TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بغداد الأمس.. بغداد اليوم

بغداد الأمس.. بغداد اليوم

نشر في: 2 مارس, 2016: 09:01 م

يتنبأون  بهطول المطر بتكاثف السحب وسماع الرعود ، يستدلون على هبوط الليل ، بسدول ستائر  الظلمة ، وعلى تباشير النهار بخيوط الفجر ، وعلى السقام بالنحول ، فكيف يستدل على بدايات  انحطاط الأمم  بعد طول إزدهار ، والعودة القهقرى  لتيه العصور المظلمة ؟؟
الفترة التي سميت بـ ( المظلمة ) والتي كلكلت — قرونا — على العراق ودول المنطقة ، لم تبدأ ساعة اجتياح ( هولاكو ) لبغداد ، بل مُهد لها بإفساد  الذمم ، بإهانة العلماء ، بحرق المكتبات ، او  إغراق المخطوطات بدجلة ، وكل مخطوط نفيس فيها شاهد عدل ،  بالقتل العشوائي ، غيلة او لمجرد الشبهة .
لم تبدأ الفترة المظلمة إلا يوم زامل الإزدهار  الفجور والترهل ، والبطر ، وضمور الوازع  الوطني و  الأخلاقي .
بعدما تسلم الخليفة المعتصم صولجان الحكم ، ساد زمان شرس ، نابز الجار  جاره على مغنم او مكسب ، راقب الزميل زميله خشية الكيد ، تنكر الصديق  لصديقه عبر حسد او وشاية ، و…و.… حتى صار الصدق والنزاهة عملة محرمة ، ووصف الوصوليون بالذكاء ، والانتهازيون  بالشطارة ، والمنافقون بالدهاء ، وراجت تجارة بيع وشراء الذمم ، وانتشر البصاصون  لينقلوا للحاكم عن  حق وعن باطل . وازدحمت السجون ، وتساوى البريء والمجرم . وفسد القضاء ، وتولى الكتّاب غير العدول  الأمر ، وتحكم الخصيان بشؤون العباد، وانتشر  مذهب (( التقيّة )) فصار  للإنسان ، لسانان ،واكثر من وجه ….
عندما حل  هولاكو ببغداد . وجد كل شيء جاهزا لتعاطي  كأس النصر حد الثمالة ، حتى المفاتيح الرئيسة للقفل الكبير قدمت له  على صينية  من ذهب  ، بعدما  تزينت الخيانة بزي رجل سموه 🙁 العلقمي ).  وكان ما كان ….  وبعد : يستدل على الزوابع الرعدية بحالك الغيوم والسحب ، وهذا الزمن الذي نعيشه اليوم  زمن مرّ وكالح ، لا يستهدف كتبا ليغرقها بدجلة ، ولا أبرياء ليحيل  أجسادهم  مزقاً وأنهار دم ، فحسب ، إنه يستهدف الإنسان الواعي الذي لا يعوضه مال ولا مغنم . فهل يمكن - للحكماء ، للعقلاء  تغيير المعادلة  المعروفة : التاريخ يعيد نفسه ؟؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ام رشا

    وهل يوجد في عراق اليوم حكماء وعقلاء لكي لا يعيد التاريخ نفسه ...!اليوم التاريخ يعيد نفسه ليس بعلقمي واحد بل بعشرات العلاقمة اللذين استهدفوا كل شئ واستباحوا كل شئ ولن يهدء لهم بال حتى يقدموا العراق كله هدية إلى اولياءهم ولكن هيهات فلن تتحقق أحلامهم المريض

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram