تجلس الى جواره تبكي ... وترتجف ... وفجأة .. تكلم الزوج وكأن الروح تأبى الخروج ... همس اليها يسألها : لماذا تبكين وقد عشت معك ثلاثين سنة لم اشاهد فيها دموعك مرة واحدة ! وردت هي دون ان يتوقف بكاؤها : (الان ... فقط ... أشعر ان الجبل الذي استند عليه ينهار وينقطع !) صمت الزوج .. لحظة .. احتضنها بعينيه المرهفتين .. ثم انتهى كل شيء .. أسلم الروح ونظراته قد ماتت فوق وجهها ! دخل الابناء الاربعة الغرفة ... سألوا امهم كيف حال ابيهم .. لكنها لم ترد ... اعادا السؤال .. ولم ترد .. كانت دموعها قد توقفت كحبات لؤلؤ سكنت فوق خديها اللامعين !.. بعد لحظات انهار الابن الاصغر حينما علم من اشقائه ان الأم غادرت الحياة هي الاخرى في نفس اللحظة التي رحل فيها الأب عن دنياها ! صباح اليوم التالي خرجت الجنازة وبكى كل سكان الحي وهم يشاهدون الزوجين يخرجان معا في اخر مشوار لهما في هذه الحياة ... لكنهما كانا محمولين فوق الاعناق !.