TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زنابيل الساسة

زنابيل الساسة

نشر في: 28 فبراير, 2016: 09:01 م

الاطراف المشاركة في الحكومات المتعاقبة  بعد عام 2003 ، يمكن تصنيفها  على وفق حجم زنابيلها بما حملت من مكاسب وامتيازات،  بات من الصعب التخلي عنها من اجل اصلاحات  حيدر العبادي .  الزنبيل  فرض حضوره في المشهد ، ترسخ في الحياة السياسية فجعلها تستعير مشية ابو الجنيب ، خطوات المسيرة متعثرة نتيجة هيمنة احزاب  متنفذة على السلطة. فتعرضت  التجربة الديمقراطية الى نكسات ونكبات ، باتت  تحتاج الى جملة اجراءات  لتصحيح مسار العملية السياسية  ،  وليس عن طريق  حزمة اصلاحات ترقيعية تخترق الدستور ، تجعل فتيل الازمات  يبعث الدخان الاسود في الاجواء العراقية ، ويحجب رؤية الضوء في نهاية النفق  المظلم .
القوى العراقية  الممثلة في البرلمان والحكومة ،  لطالما تبادلت الاتهامات  حول اسباب  تراجع  العملية السياسية  . كل طرف يدعي انه  صاحب  المشروع الوطني الوحيد القادر على انقاذ العراق من السقوط في منزلق خطير من دون الاستعانة بجهات خارجية  . وهناك من يزعم بأن الارادة الوطنية مستقلة ،  تنطلق من قاعدة شعبية واسعة ، على مدى السنوات الماضية . لم تترجم الاقوال الى افعال ، فظل العراقي ينظر بسخرية الى حبل نشر غسيل الفرقاء  ، حتى امتد  الخلاف الى داخل  الائتلاف الواحد ، التحالف الوطني الحاكم فشل في اختيار بديل لرئيسه وزير الخارجية الحالي ابراهيم الجعفري ، اتحاد القوى العراقية ممثل السنّة في البرلمان والحكومة ،  تجاهل  مأساة النازحين من المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم  داعش ،  وركز على تحقيق  التوازن في تقاسم  المناصب لضمان حقوق المكون السنّي ، على هذا  الايقاع تتبنى النخب السياسية مواقفها لضمان مصالحها ، باعتماد اسلوب اعتلاء المنصات  لأغراض الشجب والتنديد  والتلويح بتعليق المشاركة في جلسات الحكومة والبرلمان ، ربما لهذه الاسباب ظلت العملية السياسية  تسير بخطواتها العرجاء الى المجهول ، لكن الزنابيل احتفظت بمحتوياتها.  
  يوم اعلن اياد علاوي ان العملية السياسية عرجاء جعل خصومه يوجهون الاتهامات اليه بالسعي لإعادة البعثيين الى السلطة ، وتنفيذ مخطط خارجي يهدف الى الحد من نفوذ احزاب شيعية في الحكومة الحالية . اصحاب هذا الرأي  لطالما عبروا عن قلقهم  من الاطاحة بالتجربة الديمقراطية  التي افرزتها  صناديق الاقتراع ، نظرتهم الى العملية السياسية تنطلق من  قناعتهم بان  المكتسبات  مقارنة بزمن  النظام السابق ، حققت معجزات  لا يراها المشككون ، الزنابيل امتلأت بالامتيازات.
العملية السياسية ، من وجهة نظر معظم العراقيين اصحاب المصلحة الحقيقية في استقرارها وضمان نجاحها ، اصبح حالها مثل الاعمى يقود الضرير ، ليس ثمة امل  في  تصحيح  اخطاء السنوات الماضية  ،  لأن زعماء  الاحزاب والقوى الفاعلة في الساحة جميعهم انتحلوا  صفة  القائد التاريخي على استعداد  للدفاع عن زنابيلهم  بدماء قواعدهم الشعبية ، قواعد اللعبة السياسية في  العراق لم تخرج عن الزنابيل .   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram