اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > (الستوتات) تشارك سيارات الاسعاف..جرحى الانفجارات . . نقلهم وانقاذهم من الموت

(الستوتات) تشارك سيارات الاسعاف..جرحى الانفجارات . . نقلهم وانقاذهم من الموت

نشر في: 5 مارس, 2016: 12:01 ص

يتدافع المئات من ذوي ضحايا الانفجارات الى ردهات الطوارئ للاطمئنان على صحة أبنائهم وذويهم ممن أصيبوا بحوادث الانفجارات الارهابية. البعض قلق من الاجراءات المتخذة من قبل الكادر والبعض يتهمهم بالأهمال والقليل يراهن على نبل وأمانة الاطباء والكوادر العاملة

يتدافع المئات من ذوي ضحايا الانفجارات الى ردهات الطوارئ للاطمئنان على صحة أبنائهم وذويهم ممن أصيبوا بحوادث الانفجارات الارهابية. البعض قلق من الاجراءات المتخذة من قبل الكادر والبعض يتهمهم بالأهمال والقليل يراهن على نبل وأمانة الاطباء والكوادر العاملة في تلك الحوادث خصوصاً تلك الانفجارات التي تصيب المئات من الضحايا وهم من المدنيين نساءً أو أطفالاً أو رجالاً .  (المدى) عاشت تلك الحالات لتكون شاهد عيان على حقيقة من يُسعف وينقذ المئات من الجرحي وكان ذلك في أنفجار مدينة الصدر الذي حدث قبل أيام والذي أودى بحياة العشرات من الابرياء .

توزيع الجرحي
مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة الدكتور عبد الغني سعدون ذكر لـ( المدى ) أن معظم الكوادر العاملة في المستشفيات اصبحت لهم الخبرة في كيفية التعامل مع الجرحى وتهيئة كافة المستلزمات البشرية والعلاجية . مضيفا: انه تم توزيع الجرحى على مستشفيات الإمام علي والشهيد الصدر والكندي وزايد والجملة العصبية لتأخذ كل مستشفى دورها بانقاذ الجرحى. مبينا: تم  معالجة جميع المصابين والبالغ عددهم (147) جريحا فيما توفي أحد المصابين في مستشفى الجملة العصبية نتيجة ألاصابة الشديدة في ألرأس وهوالجريح الوحيد من أجمالي المصابين .

 160 سيارة اسعاف
وأشار مدير دارة صحة الرصافة: الى اسطول سيارات  الاسعاف والبالغ (160) سيارة والذي تمكن من احتواء الموقف ونقل جميع الجرحي الى المستشفيات التابعة لنا . لافتا: لم تطلب ادارة أي مستشفي ( الدم ) بسبب الخزين المتوفر في المستشفيات والذي سد الحاجة. مبينا: انه تم تنظيم شهادات الوفاة في المستشفيات بشكل عاجل بحضور المعاون الاداري شخصياً ولن يتم استيفاء اي اجور كما اشيع في وسائل الاعلام .

التطوع وغلق العيادات الخاصة
مدير مستشفى الامام علي الدكتور جواد عبد الكاظم الموسوي بين لـ( المدى ) أن ساعة حدوث الانفجار بلحظات استقبلت المستشفى أكثر من ثلاثين مصابا. مضيفا: على الفور تم فتح (12) صالة عمليات بكافة تجهيزاتها لإجراء العمليات للجرحى وبأشراف (25) طبيبا مابين جراح ووطبيب تخدير وقلبية وباطنية والجراحات التخصصية الاخرى . منوها: الى الاستجابة السريعة للاطباء الجراحين ودورهم في عملية الانقاذ إذ أغلق  اغلب ألاطباء عيادتهم الخاصة والتحقوا بالمستشفى فيما تطوّع احد الاطباء الجراحين وهو غير منتسب لدينا لكنه معروف لنا كطبيب جراح وشارك مع الكوادر الطبية لعلاج الجرحى.
وأشار الموسوي: الى أن جميع الكوادر العاملة في المستشفى سواء اطباء أو كوادر مساعدة انهت العمل واستقر الحال بها في خمس ساعات فقط وتم أسعاف جميع الجرحي وادخال الاغلب منهم الى صالات العمليات. مشددا: العمل تم بانسابية وتنسيق عاليين ولم يكن هناك اي مشكلة. مستدركا:  لكن الضغط الكبير والحشد عند الابواب كان مقلقاً لنا بقدر ما كان دافعاً اضافياً الى العمل بدقة بغية اسعاف الجرحي واطمئنان ذويهم بالرغم مانسمع من احاديث وتصل احياناُ الى التدخل في عملنا.
المواطن عبد الحسين نعمة محمد أحد المصابين في انفجار مدينة الصدر سوق مريدي يسكن قطاع (30) يقول لـ( المدى ) ان شعرت بضربة في البطن والوجه ولم اعرف المشكلة. مضيفا: بعد لحظات فقدت الوعي ولم أفق إلا بعد ساعات في الردهة وحولي اكثر من طبيب ومسعف. مسترسلا: بعدها حضر الطبيب الجراح بسرعة وتحدث لي وكان قلقا من وضعي الذي يحتاج الى عملية جراحية اجريت في اليوم الثاني. شاكرا الكوادر الطبية والصحية التي عملت المستحيل لاجل انقاذ الجرحى والمصابين.

أكثـر من 40 مرافقا
جابر كريم    مصاب آخر يروي لـ( المدى ) أعمل في السوق منذ فترة وأثناء تواجدي بالقرب من الحادث تعرضت الى العصف والشظايا التي أدت الى حدوث جروح بليغة. مضيفا: شعرت بألم الجروح وكأني سأفقد الحياة اذ لم يخطر ببالي سوى صورة اطفالي الثلاثة واصوات الاطباء التي تتحدث بمصطلحات انكليزية. مبينا: كان احد المساعدين يمسك بيدي اثناء ذلك اغمضت عيني ولم أفق إلا بعد ساعات وحولي قرابة (40) شخصا من الاقرباء والاصدقاء.
وأضاف المصاب:  حضر أكثر من طبيبب الى موقع الردهة ومعهم مدير المستشفى وتحدث الاطباء مع بعضهم البعض. كنت قلقا وبعد ان تم الكشف الكامل ابلغني الطيبب ( الحمد على السلامة ) وتم معالجة الجروح بشكل تام. موضحا: هنا بدأ الاقرباء الحديث مع الطبيبب الذي أخذ بمجاملتهم لاصرارهم المبالغ به مما دفع اخي الكبير الى التوجه لهم والقول يكفي حديثاُ مع الطيبب ( ولاتصيرون فلاسفة ) الطبيب والكادر أدوا واجبهم وشكرا لهم على كل مافعلوه. جابر شعر بخجل أمام العاملين في الردهة بسبب الزخم الحاصل من الضيوف حتى انه طلب من شقيقه الاكبر ان يغادر الجميع من اجل راحة المرضى الباقين والمحافظة على الهدوء ونظافة المستشفى.

الادوية متوفرة ولكن
أحد المرافقين للمصاب قال لـ( المدى ) ان المستشفى وفرت جميع الادوية ولم نحتج الى أي مادة دوائية او دم او غيرها. مستدركا: لكن بعد استقرار الحالة في اليوم الثاني تطلب الأمر شراء مادة دوائية من الصيدلية الخارجية كون هذا العلاج غير متوفر في المستشفيات الحكومية. لافتا: ان  الطبيب المختص بين أن المصاب تعرض الى الاصابة بجروح داخل البطن مما أدى الى حدوث ( تقيوء) مبينا: أن هذه الادوية غير متوفرة اساساً في قائمة الادوية الصادرة من وزارة الصحة ويتطلب شراؤها من خارج المستشفى.

(الستوتة) سيارة اسعاف
 لم تكن سيارات الاسعاف وحدها هي التي نقلت جرحى الانفجارات بل كان لسواق (الستوتات) دور كبير في نقل الجرحى من السوق الى المستشفيات القريبة ، علي جبر أحد المصابين في هذا الحادث يقول  كنا في السوق نزاول عملنا اليومي الذي اعتدنا عليه لكسب لقمة عيشنا، فجأة سمعنا دوي الانفجار الذي أدى الى استشهاد العديد من الاصدقاء. مضيفا:  اصبت بشظية  في البطن و قام عدد من المتواجدين في السوق  بنقلي والمصابين الآخرين بكل ما متوفر من عربات ودراجات نارية (ستوتة) وسيارات فضلا عن سيارات الاسعاف ، استقبلني الاطباء والممرضون وتلقيت العلاج.
في حين يرى أحمد إبراهيم سائق  (ستوتة) والذي سخر كل قدراته في ساعة الحادث لنقل الجرحى الى مستشفى الامام علي. موضحا: منذ سنوات اعتدنا ان يكون هذا السوق مصدر رزق لنا، وبينما كنا نعرض بضاعتنا مثل كل يوم ، حدث الانفجار الذي هزّ اركان السوق وتحوّل بعض الباعة الى اشلاء ، فيما حاولت بمساعدة بعض الاصدقاء نقل الجرحى باقصى سرعة ممكنة من اجل انقاذ حياتهم. مبديا: أسفه لوفاة احد المصابين في الطريق اثناء نقله الى المستشفى.

35 جريحا في مستشفى الصدر
شعبة الطوارئ في  مستشفى الشهيد الصدر العام استقبلت جرحى الانفجار الارهابي الذي حدث  في سوق مريدي. وراح ضحية الانفجار (39) شهيدا و (35) جريحا ، الدكتور شهاب رحيم جبر مدير المستشفى أوضح أن الحادث الاجرامي أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى وقد قدم الكادر العامل في المستشفي   جهداً مميزاً خاصة شعبة الطوارئ للاشراف على عمل الملاكات الطبية والتمريضية والملاكات الساندة لها لاسعاف الجرحى المصابين وتقديم الخدمات الطبية العاجلة. منوها: انهم دخلوا في حالة استنفار تام فور حصول الانفجار  من أجل انقاذ المصابين. لافتا:  ان بعض الحالات التي تم استقبالها احتاجت الى تداخل جراحي سريع حيث تم نقلهم الى صالة العمليات واجراء اللازم وبعض الحالات كانت مستقرة وتم نقلهم الى ردهات المستشفى لاكمال العلاج والشفاء.

قلة أطباء الجراحة والمسعفين
المدى زارت عدد من جرحى الانفجار في مستشفى الامام علي واطلعت على حجم معاناة الاطباء الجراحين الاختصاص اذ شكوا من قلة الكادر العامل في المستشفى بالرغم من الزخم السكاني الكبير عليه. ابو سجاد  أحد الكوادر الوسطية العاملة في شعبة الطوارئ في مستشفى الامام علي يقول لـ( المدى ) ليس من السهل أن تتعامل مع حياة أنسان وهو ينزف دماً جراء عمل أرهابي. مبينا: ربما خطأ صغير غير متعمد او بسبب الزخم والارباك  يكلف حياة المصاب نفسه. راوياً: في ساعة حدوث الانفجار إستعد الكادر العامل في المستشفى وبدأنا باستقبال الجرحى وكأننا نعمل وفق ماكنة معدة مسبقاٌ تعاملنا مع جميع الحالات الحرجة والبسيطة والمتوسطة.   وأضاف لسنا فخورين بهذا العمل فإنقاذ حياة المصابين واجبنا. مستدركا: لكن نتمنى من الجميع ان يفهم دورنا الانساني في انقاذ حياة الجرحى والمصابين. مشيرا: ليس لنا ذنب في بعض حالات الوفاة التي تحصل للأسف بسبب الاعتداءات على الاطباء في صالات الطوارئ الأمر الذي تسبب بترك بعض الاطباء العمل وهجرة البعض الآخر خاصة اولئك الذين يمتلكون الخبرة والكفاءة الطبية.

40 الف دينار رسوم ؟
الى ذلك نفت دائرة صحة بغداد الرصافة تسليم جثث شهداء التفجير الارهابي الذي حدث في مدينة الصدر مقابل فرض رسوم (40) الف دينار . ونفي بيان لدائرة صحة بغداد اطلعت عليه المدى ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من إشاعات كاذبة عن فرض مبلغ (40) الف دينار مقابل تسليم جثث شهداء التفجير الارهابي في مستشفى الامام علي ومستشفى الصدر. موضحا: بل بالعكس تم تسهيل كافة الاجراءات لذوي الشهداء وقام الاطباء والكادر الطبي بأنقاذ الجرحى والمصابين إثر حادث التفجير الارهابي في مدينة الصدر وتم انقاذ عدد كبير من الجرحى ..  كما شدد البيان: على تقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية الى كافة العمليات الجراحية لجرحى التفجير الارهابي بشكل مجاني. مبينا: انه تم تسليم كافة جثث الشهداء الى ذويهم بأنسيابية ولم تفرض اية مبالغ مالية على استلام الجثث شهداء او علاج الجرحى .. مشيرا الى تماثل (95%) من جرحى الانفجار بالشفاء بعد علاجهم . متابعا: ان هدف دائرة صحة بغداد الرصافة هو تحسين نوعية الخدمة الطبية المقدمة من خلال تقديم افضل الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram