حوار: علي عبدالسادةاثار الصحفي الامريكي، جيري كامير، جدلا واسعا في أمريكا منذ سنوات طويلة، من خلال كتابته القصص الاستقصائية التي انتهت بسقوط سياسيين متنفذين في واشنطن. كامير مغرم بالكشف عن أصول الفساد، بل انه يعتبر الكتابة في هذا المجال فنا ينسجم مع احلام الديمقراطية، كما يقول.
التقيته في بغداد ربيع 2009، وكان يقدم محاضرات لمجموعة من الصحفيين عن القصة الاستقصائية، وكان يرغب في التعرف على أحوال الصحافة هنا.وكامير صحفي حاصل على جائزة بولتزر الشهيرة لجهوده في القصص الاستقصائية في الكشف عن حالات الفساد. عمل مراسلا لمؤسسة كوبلي للأخبار منذ 2002 حيث تخصص في شؤون الهجرة والعلاقات بين أمريكا والمكسيك.تسلم خلال عمله العديد من الجوائز لأدائه المتميز. وكتب الكثير من الكتب المعتمدة على الاستقصاء. أهلته كصحفي وكاتب متخصص جلبت الانتباه أواخر عام 1990 حينما كان يعمل مراسلا لصحيفة اريزونا ريبوبلك. وقام بتغطية قضية ممول مؤسسة فينكس جارلس كيتنك الذي أصبح مثالا لفضيحة الادخار والقروض خلال عقد الثمانينيات وأوائل التسعينيات.وتم تكليف كامير في 2005 من قبل مؤسسة كوبلي للأخبار بالعمل على فضيحة رشوة متورط فيها كننغهام عضو الكونغرس عن كاليفورنيا الذي كان يعتبر بطل حرب. في عام 2006، تسلم جائزة بولتزر عن عمله ذاك. كشف تقرير كامير ان كننغهام قام بالتجارة المربحة لعقود التسليح بملايين الدولارات وبتسلم الكثير من الهدايا الضخمة. تم بعدها استقالة كننغهام وحكم عليه بالجرم الذي استحق عنه 8 سنوات سجن. تقرير كامير عن تلك الفضيحة مكنه من تسلم جائزة الدولة لأبرز الأعمال في الكتابة الاستقصائية، وجائزة جيرالد لويب لتقارير المال والاقتصاد، وكذلك نادي الصحافة في اريزونا بإدارة دون بولس عن الكتابة الاستقصائية.تسلم كامير جائزة روبرت أف كندي لتقاريره عن مكسيكو. ونال جائزة بولز مرة ثانية عام 1999 لعمله عن موضوع اللجوء السياسي الذي حصل عليه لاحد العمال الصينيين الذي كان يعمل لشركة فينكس المملوكة للحكومة الصينية. بدأ كامير عمله الصحفي حين التحق بنافاكو تايمس ان ويندو روك في أريزونا. وقبل ذلك بسنتين كان يعمل كمدرس متطوع وكمدرب في مدرسة باروشيال. قاده عمله لكتابة كتاب»المشي السريع الثاني» حول برنامج مثير للجدل تكفل به الكونغرس لحل مشكلة اعادة اسكان الآلاف في «نافاكوز».اختار كامير وبدأ معه من الكيفية التي تعاملت بها وسائل الاعلام الامريكية مع العراق، وهل كونت صورة واضحة عن ساحة معقدة ومتشابكة؟ rnالسؤال العراقييجد جيري كامير صعوبة في الإجابة على الأسئلة العراقية، ويبرر ذلك بتخصصه في كتابة القصص عن مراقبة الحكومة الأمريكية، لكنه يتحدث عن العراق الذي زاد اهتمامه به بعد ان أقام عددا من المحاضرات عن القصص الاستقصائية في بغداد ومدن أخرى، وتعرف على صحفيين عراقيين ووقف على معاناتهم. يقول كامير:»في ما يخص العراق لدي بعض التصورات..أهم الصحف الأميركية ومحطات التلفزيون خصصت موارد كبيرة لتغطية الأحداث فيه. وهنا لابد من ان أقول ان صحيفة (نيويورك تايمز) كانت تشعر بالحرج الكبير من الإبلاغ عن الكاتب الأمريكي جوديث ميلر، الذي خلق انطباعا خاطئا حول جهود تطوير أسلحة الدمار الشامل في العراق. التغطية المشوهة التي كتبها ميلر ساعدت إدارة بوش لتبرير خيار الحرب. ما كتبه هذا الصحفي جلب العار لنيويورك تايمز، الصحيفة الأكثر أهمية وتأثيرا في الولايات المتحدة». ويذكر كامير ان الصحفيين في الـ(نيويورك تايمز) غيروا من منهج عملهم بعد تلك الحادثة، ويستدرك قوله ببعض الاطراء:»منذ ذلك الوقت وهم يقومون بعمل ممتاز، في كثير من الأحيان يتعرضون الى خطر شديد. لا يستطيعون القيام بعملهم في متابعة المعلومة العراقية دون إشراك العديد من الصحفيين العراقيين، الذين أبدوا شجاعة هائلة، وقدمت تضحيات كبيرة في الجهود الرامية إلى إيجاد الحقيقة. العديد من الصحفيين العراقيين قدموا التضحية الكبرى، ويموتون في سعيهم لتقرير الحقيقة».rnتسويق المادة العراقيةيقول بعض المراقبين ان ما يجري تسويقه عن العراق في الصحافة الأمريكية لا يخضع الى معايير محددة وثابتة، فالصحافة الأمريكية تنتمي إلى أصول مالية ونظم سياسية متناقضة. يقول كامير ان وسائل الإعلام الأميركية واسعة ومتنوعة. في حين يمتثل عدد قليل منها الى التحيز الواضح، على أساس انه موجه لخدمة مصالح سياسية أكثر من كونها مصالح اقتصادية.ويضرب كامير المثال التالي:»قناة FOXNews ، التي تصنع العديد من القصص والتعليقات ذات الميل الواضح لصالح الجمهوريين. في حين (كابل) الأخبار التلفزيونية في قناة MSNBC غالبا ما يميل الى تأييد الديموقراطيين. لكن الأكثر أهمية هو وسائل الإعلام، لا سيما صحف مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز، والتي تؤيد
جيري كامير:صحفيو العراق يقاتلون من أجل الحقيقـة..لكن جماعات الضغط تـحد نفوذهم
نشر في: 19 يناير, 2010: 05:21 م