قلق وخوف من نوع آخر بدأ يشعر بهما ابو ريان وعائلته بعد كثرة سماع وتداول اخبار عبر وسائل الاعلام مؤخرا حول انهيار سد الموصل وغرق المدينة التي تقطنها عائلته الى جانب مئات الالاف من العوائل الاخرى، في وقت يعتقد مواطنون آخرون ان ما يشاع لاغراض إخاف

 قلق وخوف من نوع آخر بدأ يشعر بهما ابو ريان وعائلته بعد كثرة سماع وتداول اخبار عبر وسائل الاعلام مؤخرا حول انهيار سد الموصل وغرق المدينة التي تقطنها عائلته الى جانب مئات الالاف من العوائل الاخرى، في وقت يعتقد مواطنون آخرون ان ما يشاع لاغراض إخافة الاهالي والتأثير على حياتهم وتقف وراءه اجندات مختلفة، يؤكد خبراء ومهندسون مختصون سلامة سد الموصل حاليا رغم حاجته الى الصيانة والحقن المستمر بالسمنت المسلح، فيما تطالب الحكومة المحلية في نينوى الحكومة الاتحادية في بغداد الاسراع بتوقيع عقد صيانة السد من قبل شركات اجنبية متطورة مع صرف مستحقاته المالية وتوفير كافة احتياجات ومستلزمات ادامة عمله بشكل افضل. 

تحرير المدينة ضرورة
ويقول ابو ريان بحزن وقلق ظاهرين ألا يكفي اهل الموصل ما يعانوه من خوف وموت بطيء بسبب ظلم وتعسف تنظيم داعش وتضييقه المفروض على الحياة في كافة مجالات العيش بعد ان سيطر على المدينة منذ قرابة السنتين حتى يظهر لنا تخوف وقلق جديد بما نسمعه كل يوم عن احتمال انهيار سد الموصل وغرق الموصل بالكامل. مضيفا: لم يعد بامكان اكثر من مليون ونصف نسمة من اهالي الموصل تحمل كل هذا الضغط. منتقدا: دور الحكومة بعدم اتخاذ اجراءات وخطوات سريعة وحاسمة لتحريرالمدينة من سيطرة التنظيم الارهابي.

اشاعات داعشية مغرضة
اما المواطنة ام زيد: فقد ارجعت ما يثار حول خطورة سد الموصل واحتمالية انهياره تحت وطأة الاهمال لا يعدو عن كونه تخويف لاهالي الموصل وبث الرعب بينهم ضمن سلسلة الاجندات التخريبية المعروفة والتي تهدف النيل من هذه المدينة وتخريب بناها التحتية في شتى المجالات والقطاعات والتي يضطلع تنظيم داعش الارهابي بتنفيذ القسم الاكبر منها. موضحة: ان بناء السد جاء بعد دراسة مستفيضة لارضه ولايعقل ان تخطئ شركات هندسية فنية عالمية متخصصة في مثل هذه المشاريع الستراتيجية العملاقة. مشيرة: الى ان السد يعمل بشكل جيد منذ ثلاثة عقود من الزمن فلماذا لم نسمع بهذه التحذيرات من قبل؟ ولماذا في هذه الفترة بالذات؟. مضيفة: ان سد الموصل سليم ومعافى بشهادة المهندسين والفنيين المختصين إلا في حالة واحدة وهي تعرضه لاعمال تخريبية متعمدة قد تؤدي الى انهياره.

منافسة الشركات العالمية
من جانبه أكد مصدر محلي في محافظة نينوى (فضل عدم ذكر اسمه) سلامة سد الموصل حاليا رغم حاجته الى الصيانة في بعض مفاصله والحقن المستمر بالسمنت المسلح لديمومة عمله دون اي اخطار او تهديدات. مضيفا: ان الاشاعات والاخبار التي تروجها بعض وسائل الاعلام العالمية والمحلية بشان خطورة السد عارية عن الصحة. مشددا: وقوف مصالح واجندات مختلفة سياسية وامنية وتجارية وراءها وقد تكون المنافسة بين الشركات العالمية العملاقة التي تسعى للفوز بعقد صيانة السد وخاصة الاميركية منها أحد هذه الاسباب ما يفسر إثارة بعض وسائل الاعلام الاميركية موضوع خطورة السد بين فترة واخرى حسب قول المصدر.

تطمينات الارقام
ويرى الخبير والمهندس في سد الموصل عبد الكريم العبيدي: ان لا شائبة في وضع السد حاليا وما تنقله بعض وسائل الاعلام والمسوؤلين هنا وهناك تعكس جهلم بواقع هذا السد وحقيقة أمره. متابعا: فلا يوجد فيه اي خلل وما مخزون فيه من ماء لا يتجاوز (40%) وهذا يعني ان السد وحتى بدون تحشية يتحمل هذه الكميات المائية فيما الطاقة القصوى لخزين السد تبلغ (11) مليار (200) مليون متر مكعب.
العبيدي أوضح بلغة الارقام: ان بحيرة السد بطول (50) كم وتغطي مساحة من الارض تبلغ  (228) كم مربعاً وارتفاعه (110) م وعرضه من الاسفل (130) مترا ومن القسم العلوي (25 مترا وطوله (6،3) كم. مبينا: ان فيه بوابات سفلية عدد (2) لتصريف المياه طاقة الواحدة منها ما قيمته (2450) م/ مكعب في الثانية اذا كان السد في كامل طاقته الاستيعابية واحدى البوبات عاطلة حاليا. مستدركا: إلا ان هناك (4) بوابات توربينات تصرف (1280) م مكعبا في الثانية اضافة الى (5) بوبات اخرى مربعة الشكل تصرف الواحدة منها في حالة امتلاء السد (12) الف متر مكعب في الثانية الواحدة وهناك منافذ اخرى لتصريف المياه في حال عطل كل البوابات.

احتمالات الانهيار ضعيفة
مجلس الوزراء أعلن قبل مدة عن حزمة إرشادات دعا المواطنين إلى الالتزام بها في حال انهيار سد الموصل، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن احتمالات حدوث ذلك شبه معدومة، وقالت الحكومة في بيان إن احتمالات انهيار السد ضعيفة، لكنها تطالب المواطنين القاطنين في المناطق القريبة من نهر دجلة بترك منازلهم في حال انهيار السد والابتعاد لمسافة ستة كيلومترات عنه لتجنب الفيضانات، وأضاف البيان أن معدل ارتفاع المياه في نهر دجلة سيصل إلى أكثر من (15) مترا في بعض مناطق الموصل بعد ساعات من انهيار السدّ، وأن موجة الفيضانات ستصل إلى تكريت في غضون يومين، وإلى العاصمة بغداد بين ثلاثة إلى أربعة أيام، وأشار البيان إلى أن ارتفاع الماء في مجرى النهر سيصل إلى (10) أمتار، لكن البيان أكد أن مستوى منسوب المياه في سد الموصل يبلغ حاليا (307) أمتار، وأن تعرض السد إلى مخاطر الانهيار يحدث في حال ارتفع المنسوب إلى (319) مترا.

أعمال تحشية يومية
كما بيّن المهندس في سد الموصل:  ان السد ترابي مبني على ارض جبسية والجبس يذوب بشكل بطيء مع الماء بسبب الرطوبة ويحتاج الى أعمال تحشية يومية بالسمنت السريع التصلب وهو ما يجري حالياً بادارة كادر فني عراقي متمكن. منوها: الى وجود (27) جهاز تحسس للعمل والحقن في السد. لافتا: انه منذ التسعينيات لم يتم تحديثها او توفير اجهزة احدث وعلى الحكومة سرعة توفيرها مع كوادر فنية اضافية متخصصة الى جانب تهيئة وتوفير كافة مستلزمات وملاحق العمل الاخرى وخاصة اجهزة سونار فحص التربة على عمق 140 مترا.
ودعا العبيدي: الى توفير التخصيصات المالية اللازمة وتنظيم زيارات ميدانية للوزراء والمسوؤلين المختصين الى منطقة السد للوقوف على احتياجته ميدانيا. مطالبا: المجتمع الدولي بالكف عن بث الاخبار والافتراءات الكاذبة حول انهيار السد لان ذلك سيؤثر على حياة الناس بشكل عام ويبث الرعب فيهم كما ستتوقف الفعاليات والانشطة المختلفة في حوض السد وامتدادات المنطقة وخاصة الانشطة الزراعية والاقتصادية.

اهداف سياسية وعسكرية
كما لفت العبيدي: ان البوابات قادرة على تصريف المياه مهما كانت كميات المياه الواردة من تركيا في موسم الفيضانات وتصل الى حدود (60000) الف متر مكعب في الثانية بينما لا تصل الكميات الواردة في اقصى حدودها الى (12000) الف متر مكعب في الثانية وممكن لبوابة سفلية واحدة تصريفه، مبينا: ان الشركة الاجنبية المكلفة باجراء الصيانة لم تصل لحد الآن وستباشر قريبا بعد وصولها مع اجهزتها المتطورة، لافتا ايضا ان الاقاويل عن انهياره كاذبة واهدافها سياسية وعسكرية وافتراء على من بنى السد.

7 سدود جبسية عالمية
رئيس لجنة الاعمار والاسكان في مجلس محافظة نينوى عبدالرحمن الوكاع قال: ان المعدات والاجهزة والمواد التي تستخدم في الصيانة قديمة تعود الى فترة انشائه في الثمانينيات. منوها: لا خطر مفاجئا من انهياره إلا انه بحاجة الى معدات وتكنولوجيا حديثة وصيانة وتحشية مستمرة. مضيفا: تم تفريغ اكثر من نصف كميات الماء في السد حتى لا تشكل اي خطر.
وبين الوكاع: تم احالة تصليح البوابة السفلية العاطلة الى شركة تريفي الايطالية وستباشر عملها قريبا. مشيرا: الى ان وجود (7) سدود مقامة على اراضٍ جبسية في العالم كحال سد الموصل إلا ان اي منها لم ينهر لحد الان رغم ان خزين سد الموصل اقل من النصف مقارنة مع خزين هذه السدود. مطالبا: الحكومة الاتحادية الاسراع بتوقيع عقد صيانة السد من قبل شركات اجنبية متطورة مع الاستعانة بخبراتنا المحلية في هذا المجال.

السمنت التركي المقاوم ؟!
من جانبه ذكر نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان: موضوع السد أخذ حيزا كبيرا في الاعلام وخاصة منذ شهر. مسترسلا: كمجلس محافظة قمنا باكثر من زيارة ميدانية للسد والتقينا بمدير السد وخبراء ومختصين ومهندسين يعملون هناك وبينهم من يعمل في السد منذ انشائه قبل اكثر من (30) عاماً ولحد الآن. لافتا: جميعهم اكدوا لنا ان اسس السد ومنذ تأسيسه بحاجة الى تحشية مستمرة بمادة السمنت المقاوم التي يتم توفيرها باستيرادها من تركيا والسد حاله كحال انسان مريض بحاجة الى علاج وادوية حتى تستقر حالته الصحية.

تأخر توقيع عقد الصيانة
 ولفت قبلان : الى وجود عطل في احدى بوابات السد السفلية أدى الى حصول اضرار قليلة في جسم السد، مبينا: ان الشركة الايطالية التي ستقوم بصيانة السد لم تصل لحد الان ولم يتم توقيع العقد معها لحد اليوم. مشيرا: الى وجود اشكالات حول صيغة العقد واشكالات ما بين وزارة الموارد المالية ورئاسة الوزراء والمفاوضات جارية مع هذه الشركة التي ستقوم بصيانة المعدات والاجهزة وتصليح البوابة العاطلة كما ستقوم ولمدة عام كامل بتحشية أسس السد.

دعامات و25 مليار دينار
وأوضح عضو مجلس محافظة نينوى: ان العلاج الحقيقي والناجع للسد هو عمل دعامات تصل الى (150) مترا وهذا يتطلب امكانيات مالية ضخمة مع الاستعانة بخبرات وتقنيات عالمية متطورة وهي غير متوفرة لحد الآن. مطالبا: الحكومة الاتحادية بصرف وتوفير المستحقات المالية لمشروع السد خاصة وان تخصيصات العام الماضي البالغة (25 مليار) دينار لم يتم صرف منها سوى (5) مليارات فقط ما أعاق عملية ادارة المشروع بشكل افضل. مطمئنا: اهالي الموصل بعدم الخوف والقلق من انهيار السد لانه بحالة حسنة استنادا الى قول الخبراء والمختصين رغم  وجود اجندات ومشاريع اقليمية ومخططات دولية تعتبر الموصل عائقا أمام تنفيذها  وقد يكون موضوع سد الموصل خطوة في هذا الاتجاه.

425 جندياً ايطالياً
وكان مسوؤل اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل محي الدين المزوري قد أعلن قبل مدة عن ابرام عقد ما بين وزارة الموارد المائية العراقية في بغداد واحدى الشركات الايطالية المتخصصة باعمار السدود لغرض اعمار وصيانة سد الموصل. مضيفا: ان الشركة قدمت طلبا للحكومة الايطالية بتأمين حماية لها اثناء اجراء الصيانة في هذه المنطقة وعرض طلبها على البرلمان الايطالي وحصلت موافقته على ارسال  (425)  جنديا ايطاليا لمرافقتها لهذا الغرض.
ولفت المزوري: ان تاريخ وصول الشركة الى منطقة السد غير معروف لحد الآن وربما يكون خلال السنة الحالية، موضحا: ان منطقة سد الموصل آمنة حاليا ومسيطر عليها من قبل قوات البيشمركة والاسايش الكردية. مستدركا: أما من الناحية الفنية فوضع السد جيد حسب ما يقول مختصون وفنيون في هذا المجال .

تصريحات تجارية واقتصادية
 وعزا مسؤول اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني: ما يسمع هنا وهناك من تحذيرات وتخوفات حول انهيار السد لا يعدو عن كونها اشاعات وفبركات تستند على بعض التصريحات المغرضة التي تقف وراءها اهداف تجارية واقتصادية بين الشركات العالمية. لافتا: انها تسعى وتتنافس للحصول على فرصة او مقاولة للعمل في صيانة السد. مبينا: ان بعض وسائل الاعلام المعروفة زارت منطقة سد الموصل واطلعت على وضعه الآمن وهو تحت اشراف نخبة من المهندسيين والخبراء والفنيين المتخصيين لاسيما بعد تحرير المنطقة من سيطرة تنظيم داعش.

التربة والسفارة الاميركية
يشار الى ان سد الموصل (50) كم شمال الموصل قد تم بناؤه في العام 1983 بطول 3. 2 كم وارتفاع (131) م ويعتبر من اكبر سدود العراق ورابع سد في الشرق الاوسط ويوفر محيط مائي كبير لاغراض زراعية واروائية وتوليد الطاقة الكهربائية فضلا عن بحيرته الشاسعة التي استغلت سياحيا، وربما يكون معرض للانهيار جراء تأكل في بنيته التحتية كما يحذر بعض المهتمين بسبب الاوضاع الامنية وسيطرة داعش على الموصل منذ حزيران 2014 وعدم تكمن وصول الخبراء والمختصين الى المنطقة جراء ذلك، وقد تبين بعد بناء السد وكما يقول بعض الخبراء انه اقيم على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل لذا توجب حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم انهياره وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينيات. فيما اوصت السفارة الاميركية وببيان نشر على موقعها على ان تفريغ مياه السد هو الأمر الأكثر فاعلية لإنقاذ حياة مئات الآلاف من العراقيين الذين يعيشون في المناطق الاكثر خطورة على مسار الفيضان في حال حدوث تصدع في السد، وبحسب وجهة نظر السفارة فسيكون من غير الممكن في حال حدوث تصدع إنقاذ بين 500 الف الى 1.47 مليون شخص يعيشون على امتداد نهر دجلة اذا لم يتم نقلهم من اماكنهم، كما أكد البيان ضرورة ابتعاد سكان مدينتي الموصل وتكريت بين خمسة الى ستة كيلومترات عن ضفة النهر ليكونوا بأمان.