بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة)
سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الحادية والأربعين عن مسيرة لاعب فرق الطلبة والجيش والقوة الجوية والتجارة والمنتخبات العراقية السابق مهدي عبد الصاحب الذي ولد في بغداد عام1959 ولعب أكثر من أربعين مباراة دولية وهو يتواجد الآن في السويد، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتهبدأ مهدي عبد الصاحب حياته الرياضية من خلال الأزقة متأثراً باللاعبين عبد الرزاق احمد وصباح حاتم وبالنجم الهولندي يوهان كرويف ثم التحق بمركز شباب الإسكان بإشراف المدرب زيا اسحاق وبعد ذلك تمت دعوته الى منتخب الناشئين ومن ثم دُعي في عام 1977 الى صفوف منتخب الشباب الذي أحرز بطولة كأس شباب آسيا في طهران وكان من ابرز المساهمين في تحقيق هذا الانجاز التاريخي عندما سجل الهدف الأول لمنتخبنا الشبابي في المباراة النهائية بمرمى المنتخب الإيراني.وفي عام 1978 استدعاه شيخ المدربين الراحل عمو بابا الى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في دورة الألعاب الآسيوية الثامنة في بانكوك وخاض أول مباراة دولية له ضد المنتخب القطري في تلك الدورة وانتهت عراقية (2ـ 1).سجل مهدي عبد الصاحب أول أهدافه مع منتخب الشباب في مرمى الهند في طهران اما أول هدف دولي له فكان في مرمى منتخب الكويت في بانكوك عام 1978 ويومها فاز العراق (3 ـ صفر).اما آخر أهدافه الدولية فكان في مرمى منتخب تايلاند مرديكا الدولية في ماليزيا عام 1981 التي أحرزها المنتخب العراقي وانتهت عراقية (7 ـ1) وسجل مهدي عبد الصاحب ثلاثة أهداف في المباراة المذكورة.اما آخر مبارياته الدولية فكانت ضد المنتخب الكويتي في المباراة النهائية لدورة الألعاب الآسيوية التاسعة في الهند عام1982 وانتهت عراقية (1 ـصفر) سجل الهدف حسين سعيد وشارك فيها مهدي عبد الصاحب بعد ان شفي من عملية (الكارتلج).ابرز انجازاتهأسهم مهدي عبد الصاحب في تحقيق الكرة العراقية العديد من الانجازات المهمة أبرزها في فوز منتخب الشباب في بطولة كأس آسيا في طهران عام 1977 ومن ثم المشاركة في مونديال الشباب الأول الذي جرى في العام نفسه في تونس.كما كان من بين الذي شاركوا في فوز المنتخب الوطني بلقب خليجي (5) في بغداد عام 1979 وسجل في هذه البطولة هدفين في مرمى الكويت وفي مرمى الإمارات، كما أسهم في تأهل المنتخب العسكري الى نهائيات بطولة العالم العسكرية التاسعة والعشرين التي جرت نهائياتها في الكويت عام 1979 وتمكن من تسجيل احد أهداف منتخبنا العسكري الثلاثة على المغرب، لكنه لم يشارك في النهائيات بسبب مصادفة سفر المنتخب العسكري الى الكويت في يوم أدائه لامتحانه في المرحلة الرابعة في كلية التربية الرياضية ولم يسمح له بتأجيل الامتحان آنذاك لذلك ضاعت عليه فرصة المشاركة في هذه البطولة المهمة التي أحرزها منتخبنا العسكري بجدارة تامة، كما أسهم في فوز المنتخب الثاني ببطولة الجمهورية بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب الشباب (2 ـ صفر) سجلهما مهدي عبد الصاحب.أجمل مبارياته يعتز مهدي عبد الصاحب كثيرا بالمباراة النهائية لبطولة شباب آسيا في عام 1977 وكانت ضد المنتخب الإيراني وهي مباراة تاريخية ما زالت خالدة في الذاكرة، وكذلك يعتز بمباراة المنتخب الوطني الأولى ضد نادي ساباولو البرازيلي في بطولة مرديكا الدولية التي جرت في ماليزيا عام 1981 والتي انتهت لصالح البرازيليين (2ـ 1) وتمكن مهدي عبد الصاحب من إحراز هدف العراق الوحيد بطريقة رائعة جدا.ويقول مهدي عبد الصاحب عن بطولة مرديكا: اعتبر هذه البطولة تمثل انطلاقتي نحو عالم النجومية حيث كنت لاعبا أساسياً في تشكيلة المنتخب الوطني الى جانب فلاح حسن وفيصل عزيز وقد تمكنت من سد الفراغ الكبير الذي تركه حسين سعيد الذي غاب عن البطولة المذكورة بسبب قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك بحرمانه من اللعب مدى الحياة نتيجة مغادرته فريق الطلبة لسفرة خارجية والحقيقة ان سعيداً نفسه اعترف بأنني تمكنت من سد مكانه بجدارة وقال لي وبالحرف الواحد: أنت الذي جلبت لنا بطولة مرديكا، حيث كانت تلك المدة زاخرة بالمهاجمين الرائعين، حيث وأنا كنت في بداياتي قد لعبت الى جانب المهاجمين الكبار فلاح حسن، علي كاظم، احمد صبحي، حازم جسام، كاظم وعل، ثامر يوسف، جليل حنون، علي حسين محمود، نزار اشرف، يحيى علوان، سعد عبد الله، حسين سعيد وسليم ملاخ، وبرغم هذه الوفرة في عدد المهاجمين البارعين إلا اننا لم نشعر باليأس او نصاب بالإحباط، بل كنا أكثر إصرارا وتحدياً من اجل اثبات الذات في هذا الاختيار العسير والسبب يعود الى حالة التعاون الموجودة بين اللاعبين والعلاقات ا
مستر (مرسيدس) مهدي عبد الصاحب.. انطلق من مرديكا وتوقف قبل انعطافة انجلوس
نشر في: 19 يناير, 2010: 05:01 م