TOP

جريدة المدى > عام > الكاتبة الإنكليزية لارا فيجيل:"طعم النصر المر في أنقاض الرايخ".. محاولة لإعادة بناء أمة ممزقة

الكاتبة الإنكليزية لارا فيجيل:"طعم النصر المر في أنقاض الرايخ".. محاولة لإعادة بناء أمة ممزقة

نشر في: 1 مارس, 2016: 12:01 ص

من بين الكتب التي لاقت رواجا كبيرا هذا الشهر في أمريكا وأوروبا كتاب الكاتبة الإنكليزية د . لارا فيجيل : " طعم النصر المر في أنقاض الرايخ " الصادر عن دار نشر بلومزبري بلندن العاصمة ، والكاتبة هي محاضر في اللغة الإنكليزية في كلية كينغز في لندن وقد تركز

من بين الكتب التي لاقت رواجا كبيرا هذا الشهر في أمريكا وأوروبا كتاب الكاتبة الإنكليزية د . لارا فيجيل : " طعم النصر المر في أنقاض الرايخ " الصادر عن دار نشر بلومزبري بلندن العاصمة ، والكاتبة هي محاضر في اللغة الإنكليزية في كلية كينغز في لندن وقد تركزت أبحاثها على الحربين العالميتين الأولى والثانية منذ عام 1930، وكذلك كتابتها في الأدب والسياسة والسينما ورأست العديد من المجلات هناك مع دوامها الكتابة في الصحف البريطانية المعروفة كصحيفة الغارديان وبروسبكت ، في مفتتح كتابها تتناول دخول جيوش الحلفاء ألمانيا في مايو / أيار 1945 ووقوفها أمام أنقاض مدينة برلين المدمرة ، ولكن نضالهم لم ينته بعد فقد واجهوا تحديا عمليا كبيرا في إعادة بناء المدن المدمرة وتوفير الخدمات الضرورية والغذاء للأشخاص الذين كانوا يتضورون جوعا ، وكانوا أيضا على وعي تام بضرورة تطهير ما بقي من تعاطف بين السكان وبقايا النازية وإعادة بناء الثقافة الألمانية التي عاشت طويلا في ظل هتلر والتي كانت قائمة على النزعة العسكرية والغزو، الحلفاء بداية كانوا على يأس كبير لبدء عملية التوأمة بين ما سيقدمونه من خطاب حضارتهم المنفتح على العالم وإعادة التعليم باستخدام الصحف والكتب والعروض المسرحية والأفلام حيث كانت هذه العملية قد استعانت بأكبر الأسماء آنذاك مثل مارلين ديتريش ، جان بول سارتر توماس مان ، لويستن هيو أودن .
وفي الكتاب حديث مطول يمتد من انتصار الحلفاء على ألمانيا حتى الانفصال المرير في خلق دولتين ألمانيتين شرقية وغربية ، فيجيل تحكي قصة هذه العملية من خلال الحكايات الشخصية لبعض من الكتاب الأكثر شهرة في تلك الفترة والفنانين من خلال الاعتماد على عملهم والرسائل واليوميات التي كانوا يرسلونها لمعارفهم وأصدقائهم ، وكانت محاكمات نورمبرغ أكثر جدلا من غيرها بالنسبة للجزء الأكبر من الألمانيين الذين وصفوها بالمملة ، ومع ذلك تقول مؤلفة الكتاب أن الحلفاء استعانوا بأسماء لها تأثير آنذاك للمساعدة في بعث الثقافة والفنون من جديد في ألمانيا منهم النجمة الأسطورية مارلين ديتريش ومارثا جيلهورن الزوجة السابقة لإرنست همنغواي مع قيام الحلفاء بتقديم دعم جدي في صنع الأفلام الألمانية التي تناولت موضوعة الحرب هناك وإعادة تأسيس مشهد مسرح مزدهر وقد استقبلت هذه الإجراءات استقبالا حذرا في البداية ، لكنها سرعان ما شجعت الألمان على القبول بها نظرا لشعورهم بالانتماء الحقيقي لبلدهم وإعادة بنائه والخروج من النظام النازي الذي جلب كل هذا الدمار لهم .
لارا فيجيل في نهاية كتابها تقف على أعتاب بعض من أهم الأسئلة التي يمكن طرحها اليوم وهي شعور الألمان آنذاك بأنهم كانوا على خطأ كبير حينما مشوا وراء النازية وأن الحلفاء حينما مدوا يد المساعدة إليهم كانوا يعلمون بالذنب الكبير الذي كانوا يحملونه فأرادوا الأخذ بيدهم نحو حياة جديدة وإعادة بناء أمة ممزقة ومحاولة لإقامة علاقات دولية ودية بين الجميع ، الآن تشعر ألمانيا بأنها استعادت مجدها الفني والأدبي وهي فخورة بذلك ولا تنسى كيف ساعدت الدول التي حاربتها من قبل في كتابة فصل جديد من تاريخها الوطني الحديث.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram