إعداد/ علي النعيمي من حق جماهيرنا المتعطشة لأي تجمع كروي منتظم أن تحتفي بمحبة فرقها وهي تؤازرهم من بقعة إلى أخرى تجوب وإياهم شمالا أو جنوباً، ترقص بطرب وتهتف بعفوية وكأنها تحيي من جديد سنن التشجيع بعد ما هجرت تلك الحناجر مدرجات ملاعبنا سابقاً.
ولكي لا يتهمنا البعض بأننا ننغص عليه فرحة انطلاق الدوري بعد مخاضه العسير إلا أننا نسجل هنا العشرات من علامات الاستفهام على أداء بعض فرقنا الجماهيرية وظاهرة التذبذب في النتائج ومسلسل الخسائر الذي بات سمة مرافقة لأداء نادي الشرطة العريق في انتصاراته السابقة، والحديث بهزائمه المريرة حيث تابعنا مباريات عدة ودوّنا ملاحظاتنا الفنية بشأن طرق بناء الهجمات وشروطها ومنهجية انتشار اللاعبين وأخذ المسافات ما بين الخطوط وغيرها من التفاصيل التي تتعلق بالتحليل الفني. ومن حقنا كنقاد متخصصين أن نطالب هذه الفرق فنياً بمتعة الأداء وجمالية الظهور واللعب الحديث القائم على السلاسة في التطبيق الأمثل لأساليب الخطط المتنوعة كون أن معظم هذه الفرق تلعب بأسلوب واحد بحيث يكاد يكون أسلوب (التحكم في إيقاع اللعب) معدوماً في دورينا. فمن الغرابة أن نرى فرقنا تميل وبشكل مبالغ فيه إلى تسريع إيقاع اللعب بشكله السلبي حتى لو انعدمت الفراغات وغابت مناطق اللعب النموذجية في ساحة الخصم، واللافت هنا أن تسريع هذا الإيقاع يبدأ أحياناً من مناطق الدفاع معتمدين على نقل الكرات الهوائية الطويلة والكرات الأرضية القصيرة باتجاه العمق (بشكل عشوائي) فالهجوم المرتد هو من يولد (الريتم) السريع وشروطه أن يتم قطع الكرة من الخصم بأسرع وقت وبناء هجمة سريعة خاطفة بلمسة ولمستين تتبعه حالة انتقال سريعة من الدفاع إلى الهجوم وصعود الفريق بشكل متناسق مع خلق موازنة بين خطوط الفريق الثلاثة ومع وجود مبدأ التعويض في المراكز في حالة القطع او الإسناد لا أن يتم لعب الكرة بشكل مستعجل عبر مراوغات فردية في وسط الملعب واللعب في مناطق مغلقة تماماً من قبل دفاع الفريق الآخر من غير زيادة عددية! وكأن فلسفة بناء الهجمة هي فقط لحظة نقل الكرات بأسرع ما يمكن إلى منطقة جزاء المقابل وبشتى الوسائل من دون أن تتم مراعاة اخذ الفراغات وحالة الانتشار والتمركز الصحيح. لذا نرجو من مدربينا أن يراعوا مسألة التحكم بإيقاع اللعب إما بزيادته أو بخفضه في حالات التقدم بالنتائج وعند إرجاع الكرة إلى الخلف من اجل خلق الفراغات وتغيير اللعب أو في محاولة سحب الفريق المقابل وخلق المسافات وهذه إحدى أسباب اللعب فقدان الكرات بسرعة وتبادلها بين رؤوس وإقدام بشكل بدائي علما ًبأن كرة القدم اليوم أصبحت قائمة على بناء هجمات مضادة منسقة وسريعة في مساحة الخصوم ولا تقوم أبداً على (الاستعجال) في اللعب و(الركض) في الملعب كيفما اتفق.
رؤى بلا حدود: إيقاع دورينا
نشر في: 19 يناير, 2010: 05:02 م