بعد انقطاع دام قرابة الأربع سنوات ، المعرض التشكيلي السنوي للفن المعاصر في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة يستعيد نفسه من جديد . حيث افتتح المعرض صباح يوم الإثنين الماضي على القاعة الفنية للوزارة وشهِد حضورا واسعا من قِبل كبار الفنانين التشكي
بعد انقطاع دام قرابة الأربع سنوات ، المعرض التشكيلي السنوي للفن المعاصر في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة يستعيد نفسه من جديد . حيث افتتح المعرض صباح يوم الإثنين الماضي على القاعة الفنية للوزارة وشهِد حضورا واسعا من قِبل كبار الفنانين التشكيليين ، وقد افتتح المعرض وزير الثقافة فرياد رواندزي ...
وفي حديث خاص للمسؤولة الإعلامية في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة افراح شوقي بينت قائلة "إن معرض الفن المعاصر فيما مضى كان يقام بشكل دوري كل عام إلا أنه غاب كلياً في عام 2012 حتى تمت إعادة إحيائه هذا العام . "
وأضافت شوقي قائلة "يُعدّ هذا المعرض من أكبر المعارض التشكيلية حتى الآن شارك فيه ما يقارب الـ 229 فنانا من تسع محافظات إضافة إلى بغداد ، بما يقارب الـ 260 عملا ، وقد تنوعت هذه الأعمال بين لوحات رسم تشكيلي وخزف ونحت وسيراميك واعمال تراث شعبي وأزياء فولكلورية ، جميعها مختص بالفن الحديث والمعاصر . "
وبينت شوقي أن " كل هذه الأعمال معروضة للبيع المباشر . ويعد هذا المعرض ظاهرة فنية هي الأولى من نوعها في العراق بمشاركات وجهود ذاتية وفنية ، بوجود لجنة فنية عملت لاختبار الاعمال وجديتها وقيّمت اللجنة الاعمال قبل عرضها . "
بدورها ، قالت الفنانة التشكيلية ضحى : " لقد شاركت في معرض الفن المعاصر الذي اقامته دائرة الفنون التشكيلية بلوحة تحمل عنوان "رؤى مؤدلجة" وهي عبارة عن لوحتين بعنوان واحد ، كل لوحة بمقياس متر في متر " مكس ميديا " ، تتضمن فكرة اللوحة تبيان الجهات التي تمتلك ايديولوجيا من خلال سيطرتها على وسائل الاعلام وتحاول برمجة المتلقي لجذبه وأفكاره . "
من جانبه ، شارك الفنان التشكيلي زياد جسام بلوحة تركيبية تتضمن كرسيا من الكتب موضوعا في حديقة تتخللة نباتات طبيعية نامية . وذكر جسام قائلاً "إن هذه المشاركة قابلة للتأويل بعدة تفسيرات ووجوه ، ولهذا فهي مشاركة مثيرة للنقاد." مؤكداً "أن هذه المشاركة جاءت بهذا الشكل لأن المعرض يحمل اسم الفن المعاصر فحاولت الخروج عن المألوف والمتداول ."
وذكر جسام أن "هذا العمل تفوق وأثبت حضوره فكما نلاحظ أنه استوقف الزائرين ، كما حاول البعض معرفة عناوين الكتب المعروضة ، ذلك لأنهم توقعوا أن لعنوان الكتاب صلة بالعمل لهذا تعمدت استخدام كتب بعناوين أجنبية ." مؤكداً أن "الهدف من الفكرة هو تقديم إيحاء بأن الثقافة تنمو كالنبات الطبيعي رغم الظروف السيئة والصعبة التي تواجهه . "
فيما قال التشكيلي معراج فارس متحدثاً عن مشاركته :"تلبيةً لدعوة الوزارة للمشاركة في هذا المعرض قدمت لوحة تصور امرأة اسميتها بغداد ، تعاني هذه السيدة الجميلة من ضجيج في كل ما حولها ."
وأضاف فارس " لقد داخلت أحياء أخرى في اللوحة وهي السمكة التي تعكس البيئة المائية والطائر الذي يعكس الفضاء مكوناً مع هذه المرأة محيطا من التعايش إلا أن مثل ما يتعرض هذا الطائر للمضايقات من قبل المفترسات وتتعرض هذه السمكة لكائنات أكبر وأشد منها فإن هذه المرأة ايضا تعاني من الحروب وجبروت الدكتاتورية والظلم ."
وبيّن فارس قائلاً "لقد استخدمت الأكريليك ومواد زيتيه وكتلية من أجل إتمام العمل بهذا الشكل . "
بدورها ، ذكرت التشكيلية ندى الحسناوي قائلة "يشمل المعرض جميع مجالات الفن التشكيلي ، أما مشاركتي فكانت عبارة عن لوحة متر و20 سنتمترا في متر ، اللوحة تمثل ازقة بغداد القديمة بشكل معاصر مستخدمة تقنية الشفرة بالنسبة للألوان والعمل يحمل عدة ابعاد ضمن البعد الواحد ."
وتقييماً للأعمال المعروضة قال التشكيلي عاصف عامر آل بطي " إن الأعمال المعروضة أكثر من رائعة وبديعة تشمل كل المدارس الفنية من تجريد وواقعية وانطباعية وسريالية ."
وأكد آل بطي من خلال حديثه عن المشاركات النسوية قائلا ان " مشاركة العنصر النسوي فعالة جداً وخصوصا في تقديم اللوحات وهي قابلة للمنافسة وخصوصا ان للمرأة خصوصية في إدراكها وحسها الفني ."